Friday 16 May 2025
كتاب الرأي

حبيب ولد الشيخ محمد الحسين: على نفسها جنت البوليساريو

حبيب ولد الشيخ محمد الحسين: على نفسها جنت البوليساريو حبيب ولد الشيخ محمد الحسين
تأسست جبهة البوليساريو من أول يوم على فكرة واحدة ووحيدة وهي العداء للشعب الموريتاني ومحاربته، كان ذلك هو سبب ومبرر وجودها وقد استخدمت في سبيله كل أساليب تشويه الموريتانيين واحتقارهم ونعتهم بأقذع الأوصاف.
ومع أن حرب بوليساريو مع موريتانيا قد توقفت علنا فإنها بالنسبة للبوليساريو لا زالت مستمرة سرا وعلنا، وأسلوب البوليساريو وخطابهم لا زال كما هو، أسلوب احتقار الموريتاني ووصفه بالتخلف والصلف والجهل والبداوة غير مراعين لأواصر القرابة ولا وشائج الرحم المتبادلة.
لقد ظلت عقلية العداء الأزلي للموريتانيين تستوطن أذهان كل الناشطين في هذا الكيان، حتى وإن حاولوا اخفاء ذلك بداعي التحفظ الدبلوماسي فإن فلتات ألسنتهم تفضحهم في كل حين، وتصرفات زعمائهم تكشف سرهم كل مرة.
لست هنا في وارد بسط ما كشفه سجناء موريتانيون سابقون لدى هذا الكيان -منهم من لا يزال حيا- وما سردوه من فظائع ارتكبت في حقهم وما تحدثوا عنه من أصناف التعذيب وأنواع التنكيل والرسم على أجسادهم بكي جلودهم بعبارات تمجد البوليساريو وتهين الموريتانيين في مشهد مأساوي يكشف درجة سادية هؤلاء وبغضهم لشعبنا واحتقارهم لرموزنا الأموات منهم والأحياء، فالمقام يضيق عن ذلك، وحتى وإن حاولت ذكره فلن استطيع له حصرا.
يُدرك كل من له ذرة عقل ان من ينتظر ثمرة من زرع هذا الكيان هو "كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا" وأن خَلْقَه كان له وقع الكارثة على شعوب هذه المنطقة، منطقة المغرب العربي التي تتوق شعوبها إلى الوحدة والتكتل، بدل التفرقة والتشرذم، وانه كان اكبر عقبة في وجه ذلك الحلم الجميل الذي داعب مخيلة كل مواطن فيها.
على النظام في الجزائر الشقيقة رفع اليد عن قضية الصحراء والكف عن دعم كيان انفصالي، ثبت انه لا يمتلك مقومات الحياة، وأن لا بضاعة لديه إلا نشر الكراهية بين شعوب المنطقة، وتفكيك وحدتها عبر دعاية باطلة ممجوجة لا تطعم من جوع ولا تؤمن من خوف ولا تُداوي مريضا ولا تُعلم جاهلا، وقد أكل عليها الدهر وشرب، وان الوقت اليوم هو وقت التلاحم والتسامح والتعاضد والاتحاد.
اغلب الموريتانيين كاشقائهم في هذه المنطقة، يراودهم حلم الوحدة المغاربية، وفتح الحدود بين دول المغرب العربي، ورفع التآشر وكسر العقبة التي تحول دون تحقيق هذا الحلم، وكسر العقبة لن يكون الا بوضع النقاط على الحروف وتسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية، والوقوف وقفة صدق ومصارحة مع الذات، والاعتراف بأن خَلْقَ هذا الكيان كان خطأ استراتيجيا قاتلا، دفعنا ثمنه باهظا من نمو اقتصاداتنا وازدهار شعوبنا، وانه آن الأوان للتراجع عن هذا الخطأ وتصحيحه.
الشعب الموريتاني الذي تباشر خيرا بالرئيس الجديد فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وآمن بعهده وتعهداته، يدعوه الآن إلى أن يقف وقفة شجاعة تضع القطيعة النهائية مع هذا الكيان الأبتر، خصوصا بعد تطاوله وتجاسره على الشعب الموريتاني وإعلانه الحرب الاقتصادية عليه بغلق معبر الكركرات، شريان وعصب الغذاء الموريتاني.
إن سحب الاعتراف بهذا الكيان الحاقد، وفتح قنصلية موريتانية في مدينة لعيون هي الخطوة التي نطالب بها، وهي أقل ماينتظره الشعب الموريتاني من قيادته الرشيدة، ردا على استفزازات مرتزقة كيان البوليساريو.
في كل مرة يُثبت فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني عبر قراراته الحكيمة التي رايناها رأي العين، ولمسناها واقعا شاخصا انه يُجسد إرادة شعبه وطموحاته وتطلعاته، وإرادة الموريتانيين اليوم هي في القطيعة التامة مع كيان كان العداء لموريتانيا هو سبب وجوده ومبرر بقائه، ونأمل أن يُحقق فخامته هذا الطلب هذه المرة، كما حققه في كل مرة.
 
عن "موقع وكالة الطوارئ الإخبارية