الجمعة 19 إبريل 2024
خارج الحدود

سياسيون وإعلاميون موريتانيون يصفون إغلاق معبر الكركرات باللؤم والنذالة

سياسيون وإعلاميون موريتانيون يصفون إغلاق معبر الكركرات باللؤم والنذالة سيدي محمد ولد محم، وزير الثقافة الموريتاني السابق (يمينا) وإبراهيم غالي زعيم البوليساريو

لم يكن يخطر ببال جبهة البوليساريو أن يكون رد فعل الساسة والإعلاميين والمدونين في موريتانيا بهذا الشكل من الغضب تجاه إغلاق الانفصاليين لمعبر الكركرات الحدودي مع المغرب.

 

ففي الوقت الذي اكتفى فيه المغرب عبر تصريح مقتضب لوزارة الخارجية كون ما يقع من تخريب واعتراض للشاحنات وعرقلة التجارة هو من ممارسات قطاع الطرق، انتفض الموريتانيون ضد ممارسات جبهة البوليساريو، بعد أن اعترضت عناصرها طريق التجارة بين المغرب وموريتانيا، خصوصا على مستوى المواد الاستهلاكية من قبيل الخضر والفواكه، إذ تعيش الأسواق في بلاد شنقيط، ارتفاعا مهولا لأسعار المواد الأساسية، نتيجة إغلاق المعبر ومنع مرور الشاحنات.

 

الموريتانيون وصفوا ممارسات الجبهة بأنها لؤم، حيث يتساءل موسى بوهلي، رئيس رابطة الصحافيين الموريتانيين مستنكرا، "ألا يعد لؤما أن تقف البوليزاريو في وجه بضاعة موجهة إلى الشعب الموريتاني، وهي تمارس الرعي آمنة في مناطق موريتانية من ابيار البرد إلى الجنك مرورا بقلمان ويمارس تجارها انواع التجارة لكل حرية؟"

 

وما زاد من حنق الموريتانيين على ممارسات البوليساريو هو تصريح زعيم هذه الأخيرة، عندما اعتبر أن موريتانيا هي الأكثر تضررا في نزاع الجبهة مع المغرب.. تصريح اعتبره السياسيون في موريتانيا "رسالة تهديد مبطن للشعب الموريتاني واستخفاف به وبحكومته ونظامه كأنه يخاطب قطيعا بلا راعي"، يقول أحد السياسيين الموريتانيين؛ مضيفا مخاطبا زعيم البوليساريو: "أي نوع من الرجال هذا الرجل، ألأننا صبرنا عليكم وأعطيناكم امتيازات لا تحلمون بها، إنك تقود جماعتك إلى هاوية سحيقة".

 

من جهته خرج وزير الثقافة الموريتاني السابق، سيدي محمد ولد محم، في تصريح قائلا: "إن القول بأن موريتانيا هي أكبر متضرر من الحرب غير دقيق ولا ودي بالمرة، فإما أن تكون أطراف النزاع جميعا متضررة ونحن متضررون بضررها باعتبارهم إخوة لنا وأهلا وجيرة، وإلا فإننا غير متضررين مطلقا، إذ لسنا طرفا في النزاع على أية أرض، وليست لنا مطالب ولا مشاكل مع أي كان، وقد عملنا جاهدين مذ خرجنا من هذا النزاع على أن ندفع باتجاه الحل في سياقه الدولي الذي ارتضته أطرافه، وبالتالي فقد كنا دائما جزءا من الحل ولسنا طرفا في المشكل، وأكثر من ذلك فنحن قادرون على تحقيق وحماية مصالحنا الاقتصادية الحيوية، وبناء التوازن والحياد في علاقاتنا مع الأشقاء والجيران، أما الأهم من كل ذلك فهو أننا قادرون، وأكثر من أي وقت مضى، على الدفاع عن حوزتنا الترابية شبرا بشبر وذرة بذرة في وجه أي معتد مهما كان"؛ داعيا زعيم جبهة البوليساريو إلى "أن تنتبهوا لتعابيركم وتصريحاتكم حين تكون موجهة إلى موريتانيا"...