الثلاثاء 16 إبريل 2024
كتاب الرأي

منير باهي: صبّح على فنان

منير باهي: صبّح على فنان منير باهي
ارتفعت أصواتٌ استنكارية وصرخات احتجاجية أطلقها فنانون لم ينالوا من الدعم نصيب. تماما كما يحدث دائما بعد أي تسريب للائحة الفنانين المستفيدين.
غير أن الأصوات والصرخات هذه المرة كانت أقوى، أقوى بكثير. لأنها ارتفعت في زمن كورونا، حيث أخذ الدعم طابعا إحسانيا، وراهن الكثيرون عليه كي يبقوا على قيد الحياة بعدما توقفت انشطتهم الفنية جراء حالة الطوارئ الصحية، وافتقدوا منذ أشهر إلى أي مصدر للعيش.
فهل احتج المحرومون من الدعم لأن مشاريع أعمالهم تستحق التمويل أم لأن وضعيتهم تستحق الشفقة؟
وهل كان أصلا هذا الدعم دعما للفنان أم لأعماله الفنية؟ بمعنى؛ أكان معيار استحقاق الدعم هو جودة الإبداع أم الحالة المزرية للمبدع؟
إن وجود طفل مطرب ضمن لائحة المستفيدين يؤكد أن وضعية الفنان لم تكن هي المعيار، فلا يمكن للوزير وأعضاء لجنته أن يشفقوا على حالة طفل يتابع دراسته ويعيش في كنف والديه على حساب فنان توقف عن العمل، ويعيل أسرة مكونة من خمسة أنفس بشرية تحتاج يوميا إلى الطعام وإلى أسباب البقاء.
وبالتالي، فمن ابتكر فكرة دعم الفنانين ماديا في جائحة كورونا عبر دعم مشاريع أعمالهم الفنية جانبته الحكمة، لأن ليس كل الفنانين مبدعين، وليس كل المبدعين محتاجون.
ولهذا، ينبغي التفكير بجدية داخل المشهد الفني بعيدا عن الحكومة في مقترحات إنسانية عاجلة لحلول ولو مؤقتة من أجل مساعدة من تضرروا من الجائحة ولم يصلهم دعم، ولن يصل.
هل تعرفون السيسي؟
السيسي في مصر اقترح حلا غبيا للخروج من الأزمة المادية للبلاد جر عليه سخرية العالم، حيث اخترع حملة (صبّح على مصر)، إذ قال: "هناك 90 مليون مواطن مصري يملكون تيلفون، لو كل مواطن من التسعين مليون صبّح على مصر من تيلفونه بجنيه واحد، فسنجمع 90 مليون جنيه كل يوم". فماذا لو طبقنا هذا الاقتراح الغبي على الفنانين:
هناك فنانون لهم متابعون بالآلاف على منصات التواصل الاجتماعي، ماذا لو اتفقوا في إطار حملة واحدة لدعم الفنانين المتضررين على صيغة يُسمح من خلالها لكل واحد منهم أن يدعو متابعيه إلى أن يصبّحوا من هواتفهم على الفنان بدرهم واحد (ثمن الرسالة القصيرة)؟
تصوروا إذا كان مجموع متابعي الفنانين مليون متابع، وعطى كل واحد فيهم غير درهم فالنهار، راه غادي نجمعو 100 مليون سنتيم يوميا..وصبّح على فنان..