الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

إدريس المغلشي: مدرستي الحلوة (1)

إدريس المغلشي: مدرستي الحلوة (1) إدريس المغلشي
نشيد  كثيرا مايردده الاطفال عند مدخل مؤسسة للترحاب بضيف جديد. او في فصل مهترئ معزول  بمدرسة منسية  في اقاصي الجبال عند دخول زائر غريب  غير مرغوب فيه.  يرددونه بحب وشغف وبراءة .قد لا تسعفهم الاوضاع الاجتماعية وقساوة الظروف التي لم تعد ترحم لكنهم يرددون. 
مدرستي الحلوة... 
هل فعلا  مازالت  تتمتع بمذاق أم أن ايادي مسخرة  تعبث بمصيرها ولا تريد لها لا طعما ولا  لونا ؟ تريدها اكلة بوصفة بدون نكهة كأكلات الرصيف المنتشرة كبقايا  القمامات. 
الحراك الايجابي الذي تشهده الساحة التعليمية  من نقاش وتفاعل حول أزمة المدرسة والتعبئة لها. لقد ذهب البعض الى ضرورة اخضاعها إلى جلسات سيكوسوسيولوجية بمقاربة المفكر "موريس روكلان " نتيجة لما تعرضت له من أزمات ونكسات لم ترحم دورها الريادي  بل اصبح البعض يشكك في قدرتها على رفع التحدي. وتاهت هويتها حتى اصبح كل واحد بوعي او بدونه يعطي لها اسما خاصا " مدرسة عمومية "إلى "مغربية " إلى وطنية." 
المقاربة المختارة للإشكال فرضها واقع الحال وهو اختيار ذكي. لكن هناك من يريد ارباك  بطاقة تعريفها بين معاجم ومصطلحات  تتنازع هويتها. فاهتدوا في الأخير أن الوزارة الوصية  تحتاج الى خبرة رجل سلطة  لضبط الهوية وتدقيقها فكان القرار الذي ترون. 
جاءت ندوة تحت عنوان " المظاهر سيكوسوسيولوجيا لقيادة التغيير بالمدرسة المغربية " مناقشة مشاكلها في فضاء خصوصي اثار اعجاب الحاضرين من تناسق في الالوان وجمالية في المكان. ضبطت هندسته بشكل انسيابي.يعطي الاشارة ان القطاع الخاص متحكم في ميكانيزمات التدبير المقاولاتي للتربية.
فالإشارة المستفادة من هذا الاحتضان التطبيع مع مصطلح جديد للمدرسة الشريكة.
أنها علاقة غير متكافئة حذرة  صحيح أن تاريخ المدرسة العمومية رصيد مهم وتراكم ايجابي رغم كل هذه التعثرات.
لقد حاول البعض التقليل من شانه من أجل خلق تكافؤ مصطنع ووهمي.
ينشدون زعامة مفقودة ليست المساحيق المفتعلة والمفبركة هي التي تخلق التميز بل الحصيلة.
هذه الاخيرة التي تحتاج لمن يرافع عنها لا لمن يتهمها ويصفها بأقذع النعوت ويتبرأ منها في الأول ويقفز بدون خجل لمنصة التتويج في النهاية. 
الندوة في عمومها لامست القضايا التي تؤرق الشأن التعليمي والشيء الجميل ان يسلط باحثان مقتدران الضوء على اهم الاشكالات التدبيرية داخل فضاء المدرسة  بإحصائيات دقيقة و تمظهرات بسيطة وعميقة في نفس الان.
زاوجت بحرفية محترمة بين البحث الميداني والأكاديمي وأبانت عن مواطن الخلل في تصوراتنا وتدابيرنا المتجنية على هذا القطاع بالموازاة مع الكفاءات والإمكانات المتوفرة . رأيت في عينيهما رغبة التفاعل وان في الجعبة كثير من القول لكن مع كامل الاسف فوتت على الحضور فرصة ذهبية كما تضيع فرص الاصلاح في القطاع.
ننتظر مقالك استاذي لتجيب الساحة على اسئلته المؤرقة. وننتظر وننتظر وقدرنا أن ننتظر.
أما  كلمة  الإدارة فتاهت  في الرسميات والتعليمات بنوع من الأطناب الممل الذي  كثيرا ما يعتقل كل مساحات الابداع.
المسؤول الذي يراهن في تدبيره على منطوق النص ولا يستحضر خصوصية المجال فانه ينسف بالضرورة احد ركائز التفوق لا يعني بالضرورة كما يتبادر لذهن البعض خرق للقانون  لكن لابد ان نشير لإشكالية منهجية معقدة ترهن كل المبادرات الطموحة. لم يسعف الزمن المتدخلين وأحسست بغبن شديد ان هناك تعسف مورس على وقت العروض حيث كان متسلطا بينما كان متسامحا الى حد غير مقبول في كلمات اغلبها مجاملات لن تفيد المدرسة في شيء.
ليس بالضرورة التكلم كثيرا لندلل على الاستيعاب. فهدر الزمن اصبح مكلفا وكم نحتاج للتركيز واختصار الجهد والوقت لنتفق على منهجية ؟؟؟
وكم نحتاج لنتفق على اصلاح ؟؟؟
هناك هدر فظيع للوقت يستنزف من عمر الاصلاح ولم نستوعب الدرس. بعد. 
مدرستي الحلوة..
هل هي المدرسة المهمشة في قرى وطني والأحياء الهامشية للمدن المكتظة التي فقدت بوصلتها تحت ضغط الاكراهات وبدت وكأنها مستنقع لكل المطبات .؟؟؟
مادمنا نتكلم عن السيكوسوسيولوجيا .لم تعد حلوة  كما كانت انها منفعلة و لم يستقر وضعها النفسي .لأن متدخليها كثر وكل واحد جاهز ليس للبذل والعطاء بل للأخذ والابتزاز  بشكل انتهازي .
حلوة للذين يجنون ارباحا طائلة واغتنوا في زمن قياسي.
حق لهم ان ينشدوا مدرستي الحلوة. اما اطفال وطني فلم يعودوا يرددون هذا النشيد الخالد. . 
(يتبع )