الجمعة 26 إبريل 2024
خارج الحدود

صحافي موريتاني يفضح عصابات “البوليساريو” وإعلانها الحرب الاقتصادية ضد موريتانيا

صحافي موريتاني يفضح عصابات “البوليساريو” وإعلانها الحرب الاقتصادية ضد موريتانيا
أقدمت عصابة من “البوليساريو” على إغلاق معبر ”الكركرات” شمال نواذيبو، بداية الأسبوع الجاري، رافعين شعارات الجمهورية الوهمية.
تصرف أعاق حركة البضائع التجارية القادمة إلى موريتانيا وبعض دول أفريقيا جنوب الصحراء.
ورغم أن هذا النوع من التصرفات معهود من قبل العصابات والانفصاليين، إلا أن السؤال المطروح بإلحاح هو: لماذا هذا التصرف؟ ومن المتضرر منه؟
بالنسبة لماذا، معروف أن قادة الانفصاليين منذ فترات وهم يجربون تصدير أزماتهم إلى الخارج وشغل المحتجزين في المخيمات عن المشاكل العميقة الداخلية، وفي هذا السياق يندرج هذا التصرف الذي تغذيه العداوة ضد موريتانيا، المستحكمة منذ عهد حرب الصحراء.
أما من المتضرر من إغلاق معبر ”الكركرات” ، فغير خاف على أحد أن المتضرر الأول والأخير هو السوق الموريتانية والتاجر الموريتاني.
فإغلاق المعبر يأتي في وقت حرج بالنسبة للمستهلك الموريتاني، الذي ما زال يعاني من صدمات الإجراءات الاحترازية ضد وباء كوفيد 19.
كما يشكل إغلاق معبر ”الكركرات” ضربة بالغة التأثير لكل المصالح الموريتانية، سواء على مستوى الاستيراد أو على مستوى التصدير، أو على مستوى الدخل.
فعلى مستوى الاستيراد، فإن إغلاق المعبر، يعني خنق السوق الموريتانية حيث يسبب عجزا في الكميات والمستلزمات الأساسية في الأسواق المحلية التي تعج بالمنتوجات المغربية من كل الأصناف: الخضروات، الحبوب ومشتقاتها، الزيوت، الفواكه.. فضلا عن البضائع الأخرى.
كما أن من شأن إغلاق المعبر وضع المستهلك الموريتاني بين فكي كماشة، فهناك الأزمة الغذائية العالمية، حيث قامت معظم الدول بإيقاف تصدير بضائعها واحتكارها للاستهلاك المحلي تحسبا لأزمات أكثر تعقيدا في ظل التدابير الاحترازية العالمية ضد وباء كوفيد 19.
وهو ما تفادته موريتانيا حيث أبرمت اتفاقا مع السلطات المغربية، يقضي بأن يظل المعبر مفتوحا من أجل تزويد السوق الموريتانية بالبضائع، فظلت الأسواق المحلية عامرة بكل أصناف البضائع والمنتوجات المغربية رغم جائحة كوفيد 19.
ومن شأن إغلاق المعبر، أن يكبد المصدرين الموريتانيين خسائر وأضرارا فادحة، خاصة مصدري مادة السمك الموجهة إلى السوق الأوروبية والتي تحملها الشاحنات قادمة من موريتانيا وتمر عبر معبر ”الكركرات”.
كما سيضر بالتجار الموريتانيين الذين يجوبون مدن الأقاليم الجنوبية من المملكة المغربية حاملين معهم البضائع الموريتانية.
مستوى آخر من الإضرار بالمصالح الموريتانية وهو التأثير على الدخل القومي للبلد، حيث يدرك الكل أن أي شاحنة أو سيارة تمر عبر هذا المعبر تدفع ضريبة معتبرة للسلطات الموريتانية وهو ما يشكل مصدرا هاما للدخل تحرص كل دول العالم على المحافظة عليه، باعتباره موردا اقتصاديا هاما وخالصا ولا يحتاج استثمارات ولاخبرات..
هذه حقائق يعيها جيدا قادة الانفصاليين في الجمهورية الوهمية، لذلك اعتبر المتابعون أن إغلاق المعبر هو بالأساس بمثابة إعلان حرب اقتصادية ضد موريتانيا، من طرف ”البوليساريو”.
صحيح أن الشاحنات المغربية لن تتمكن من العبور ببضائعها إلى السوق الموريتانية بل والعديد من الأسواق في دول المنطقة، لكن أقصى ما في الأمر أن تعود الشاحنات المغربية إلى وطنها وتخزن حمولتها.
أما الأسواق فتنتظر المدد والمستهلك عينه على القادم، هل البضائع متوفرة، هل الأسعار مستقرة؟
لاشك أن العلاقات المغربية الموريتانية ضاربة في التاريخ تنتظمها وشائج التاريخ والجغرافيا والثقافة وهي أمور ظل المغرب دوما يحرص عليها ويعمل على تنميتها باضطراد.
وقد عبرت مواقف المملكة دائما عن اعتبارها لكل هذه الحيثيات، أما الانفصاليون فلا يصل موريتانيا منهم إلا الضرر وغاية ما في الأمر أن يكفوا أذاهم وهو أمر غير دائم فسرعان ما تنبري مجموعة منهم تحت عناوين ويافطات مختلفة وتلحق الأذى والضرر بمصالح موريتانيا وكل أزمة داخل المخيمات تجد أثرها في محاولات الانفصاليين الإضرار بالمصالح الموريتانية.
 
 
المدير الناشر لوكالة المرابع ميديا وصحيفة المرابع