الجمعة 26 إبريل 2024
خارج الحدود

الجنيرال نزار "يغازل" الرئيس تبون وصقور العسكر للعودة للجزائر

الجنيرال نزار "يغازل" الرئيس تبون وصقور العسكر للعودة للجزائر الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون (يمينا) والجنرال خالد نزار (يسارا)
أثار بيان لوزير الدفاع الجزائري السابق الجنرال خالد نزار، الفارّ إلى إسبانيا، العديد من التأويلات والتخمينات، بالرغم من وضوح نواياه في "مغازلة" الرئيس عبدالمجيد تبون وصقور العسكر، إذ حذّر الجزائريين من تيار سياسي تمثله حركة "رشاد" التي يقيم غالب قياداتها في الخارج.
ودعا الجنرال نزار الرئيس تبون إلى اتخاذ قرار "صائب" لوقف ملاحقته من قبل القضاء العسكري، ولإصلاح "قرار سياسي ظالم" استهدفه منتصف عام 2019، بعدما أصدرت النيابة العسكرية مذكرة توقيف دولية لاعتقاله بتهمة التآمر على السلطة والجيش.
وتمّت إدانته غيابياً رفقة نجله لطفي، بـ 20 سنة سجناً، معبراً عن انزعاجه من تقارير صحافية تحدثت عن وجود اتصالات بينه وبين السُلطة، من أجل العودة إلى البلاد لتسوية مشكلته مع القضاء.
وقال في ذات  البيان "تلقيت مثلي مثل كل الشعب الجزائري هذه الأخبار المغرضة التي أرى أن الهدف من ورائها هو التشويش على إصلاحات الرئيس، ومحاولة التأثير في قراره السياسي الذي نرى وننتظر أن يكون قراراً صائباً ومنصفاً، يصحح الخطأ الذي تم ارتكابه في وقت سابق بناء على قرار سياسي ظالم جائر وغير مبرر".
وأعلن نزار دعمه للقيادة الجديدة للجيش بعد رحيل رئيس الأركان السابق أحمد قايد صالح، وذكر أن المؤسسة العسكرية والأمنية باتت اليوم في أيد آمنة وطنية.. 
وتعليقاً على بيان نزار، رأى الحقوقي سليمان شرقي في تصريح إلى "اندبندنت عربية"، أن التناقض يكتنف تصريحات وزير الدفاع السابق، "فبينما نفى مساعي الرئاسة للتواصل معه ومع غيره للعودة إلى البلاد، طلب من الرئيس تبون تصحيح الخطأ الصادر في يوليوز 2019، والذي نتج منه بقاؤه في منفاه الاختياري رفقة عائلته".
واعتبر شرقي أن "نزار استغل الوضع لرمي مزيد من الورد في اتجاه الرئاسة والإشادة بحكمتها وقيادة الجيش الحالية، واللعب على وتر شجب حاملي شعار "دولة مدنية وليست عسكرية" الحساس، وربطهم بالإرهاب بهدف كسب التعاطف وتصفية الحسابات مع التيار المعارض له، ولدوره في الانقلاب على المسار الانتخابي عام 1992، وما نجم عنه من عنف مسلح تطور إلى حرب أهلية دموية".
وتابع شرقي "قد يكون بيان نزار صدر بإيعاز من جهات في السلطة لرفع الحرج عنها تمهيداً لعودته، في ظل إعادة الاعتبار لجنرالات سابقين اختلفوا مع قيادة الجيش، ولعل أبرزهم الجنرال حسين بن حديد، الذي تولى قائد الأركان سعيد شنقريحة شخصياً مسألة تكريمه وعلاجه، ثم تلته قيادات أخرى"، مستبعداً أن تكون الخطوة بمثابة توجه عام نحو مصالحة بين النظام السابق والجديد، بل "قد تكون إعلان سيطرة الجماعة الجديدة على مقاليد الأمور، ودعوتها مناوئيها إلى الرضوخ والقبول بالأمر الواقع".
 وختم أن "زيارة المجاملة التي قام بها الرئيس السابق الجنرال ليامين زروال للرئيس تبون الشهر الماضي، هي إعلان نهاية المعركة والتسليم بالأمر الواقع".