الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد الرحيم بوعيدا: بين ضبط النفس وهيئة ضبط الكهرباء خيط رفيع...

عبد الرحيم بوعيدا: بين ضبط النفس وهيئة ضبط الكهرباء خيط رفيع... عبد الرحيم بوعيد

بين ضبط النفس وهيئة ضبط الكهرباء خيط رفيع يؤدي مباشرة للجنون، لأن حتما ما نحتاجه في هذا الزمن اللعين هو هيئة لضبط الأعصاب حتى نتمكن من استيعاب هذا العبث..

 

تعيين هيئة ضبط الكهرباء يذكرني بمطلع لأغنية ترددها نانسي عجرم، ولا أعرف حتى الآن كاتب الكلمات ولا المغني الأصلي لها، لكني أسمعها مرارا كل صباح عندما أوصل بنتاي الصغيرتين لمدرستهم..

 

الأغنية مستفزة تماما كهيئة الضبط، ومطلعها لا نحتاج المال، كي نزداد جمالا.. ولعل نانسي عجرم تدرك جيدا وهي تشدو بهذه الأغنية أنها تحتاج المال لكي تزداد فتنة وجمالا تماما كما يحتاجه جل المواطنين، ليس ليزدادوا جمالا كنانسي ولكن فقط لتأدية فواتير الكهرباء والماء الباهظة الثمن، والتي لا تعرف وكالاتها إلا منطق "خلص وسير اشكي" والشكوى طبعا لله وحده..

 

في العالم كله الكهرباء تصعق تميت وبالدارجة نقول "هزك الماء وضربك الضوء"، إلا في المغرب تتغير المعادلة وتصبح الكهرباء موردا للغنى والتعويضات السمينة بمعدل 220 فولت..

 

في زمن كورونا تم اقتطاع جزء من أجور موظفين وتجميد للترقيات والزيادات وفي الزمن نفسه خرجت مؤسسات دستورية بريع جديد يوزع الغنائم على المقربين في استفزاز تام لشعور كل المغاربة..

 

نحتاج في هذا الوطن السعيد هيئات للضبط والربط بعيدا عن الكهرباء التي "اطلع ليها الجوك" بالدارجة وتركت الماء وحده دون هيئة.. ويبدو أن الذين ابتدعوا هذه التقليعة الريعية الجميلة في زمن غير جميل لا يحبون النساء ولا المناصفة، ربما لأنهن عاشقات للأضواء وفي ذلك خروج عن الضبط وحدهم رجالاتنا منضبطين..

 

وإلى أن تباشر هيئة الضبط عملها نهمس في آذان من يملكون براءة اختراع هذا المولود أننا لن نصدقكم لأنكم ضبطتم أنفسكم باللهجة المصرية وبتشديد الباء، ووزعتم الغنائم فاتركونا فقط نعيش في سلام.. لن نصدق مرة أخرى أن الصبر مفتاح الفرج وأن القناعة كنز لا يفنى وأن السكوت من ذهب، وسنكون أكثر استحمارا لو ماضبطناكم في 2021.. وهنيئا للكهرباء ولعكوبة للماء والهواء..

 

مصطلح "ضبطو" بالمصرية يعني "تهلى فيه قادو مزيان" ويحتمل المعنيين السلبي والايجابي..

 

وكل ضبط وأنتم بخير...