الثلاثاء 23 إبريل 2024
فن وثقافة

حسن رشيق: الشبكات الاجتماعية تسببت في تشظي الثقافة لدى الأفراد ولا يمكن وصفها بالتفاهة (2/2)

حسن رشيق: الشبكات الاجتماعية تسببت في تشظي الثقافة لدى الأفراد ولا يمكن وصفها بالتفاهة (2/2) حسن رشيق

قال الأنثروبولوجي حسن رشيق في حوار مع برنامج "حديث مع الصحافة" على القناة الثانية، إن كل الإيديولوجيات الموجودة في المغرب لا تعبئ إلا 15 أو 20 في المائة من المجتمع المغربي، بناء على البحوث تم إجرائها بهذا الخصوص. وأشار أنه لما كان بصدد إنجاز بحث حول الإسلام اليومي تبين له أن الناس يستمعون إلى الموسيقى بشكل عادي، ولا علاقة له بالإيديولوجية، في حين أن الإيديولوجيا الحصرية تدعو إلى عدم الإنصات إلى الموسيقى أو الإنصات إلى صنف معين من الموسيقى.. داعيا الى التمييز بين ما هو ايديولوجي وهو يهم شريحة من المثقفين والمناضلين والأحزاب السياسية والجماعات، وما بين الشعب المغربي الذي يعيش هويته بصفة ضمنية جد مرتاحة، بدون أي ضجيج.

 

وقدم رشيق، الأستاذ بجامعة الحسن الثاني، مثال الحاج المختار السوسي وشقيقه إبراهيم الإيلغي في معرض حديثه عن الهوية الهشة. فالأول اختار الهوية السوسية لأنها هي الأعلى بينما اختار الثاني البقاء ضمن هوية قريته إيلغ، بمعنى أنك تعطي فضاء كبيرا للشخص بألا يشبه أباه وأن لا يشبه أمه وألا يشبه أجداده، وألا يشبه إخوته، بينما الهوية الصلبة هي الارتباط بإيديولوجية معينة (قومية، إسلامية، ماركسية، أمازيغية).

 

فالهوية الهشة، يضيف رشي، منفتحة على بيوغرافية الشخص لأن هناك علاقة وطيدة بين الفرد وجماعته، وكلما كانت الجماعة متسلطة على الفرد، كلما لم يكن للفرد إلا هوية الجماعة.

 

وأشار رشيق إلى أن الهوية المغربية مرتبطة لدى الإسلاميين بالإسلام فقط، في حين أن الهوية ارتبطت في الثلاثينيات من القرن الماضي بالأرض، حيث من الممكن لشخص برتغالي ازداد في المغرب أن يصبح مغربيا، بغض النظر عن دينه.

 

وعلاقة بالتطور الحاصل على مستوى الشبكات الاجتماعية تساءل حسن رشيق: أين هي الثقافة؟ قبل أن يجيب بأن ما يحصل الآن هو تشظي الثقافة، في غياب أي تراكم من الناحية الذوقية والمعرفية لدى الأشخاص. مضيفا بأن من ينشطون على مستوى الشبكات الاجتماعية ليسوا "تافهين" كما ينعتهم البعض، بل إن الأمر مرتبط بوسائل الاتصال وموارد الثقافة التي تتميز بالتعدد، خلافا لما كان يحصل في الستينيات حيث كانت الثقافة محدودة، وبالتالي فتعدد المواقع يؤدي الى غياب التراكم المعرفي لدى الأفراد والذي يجعل البعض ينظر إليه على أنه تفاهة.