الخميس 25 إبريل 2024
مجتمع

محمد المذكوري: عطلة أطفال جيل كورونا بدون طعم ولا مذاق

محمد المذكوري: عطلة أطفال جيل كورونا بدون طعم ولا مذاق محمد المذكوري
تحول الحجر الصحي والعزل المنزلي الى عطلة إلزامية تفننت العائلات فيه التجاوز سلبيات الفراغ الذي دخلت فيه بالرغم من كل المحاولات لاستبداله بفعاليات متنوعة من داخل المنازل ومن خارجها، سواء للذين يتوفرون على إمكانيات أو بدونها، ولكن ما فتئ الروتين أن يجثم على الجميع ويضغط على النفسيات بعدة اشكال، وبعد رفع القيود وبداية الخروج التدريجي من الحجر أصبحت فعلا العطلة وقتا محددا وواضحا للجميع ولم يستطع أغلب المواطنين تنظيمها لا على المستوى الفردي أو الجماعي، وتقرر بالنسبة للعطل المنظمة في إطار المخيمات التعليق والتأجيل.
وتنادت أصوات عديدة بإمكانيات اقتراح بدائل مختلفة، ولم تلق الآذان الصاغية ولا الدعم اللازم لطرحها ومناقشتها وتنظيمها،
ألم يكن ممكنا فتح وتعبئة دور الشبابومركبات القرب ودور الثقافة وفتح الفضاءات باحتراز وضبط التباعد الاجتماعي والوقاية الضرورية في أوقات محدودة وبدون تكدس وبتكثيف استعمال وسائل النظافة والتدقيق في حرارة المرتفقين كممارسة تحسيسية وتربوية جماعية ومباشرة، حسب برامج معروفة ومتفق عليهاتنشيطية للأطفال والشباب من انتاج وتحت مسؤولية العاملين في الجمعياتبمصاحبة أطر القطاع وتحت مراقبة صحية ملائمة من طرف الأجهزة العاملة في الميدان،
ألم يكن بالإمكان تنظيم الخروج الى فضاءات محروسة لمزاولة الألعاب والرياضاتالفردية والجماعية بتباعد لائق وحتى الفرجوية،
ألم يكن بالإمكان فتح فضاءات المدارس بالأحياء والتنشيط الجماعي المراقب بها،
ألم يكن من الممكن تعبئة طاقات الجمعيات العاملة في قطاع التخييم والتنشيط التربوي والتي تعد بالمئات، في دور الشباب ال 600ومراكز الاستقبال ال 40 التي بها كلها قاعات وليس فقط غرف النوم و60 مركز تخييم والتي منها ما يتوفر على أكثر من فضاء و 318 نادي نسوي و 389 روض أطفال وحوالي 100 مركز تكوين مهني بها قاعات وفضاءات صالحة لتنشيط جماعات محدودة و 665 مركب رياضي للقرب و163 قاعة مغطاة و أكثر من 50 مركز ودار الثقافة و مؤسسات المخيمات المدرسية ومراكز الاصطياف الرسمية والخاصة والتي تعد بالعشرات؛ لأنشطة جماعية وبرامج يساهم فيها الجميع وتنسق فيها كل الأجهزة المؤهلة لذلك، ضمن نشاطات أحياء متنوعة ومراقبة ومحافظة على النظام، وهي ما سماه البعض مخيمات يومية بدون مبيت، وحتى بالمبيت في بعض المؤسسات التي ستسمح بتنظيم الولوج اليها ومراقبتها ورعايتها وبذلك كان يمكن أن نساهم في حماية عدد لا بأس به من الوباء الذي هو معرض له في كل لحظة في الفضاءات غير المراقبة.
وبذلك فإذا أن العدد الإجمالي لهذه الفضاءات هو 2385 ويتم استغلاله من طرف مجموعات الأطفال على الا تتعدى المجموعة الواحدة في النشاط 20 فردا والفضاءات- التي بها فضاءات متعددة - كلها حوالي 50/60 فردا فسيكون عدد الناشطين في نفس الوقت هو 119250، ويمكن احتساب دورة النشاط حوالي أسبوع الى عشرة أيام أي ثلاث مراحل في شهر غشت أي ان مجموع المستفيدين كان يمكن ان يبلغ 357750 ، انه رقم بعيد عن عدد كل من هو في حاجة الى قضاء عطلة جماعية مع اقرانه، ولكنه أبعد من الذين يستفيدون حاليا أو سابقا من أنشطة التخييم، و بكل تأكيد يدفع للتأمل والتفكير! والمراجعة.
ومن جهة أخرى ألم يكن من الممكن فتح قاعات دور الشباب والثقافة بالخصوص ووضع الآليات السمعية البصرية والربط بالأنترنيت والحواسيب رهن إشارة الفعاليات التي عملت على خلق أنشطة عن بعد ابان الحجر وابانت وأكدت عن حس وطني وتوعوي ورغبت في تطوير عملها بتوسيعه وحتى الى مخيمات عن بعد،
لقد فضل البعض الحلول السهلة تحت شعار "كم حاجة قضيناها بتركها"، وفضل آخرون اغفال الحالة وضمان الموقع في الحالات المحتملة، وفضل البعض الآخر التخفي وراء حكم ظالم ومعمم على سوء تدبير قائم فتشفى في المسؤولين عليه على حساب عطلة الأطفال نفسها، ويطرح البعض اقتراح واستنساخ "قوافل" و"منصات" ليس لها إلا الاسم للقيام ب "أنشطة" بدون برنامج ومشروع تربوي واضح المعالم والاهداف غير جانب تحسيسي ارشادي تقليدي بجون ابداع، وفضل البعض الآخر المراهنة بحلول ولو أنها صحيحة للمستقبل ولكنها لا تعالج مشكل اليوم: أطفال بدون عطلة ولا مخيمات في ظل الجائحة في صيف 2020،
لقد عشنا في ظل الجائحة وتعايشنا معها، واليوم فان المطلوب من الجميع الاحتياط منها، ولا يحق أن يكون الحل صالحا لقطاع ما ونفسه غير صالح لقطاع آخر.
ألم يكن من الممكن تفادي تكدس الأطفال في الشواطئ واختلاطهم بدون رقيب ولا ضبط، وتيهان وضياع في مدن وهوامش أخرى وقرى لا توفر امكانات المتعة اللائقة في قيض الصيف وفي ظل شروط تقليص التنقل وتقلص إمكانيات أولياء الأسر بحكم آثار الحجر وضغط مصاريف العيد و.... واستمرار حجر معنوي ومادي بالنسبة لغالبية أبناء الشعب بين شاشات التلفزة وراس الدرب،
ستضيفون الى الضغط النفسي الذي عاشه الأطفال لأكثر من 100يوم بين الحجر الصحي وزيادة شهر مخصص للامتحانات لمن لهم امتحانات وفراغ لمن " نجحوا"، ستضيفون لذلك التأثيرات السلبية لعطلة بدون طعم ولا مذاق،
ألم يكن بالإمكان التعبئة للقيام بأنشطة ترفيهية تربوية جماعية، مراقبة ومستوفية للشروط الوقائية، هادفة ومنظمة يومية أو مستمرة في الزمن المحدود والمراقب.