الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

البروفيسور الأندلوسي : المغرب في حاجة إلى أدمغته العلمية المهاجرة وفيروس كورونا عرى الفساد وأعلن نهاية الأحزاب

البروفيسور الأندلوسي : المغرب في حاجة إلى أدمغته العلمية المهاجرة وفيروس كورونا عرى الفساد وأعلن نهاية الأحزاب البروفيسور عبد الجبار الأندلوسي
يرى البروفيسور عبد الجبار الأندلوسي أن المغرب في حاجة لأبنائه من ذوي الكفاءات العالية المهاجرة، خاصة وأنه يواجه اليوم خطر حروب بيولوجية، كاشفا أن تجربة كورونا عرت الفساد وانتهاء الأحزاب، ما يستوجب القطع مع السياسيين الفاسدين. ومن جهة أخرى، أكد البروفيسور الأندلوسي، في حور خص به " الوطن الآن، و "أنفاس بريس"، أن المواطن المغربي مدعو إلى أن يتعامل مع هذا الوباء العالمي بمحمل الجد وأن يلتزم بشروط الوقاية الصحية في الحياة اليومية.
 
+ كيف تقرأ الوضع "الكوروني" بالمغرب في ظل تزايد حالات الإصابة بهذا الوباء؟
- أعتقد أن الوضع الوبائي لجائحة كورونا بالمغرب مازال مجهولا مادام البحث عن الفيروس لم يشمل قاعدة واسعة من الشعب المغربي، هذا من جهة. ومن جهة أخرى، فإن ما ينبغي التأكيد عليه هو أن الاختبارات المستعملة للبحث عن الفيروس لا تتشابه، وتختلف في ما يخص قدرتها على اكتشاف الفيروس في عينة الإنسان، وهذا ما يؤدي إلى العديد من النتائج السلبية الخاطئة، بسبب غياب دراسة تبين طريقة انتقال الفيروس من شخص إلى أخر، وعلاقتها بالعدوى. بمعنى مصاحبة الفيروس بأعراض مرضية خاصة لدى الأشخاص دون أعراض. لذلك من الواجب تجفيف وتطهير جميع منابع احتمال انتقال الوباء كالكلاب الضالة والقطط والجرذان والأزبال وتعقيم الأماكن المتسخة والملوثة.
 
+ أيعني هذا أن الوضع الوبائي بالمغرب غير متحكم فيه بالشكل الصحيح؟
- بالطبع، تزايدت حالات الوباء بكورونا، بدليل الإحصائيات التي تصدرها وزارة الصحة، والبؤر الوبائية التي طبعت الوحدات الصناعية. فكل ذلك يشي بأن الوضع الوبائي لكورونا أصبح غير متحكم فيه ومفتوح على المجهول وعلى كل الاحتمالات، زيادة على ذلك فالحجر الصحي والطريقة العشوائية التي طبعته تزيد من تفشي الوباء.
 
+ قلت في مقطع صوتي إنه يجب التمييز بين الحامل لفيروس كورونا والمصاب بكورونا، هل من تفسير أكثر بخصوص هذا الأمر؟
- أولا، يجب تصحيح المفاهيم، وضبط المصطلحات المستعملة والتي تخلق الرعب لدى المواطن، فالحامل للفيروس هو من يتمتع بصحة جيدة والمصاب هو الحامل للفيروس ولديه أعراض المرض، لذلك نقول إن كل الحالات التي يتم إحصاؤها يوميًا من طرف وزارة الصحة هي حالات حاملي الفيروس وليست حالات مصابين، والسؤال المطروح هو: هل حاملو الفيروس ينقلون عدوى كورونا؟ وهل وجود الفيروس لدى الشخص بدون أعراض يشكل خطرا على حياته؟ فإن كان الجواب بنعم، هل يجب أن يأخذ الدواء للقضاء على الفيروس، لكي يصير سلبيا؟ هذه كلها أسئلة حارقة تستلزم دراسات وأبحاث سريرية جدية.. هذا، من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإن ارتفاع عدد حاملي الفيروس يدل على أن الفيروس موجود لدى الأغلبية الساحقة (أي الحاملة للفيروس).. وفي هذا الشأن يلزمنا القيام بأبحاث علمية لتوضيح الأمر. أكيد أن الإصابات القاتلة للأطر الطبية التي تشتغل مع مرضى كوفيد 19 نتيجة غياب أو تقصير في احترام شروط الوقاية حين التعامل مع المريض المصاب، تثبت أن الفيروس الموجود عند المريض بأعراض المرض المعد والفتاك.
وهنا يجب أفتح قوسين للإشارة إلى أن العلاج بالكلوروكين غير المبالغ فيه شفاء للمرض، أما المبالغ فيها فيمكن أن يتسبب في ارتفاع أعداد ضحايا كورونا.. وهذا سر الارتفاع المهول في عدد ضحايا كورونا في بعض الدول، علما بأن المغرب من الدول التي قامت بتجربة مهمة ولم تقع في ذلك الخطأ الفادح.
 
+ ما هي قراءتك لتدبير حكومة العثماني لجائحة كورونا؟
- أولا، الجائحة هي مسالة أمنية ويجب الاحتياط من كون كورونا قد تدخل في إطار استعمال الفيروس كسلاح بيولوجي أو بخلفية الوصول لأهداف أخرى لا مجال للخوض فيها هنا، لذلك كان قرار تشكيل لجنة وطنية تحت إشراف الملك محمد السادس، قرارا حكيما حتى لا تتلاعب فيه الأحزاب التي أبانت عن فشلها في تدبير المشاريع والأوراش الكبرى للبلاد ...وذلك ما حصل، مثلا، بعد التشويش الذي قام به مدير مديرية الأوبئة المحسوب على حزب رئيس الحكومة، مما خلق تضاربا في الأرقام والقراءات والفوضى في التصريحات وفي تطبيق الحجر الصحي، وفي تمديدات الحجر الصحي وحالة الطوارئ، غير المبنية على دراسات ومعطيات علمية، والتلاعبات بالمساعدات التي أمر بها ملك البلاد، بين رجال السلطة والمنتخبين لشراء الأصوات واستثمارها في تحضير الانتخابات القادمة، مما خلق سخطا وغضبا واسعا لدى الشعب. وهي مؤشرات تؤكد أن البلاد في حاجة إلى تغيير حكومي لوزراء دون كفاءة سياسية ودون روح وطنية ودون رؤية مستقبلية..
والخلاصة التي وجب التأكيد عليها أمام هذه الجائحة التي بينت شكل التدبير الحكومي لها عرت حكومة العثماني الانتهازية، وأدخلت المغرب في مرحلة حرجة على المستوى الصحي والاقتصادي، والاجتماعي، هي أننا في حاجة للتركيز على جعل البحث العلمي في قلب المقاربة الأمنية.
 
-باعتبارك بروفيسور، وباحث جامعي، ما هي النصائح التي تقدمها للوطن والمواطنين؟
- أعتقد بأن المغرب في حاجة لأبنائه من ذوي الكفاءات العالية في جميع المجالات، خاصة أنه يواجه اليوم خطر حروب بيولوجية، وتجربة كورونا عرت الفساد وانتهاء الأحزاب، ما يستوجب القطع مع السياسيين الفاسدين. ومن جهة أخرى، فالمواطن المغربي، مدعو إلى أن يتعامل مع هذا الوباء العالمي بمحمل الجد، وأن يلتزم بشروط الوقاية الصحية في الحياة اليومية.
 
+ ألا تعتقد بأننا أمام تحول عالمي في مجموعة من المجالات بسبب وباء كورونا؟
- بكل تأكيد فإن كورونا سيكون من تداعياتها ونتائجها، تحول راديكالي، وسيمتد على مدى سنوات، وهذا ما لا تصدقه أحزابنا ونخبنا الفاسدة. بدايات هذا التحول بدأت تظهر مؤشراته، كما وضحت ذلك في "لايف" عبر "الفيسبوك" بتقديم الشكل الجديد لقاعة اجتماعات التي كان بها 40 مقعدا وصارت 10 مقاعد نتيجة كورونا... وكذلك مراقبة حرارة العاملين في جميع الإدارات والمؤسسات والمعامل والمصانع. أما بالنسبة للمطاعم فإنها أصبحت تستقبل الزبائن في الهواء الطلق مستعملة مواقف السيارات لتفادي الاكتظاظ، والتسوق والتبضع، مثلا، صار إلكترونيا، والاجتماعات بدأت تتم عن بعد. فمثلا بالنسبة لمختبرنا بأمريكا، فإننا لم نجتمع منذ 15 من شهر مارس المنصرم... وهنالك شروط أكثر صرامة من ذلك في حالة تأزم الوضع. أكيد أن هناك كواليس للجائحة التي يجب على خبرائنا الاطلاع عليها وفهمها لتقوية وضعية بلادنا والتخطيط المستقبلي.. ونجاحنا في ذلك هو رهين باسترجاع بلادنا لخبرائها وعلمائها المهاجرين عبر أرجاء العالم وتطهير بلادنا من الفساد وربط المسؤولية بالمحاسبة. فسياسة عفا الله عما سلف قد تؤدى بِنَا إلى الانقراض لا قدر الله.
 
...................
 مسارات البروفيسور عبد الجبار الأندلوسي
-عبد الجبار الأندلوسي من مواليد مدينة أزمور، تابع دراسته الابتدائية إلى الجامعية (الإجازة) بمدينة الرباط وحصل على الدكتوراه من جامعة بوردو بفرنسا.
-اشتغل بمعهد باستور من أجل تطوير البحث العلمي، في ما يخص سرطان الدم وعلاجه بزرع النخاع العظمي.
-واجه عدة عراقيل من طرف إدارة المعهد التي لم تساعده ونصحته بمغادرة البلاد لأن مشاريعه ليست من أولوياتها.
- تم قبول مشاريعه من طرف جامعة شيكاغو فقرر مغادرة المغرب إلى يومنا هذا.
- يعمل كأستاذ جامعي باحث في علم المناعة بجامعة شيكاغو، وجامعة شيربروك بكندا، ومعهد جورجيا للسرطان، والمستشفى الجامعي بجورجيا قسم أمراض النساء والتوليد، نفس القسم بجامعة إلينوي بشيكاغو، تم قسم باتولوجي بنفس الجامعة إلى يومنا هذا.
صدرت له عدة مقالات في مجلات عالمية وقدم محاضرات في أكبر الملتقيات العالمية المرتبطة بمجالات تخصصه.
- ناشط ومهتم بتطوير والنهوض بالبحث العلمي بالمغرب.