السبت 27 إبريل 2024
سياسة

جبارة: "البام" أنهكته الصراعات وألهته عن تدبير الخلاف والاختلاف

جبارة: "البام" أنهكته الصراعات وألهته عن تدبير الخلاف والاختلاف مريم جبارة

ترى مريم جبارة، عضو المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، أنه، ومع موجة الاستقالات التي شهدها الحزب مؤخرا، وما وقع بجهتي الشرق وسوس من عدم امتثال منتخبي الحزب لتعليمات الأمين العام، يظهر جليا أن الوضع الداخلي للحزب ليس بخير. مضيفة بأن ما وقع في المؤتمر الوطني الرابع من قرصنة للحزب واغتصاب لإرادة المؤتمرين كان من المتوقع أن تكون له تبعات.. مشيرة إلى أن استمرار القيادة في الاستفراد باتخاذ القرارات بشكل استبدادي وغير قانوني قد يؤدي إلى تفجير الوضع.

 

+ ما هي قراءتك للتوتر الحاصل حاليا بين قيادة البام وعدد من المناضلين، هل الأمر مرتبط بصراع بين تيارين من أجل إعادة التموقع داخل أجهزة الحزب، أم ماذا؟

- الصراع لم يكن منذ البداية صراعا بين تيارين، بل صراعا بين ما يمكننا دعوته بتيار السيد الأمين العام الحالي ومن يدور في فلكه وبين مناضلي الحزب قيادة وقواعدا.. قبل المؤتمر الوطني الرابع لحزب الأصالة والمعاصرة كانت هناك بعض الخروقات التي طبعت معظم تحركات هذا التيار، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر تنظيم بعض اللقاءات (باسم البام) ضدا على إرادة الحزب، أما بعد المؤتمر فعدد الخروقات الصادرة عن مؤسسة الأمانة العامة قد عرف ارتفاعا ملحوظا في استهتار تام بالقواعد القانونية المؤطرة للعمل الحزبي. وبصفتي عضوة للمجلس الوطني للحزب، فقد كنت من بين الموقعين على بيان استنكاري ضد هذه الخروقات. ما أحاول قوله هو أن الباميين يحاولون حماية حزبهم من شرعنة الاستبداد والتطبيع مع خرق القانون ..

 

+ قدم عدد من المسؤولين بالحزب وبمنظمة شباب حزب البام استقالتهم بجهة الدار البيضاء، ما السبب في ذلك في نظرك، وهل يمكن حصر هذه الاستقالات في جهة الدار البيضاء، أم لها امتدادات في جهات أخرى؟

- أتمنى ألا تكون هناك استقالات جديدة مع أن هناك أنباء عن إمكانية انفصال أسماء مهمة عن الحزب؛ أما فيما يخص سبب الاستقالات بالجملة للقيادات الشابة داخل الأصالة والمعاصرة فهو راجع لأزمة فكرية، سياسية وتنظيمية شاملة يعيشها الحزب، بحيث أن البام الذي عمد مناضلوه قبل سنتين، إلى الدفع بأحد قياداته المشهود لها بالكفاءة إلى الترشح لمنصب الأمانة العامة؛ وأتحدث هنا عن الرفيق حكيم بنشماس الذي أعتبره رجل دولة من الطراز الرفيع وسياسي محنك لن يتكرر، وقاموا بعد ذلك بالتصويت له في أجواء اتسمت بالديمقراطية والشفافية، لم يعد هو نفس البام الذي نعرفه.. بام اليوم أنهكته الصراعات وقامت بإلهائه عن القيام بالمهام المنوطة به.. بام اليوم بعيد كل البعد عن كل أشكال الديموقراطية في الممارسة وفي معالجة الخلاف وتدبير الاختلاف.. بام اليوم يتم فيه تغليب المصالح الشخصية لقياداته على مصلحة التنظيم والوطن، علما أن ملك البلاد نصره الله يدعو في خطبه الملكية إلى العمل بجدية وإلى الابتعاد عن الخلافات الفارغة تفاديا لأي هدر للزمن السياسي وللطاقات، مؤكدا على ضرورة التحلي بالمسؤولية وإرساء تنافسية إيجابية.

 

+ هناك من يرى أن التوتر الحاصل مرده الى وجود انقلاب على التوجه الفكري للحزب، ما رأيك؟ وأين يتجلى انزياح الحزب عن مرجعيته الفكرية؟

- لقد شهدنا كيف اتسمت بداية الفترة التي قاد فيها حزب العدالة والتنمية الحكومة بنكوص سياسي وحقوقي (في محاولة لأخونة الدولة) عملت على مواجهته القوى الحداثية بكل ما أوتيت من قوة، حفاظا على مكتسبات حققها المغرب في العقود الأخيرة.. ولهذا فأنا لا أفهم محاولة القيادة الحالية تجاوز الخطوط الحمراء مع حزب لا تمت مرجعيته الحزبية خاصتنا بصلة، فعلى حد علمي التحالفات ما بين الأحزاب تكون مبنية على فكر وخط سياسي مشترك، كما أنه في كل مرة يتم فيها الإعلان عن إمكانية التحالف بين البام والبيجيدي يتم في المقابل الدفع بنظرية رغبة الدولة بحدوث هذا النوع من التقارب، وهذا لا يخدم إطلاقا فكرة أن البام ليس بحزب السلطة ، ونحن مع تجاوز التقاطب الحاد. أما إمكانية تجاوز الرفض المطلق فهي لن تحضر بتغيير القيادات، فنحن نتحدث هنا عن حزب الأصالة والمعاصرة، حزب مناضلوه متشبعون بقيم الدمقرطة والحداثة حتى النخاع، قد تحضر إمكانية تجاوز هذا الرفض المطلق في حال احتاج المغرب إلى "حكومة وطنية" في مواجهة تداعيات كوفيد-19، وهي تحالفات مبنية على تغليب المصلحة الوطنية المشتركة، ما عدا ذلك يبقى أي تحالف مع حزب العدالة والتنمية أمرا مرفوضا من قبل مناضلي حزب الأصالة والمعاصر.