السبت 27 إبريل 2024
مجتمع

برج آيت موسى ببودنيب: صراع القبائل أو الشجرة التي تخفي الغابة

برج آيت موسى ببودنيب:  صراع القبائل أو الشجرة التي تخفي الغابة برج أيت موسى أصل الصراع
تعرف منطقة بودنيب في الآونه الآخيره صراعا حادا بدأت تحشد له كل من قبيلتي بودنيب والطاوس من جهة وقبيلة أيت موسى من جهة أخرى؛ ربما قد يخرج عن السيطرة نظرا لما تتناقله الأخبار من تجييش ودخول في أتون صراع قبلي لا قبل للمنطقة به، خصوصا وأن المنطقه لا تبعد عن الحدود الجزائرية إلا ب 35 كيلومترا.
ومنشأ الصراع حول المنطقة التي تسمى "برج أيت موسى" وكما يظهر من الوهلة الأولى ومن خلال التسمية لمن تعود أحقية هذه الأرض المتنازع عليها ؟
بدأت المناوشات الأولى لهذا الصراع بتاريخ 13 شتنبر 2013، بعدما قام المسمى (ح-ب) بقطع تمور نخيل المنطقة المسماة البرج مستقويا بأفراد من قبيلته أيت موسى، والذي ادعى أن هذه المنطقه من بودنيب تعود إلى ملكيته وملكية قبيلته نظرا لتطابق اسمها باسم القبيلة، تدخلت السلطة آنذاك ومنعت من حدوث الأسوء . ومنذ ذلك التاريخ والصراع القائم يخمد أحيانا ويشتعل أخرى.
وفي هذا المقال سنبحث أصل تسمية المنطقة ببرج آيت موسى وظروف وملابسات مجيء قبيلة آيت موسى لمنطقه بودنيب.
تثبت وثيقة عبارة عن إرسالية من القبطان لوكوربي رقم 2975 بتاريخ 23 ماي 1953 وهو رئيس دائره الشؤون المحلية ببودنيب إلى الجنرال رئيس إقليم تافيلالت -تفيد الوثيقة- بأن قبيلة ايت موسى لجأت إلى منطقة بودنيب بأربع أو سبع سنوات قبل دخول الفرنسيين الى المنطقة هربا من الصراع الذي دار بين قبيلتهم وقبيلة ايت عيسى في قصر أجمو بمنطقة كرامه وطلبوا الأمان لدى قبيلة بودنيب عن طريق ما يسمى بعرف الذبيحة. واستقروا بالمنطقه مدة قصيرة ليرحلوا إلى واد نون قرب كلميم.
وتثبت وثيقة أخرى؛ عبارة عن شهادة جماعية لبعض معمري منطقة بودنيب؛ أن أصل تسمية هذه المنطقة ببرج ايت موسى يعود الى بعض أفراد قبيلة بودنيب؛ وبالضبط أحمد أوموسى ومبارك أوموسى و30 أسرة أخرى خرجوا من قصر بودنيب وسكنوا منطقة البرج وتعرف أيضا بالجرف ومنها أسماء البرجي والجرفي الموجودة ببودنيب اليوم، بل ولا تزال أطلال قصرهم ومقابرهم ونخيلهم ولهم دور مائي في ساقية أو خطارة بودنيب يسمى باسمهم إلى يومنا هذا، كما ويمتلك أفراد آخرين عقود بيع وشراء للأراضي والتمور تعود إلى ما قبل مجيئ "ايت موسى أجمو" إلى منطقة بودنيب.
استغل إذن بعض أفراد قبيلة "ايت موسى أجمو" تشابها للأسماء وجمع المدعو(ح - ب) أبناء عمومته وأفراد من قبيلته ليبدأ في الترامي على منطقة البرج، ثم بعد ذلك منطقة أغلال وحتى على منطقة ملف التحديد الإداري 283 والتي أقام فيها ضيعة له دون أن تتخذ السلطات المحلية أي إجراء في حقه. لجأ أفراد من قبيلة بودنيب إلى المحكمة؛ وصدر الحكم لصالحهم ملف رقم 14/273 بتاريخ 20 /06/2016 وبقي الحكم بدون تنفيذ إلى يومنا هذا، بل وقام بالاعتداء على بعض ضيع المستثمرين مثال ضيعه DEVCOMA وحرر في حقه محضر لدى الدرك الملكي تحت رقم 187 بتاريخ 6 مارس 2013 .
وفي الآونة الأخيرة بدأ أفراد من قبيلة ايت موسى أجمو باعتراض طريق فلاحي بودنيب، مدججين في ذلك بالعصي والمقالع وفرض إتاوات عليهم حتى لا تتعرض ممتلكاتهم وحقولهم للتخريب وقاموا بتحطيم بعض ألواح الطاقة الشمسية للذين لم يرضخوا لابتزازاتهم.
وحسب ما جاء على لسان أحد أفراد قبيلة بودنيب : "اليوم وبعدما استنفذ أفراد قبيلتي بودنيب والطاوس جميع الحلول القانونية والنضالية من وقفات ومسيرات مطالبين تنفيذ حكم المحكمة وإرجاع الحق إلى أهله فإنهم قرروا الوقوف ضد أي مترام أو معتد على أراضيهم وهم يكنون كل التقدير والاحترام إلى جميع قبائل ايت سغروشن التي يحاول بعض أفراد قبيلة ايت موسى أجمو تجييشهم ضد منطقة بوذنيب ومعروف أن ايت حمو من سغروشن يسكنون بحي التربة ببودنيب، وقد استفادوا في التقسيم الأخير للأراضي مثلهم مثل ذوي الحقوق".
عبد العزيز عبد الوهاب، مهتم بالشأن المحلي