السبت 20 إبريل 2024
سياسة

هذا ما قرأته في صور مرض الملك.. أب "فوق العادة"

هذا ما قرأته في صور مرض الملك.. أب "فوق العادة" نرى في الصورة "ربّ" أسرة خلع تاجه، وارتدى "تاج" الأبوّة
بعض الصور تحمل أكثر من دلالة وتنساب منها شحنات إنسانية وعاطفية، وتجبرك على التوقف متسمّرا أمامها. سواء صورة الملك محمد السادس الأخيرة أو الصورة التي التقطت له بعد العملية الجراحية السابقة التي أجراها بباريس، وأسرته الصغيرة محيطة به، هي صور غير طبيعية بالمرّة ولم نألف رؤيتها، صور تلغي كل الحواجز والحدود بين الملك والإنسان والمواطن و"الأب".
التأمل مليّا في تلك الصور لا يجعلك إلا أن تتعاطف مع شخصية الملك "الأب" الذي يمسك في إحدى هذه الصور وهو طريح الفراش، يمسك بحنوّ بكلتا يديه، يد يمنى بوليّ العهد الأمير مولاي الحسن، ويد يسرى بالأميرة لالة خديجة.
صورة ضد كل الأنماط الكلاسيكية التي تعودنا رؤيتها لشخصية الملك الجالس على العرش الذي لا يمكن رؤيته في حالة من حالات مرضه، لكن الملك محمد السادس اختار أن يكسر كل هذا البروتوكول "الصّارم"، ليكون قصره "شفّافا" أمام شعبه، يتقاسم معهم الأفراح والأحزان، وجانبا من حياته الشخصية.
لا مكان للون الأسود في حياة الملك، القصر جسر مفتوح أمام الشعب، حتى لا "تُسَوّد" الإشاعات والأقاويل المياه الصافية التي تجري تحت القصر.
نرى في تلك الصورة "ربّ" أسرة خلع تاجه، وارتدى "تاج" الأبوّة، في درس من دروس التواضع التي يقدمها الملك، وهو يختار منذ جلوسه على العرش في صيف 1999 أن ينحاز إلى الشعب، ويكسر "قوقعة" قصره، ويخرج عاري الصدر، عاريا من حراسه وسياراته المصفحة، عاريا من التاج والصولجان. اختار أن يكون ملكا بقلب مواطن وواحد من الشعب، يؤدي "وظيفة" سامية ونبيلة هي وظيفة "ملك المغرب"، بلا امتيازات ومراسيم وطقوس موغلة في الصرامة وقيود البروتوكول الذي يجعل الملك حبيسا داخل "قارورة" قصره.
هذا ما قرأته في تلك الصور.. "أب" فوق العادة أجرى عملية جراحية ناجحة، "أب" كلّ المغاربة يطلب منّ الشّعب أن يرفع كفوفه إلى السماء ويتمنّى له "شفاء عاجلا"!!