الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبدالوهاب دبيش: رسالة إلى الجزائري سي لبجاوي حول موضوعه L’état voyou

عبدالوهاب دبيش: رسالة إلى الجزائري سي لبجاوي حول موضوعه L’état voyou عبدالوهاب دبيش
 
الأخ الكريم
نحن لا ننتظر منك في الجار الغربي إلا كلاما مثل ما عنونت به مقالك الذي لم تترك فيه عيبا إلا وألصقته بالمغرب ودولته ومواطنيه، بل أتممت ما دبجته بشريط فيديو يوثق لحفل استقبال بمناسبة دينية هي السلام على ملك البلاد من قبل موظفين سامين يظهر فيها هؤلاء يقبلون يد الملك.
تقبيل اليد اسي لبجاوي، إذا لم تعرفه، هو عادة مغربية. وقد أجزم أنها كانت حتى بالجزائر قبل أن تجتث فرنسا جذور هذه العادة الطيبة. هي دليل على الاحترام وعلى التقديس الذي تحظى بها الشخصيات لدى المجتمع المغربي. إذ نقبل أيادي أمهاتنا الحرائر وآباءنا وأجدادنا وفقهائنا الذين علمونا حرفا وأساتذتنا الذين لهم الفضل علينا.
أنت بدت لك هذه العادة الطيبة على أنها عبودية، هذا تأويلك الخاص بك، وهو تأويل يجهل عمق التاريخ الذي لا تعرفه، لأنه ممحي ومنسي ومغيب. نحن لا نلومك على هذا الجهل، فمئة واثنين وثلاثون سنة من استعمار فرنسا للجزائر كافية لان تجعلك تنسى أن تقبيل اليد من عوائد سكان شمال إفريقيا وان لا علاقة لها بالعبودية التي تريد أن تلصقها بالمغاربة؛ لأنهم لا يعرفون عبودية غير تلك التي تجعلهم عبيدا لله ليس إلا.
أما والحال أن ذاكرتك محدودة في زمن لا يتجاوز 1962 ولا يرقى الى ما قبلها ؛ فنحن نلتمس لك العذر. فلغة لسانك لم تطرد بعد لغة المحتل الذي له فضل تكوين دولتك.
سأبدأ لك باسمك الذي يحيلني إلى بجاية، هل تعلم اسي لبجاوي أنها مدينة حفصية تونسية لا غبار عليها، وان الاستعمار الذي له فضل عليك، جعلها تابعة للجزائر بدل إعادتها إلى أهلها التونسيين؟
وهل بلغ الى علمك ان حاسي مسعود تونسي أيضا تنازل عنه بورقيبة حتى يجنب بلاده حربا معكم، وأنا أتفهم موقف بورقيبة الرجل المسالم، لأنه كان على علم بان الشعب الذي يجاوره عنيفا حتى في أسلوب حياته العائلية؟ هل أحيلك على كتاب يتحدث عن أسطورة العنف لدى الجزائريين le mythe d'agressivité chez les Algériens .
عد إلى قراءة هذا الكتاب فانه قد ينقي ذاكرتك مما علق بها من شوائب محت كل جميل لدى الشعب الجزائري الشقيق.
أنا لن أستعيد معك شريط اغتصاب فرنسا للصحراء المغربية الشرقية، وإذا احتجت مني إلى مساعدتك في التعرف على بيبليوغرافيا تعيد إليك صوابك في هذا الباب فأعدك أني لن أبخل عليك.
لأذكرك فقط والذكرى تنفع المؤمنين، حسب علمي؛ فان كل الأسماء العائلية الشبيهة باسمك أي الاسم الذي يحمله الشخص والذي له علاقة بالاماكنية موجود بفاس الشبيهة بتلمسان، وسأعود معك إلى هذه المدينة
في فاس، نتوفر على أسماء التواتي نسبة إلى توات والكوراري نسبة إلى كورارة والقندوسي نسبة إلى القنادسة، ووووو.... وأحيلك فقط إلى عمل اكاديمي، وهنا اقسم بالله انه أنجز بعيدا عن أي توجه رسمي، هذا الكتاب الهام هو للأستاذ الدكتور محمد اعفيف بارك الله في عمره، كتاب يتعرض إلى هذه المناطق المغربية ويقول بالحرف إن الوصول إلى هذه المناطق لا يمكن إلا عبر الطريق القديمة المارة بسجلماسة.
وإذا لم تعرفها فعد إلى جوجل فان فيه ما يفي بالغرض.
أما تلمسان أيها النبيه، فبناتها الذين أسسوها هم المغاربة والأدارسة في القرن الثامن الميلادي وتقلد فيها الحكم ملوك مغاربة إلى العهد المريني. وإذا زرت هذه المدينة الجميلة فأرجو منك أن تطل على ضريح أبي مدين الغوث الأندلسي الفاسي، ولا تنسى أيضا القصبة والمسجد المرينيين بها أكرمك الله.
التاريخ مهم أيها الأخ لبجاوي، لكن ليس التاريخ الأيديولوجي المبني على الكذب. آه معذرة للشهداء المفترى عليهم ومن بينهم مواطنون مغاربة من بركان وفجيج ووجدة وتازة وفاس معذرة لهم على أن عبد الناصر كذب عليهم حين ادعى أن الثورة الجزائرية تركت ما يناهز المليون ونصف المليون من الشهداء. ولو كنت عاقلا آنت والجنرالات الخمسمائة الذين يثقلون كاهل الشعب الجزائري الأعزل بمصاريفهم وسرقاتهم، لو كنت عاقلا أنت وهم لما صدقت عبد الناصر الذي ينطبق عليه مثل "جعجعة ولا طحين".
أنا في الواقع أعود معك إلى البداية لأقول لك أن الملك عندنا لا يكره الناس على أن يقبلوا يده، فهو لا يحتاج إلى مثل هذا، لكنكم لم تفهموا أن تقبيل اليد عندنا ليس عبودية وإنما هو تعبير عن توقير واحترام ولو اطلعتم على مراسلات المخزن عندنا لوجدتم أن لهذا التوقير والاحترام قدم راسخة في أعماق التاريخ الذي تجهله.
لو كنت مكانك اسي لبجاوي لعدلت عن كتابة أي شيء عن المغرب انه بعيد عن أن يكون خانعا أو مستسلما.
نعم نحن مسالمون إلى درجة يتخيل فيها إلى البعض أننا ضعفاء، لكن حذار.
وحين قال الخبراء أن الجزائر قد تشن حربا على المغرب فإنهم لم يقولوها لأجل الاستهلاك الإعلامي لكن ليعلم من يجب ان يكون في علمه إننا شعب نتحدى وفينا من (قصوحية الراس)ما يتجاوز عنف الجزائر وأكثر.
وإذا بغيتي نعاماس نرجعوا معك إلى العصر الحجري "فمعندناش مشكل". ليكن في علمك أن للمحيط شعب يحميه والمرور إليه والاستقرار فيه يجب ان يكون تحت السيادة الوطنية المغربية في إطار مغرب عربي امازيغي إفريقي عبري واحد وموحد، هذا إذا كان عند الجنرالات الخمسة استعداد لطي صفحة الخلاف أما العربدة والعنف والايدولوجيا الكذابة فمع كامل الأسف "مكنبلعوهاش" خصوصا إذا كان فيها رائحة الكذب
وتبقى على خير.
ملاحظة أخيرة:
أنا راه المخزن ممخلصنيش على هذا الكلام فهو صادر عن نفس حرة أبية لا ترضى الجهر بالسوء وأختم معك ببداية الحزب الحادي عشر بعد
بسم الله الرحمن الرحيم
"لايحب الله الجهر بالسوء إلا من ظلم". فأنت السابق بالظلم وأرجو أن يكون لديك قدر من الاحترام والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مودتي لكل عقلاء حرائر وأحرار الجزائر.