قال عادل تشيكيطو، رئيس العصبة المغربية لحقوق الإنسان، في لقاء عن بعد استضافته الشبيبة الاستقلالية فرع الفنيدق، مساء يوم الأحد 17 ماي 2020، إن أهم حق من الحقوق التي ضمنتها المواثيق الدولية وأيضا الدستور المغربي هو حق العودة.. مشيرا بأن هذا الحق ضرب بعرض الحائط من طرف الحكومة الحالية متهما إياها بممارسة التعسف في علاقتها بالمغاربة العالقين بالخارج والذين يعيشون معاناة خطيرة جدا. فضلا عن أن المادة 13 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تؤكد أن حق العودة هو حق مكفول لكل فرد، حيث جاء فيها: "لكل فرد الحق في مغادرة أي بلد بما في ذلك بلده، وفي العودة الى بلده".
وأشار تشيكيطو أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان يضمن للمغاربة العالقين داخل بلدهم والراغبين في العودة الى بلدان الإقامة حق العودة، كما أن العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والذي صادق عليه المغرب سنة 1979 يؤكد في المادة 123 على أنه لا يجوز حرمان اي شخص من حقه في دخول بلده بصورة تسعفية.
تشيكيطو اعتبر قرار الحكومة بحرمان المغاربة العالقين من حق العودة أو منعهم من مغادرة بلدهم نحو بلدان الإقامة قرارا تسعفيا، كما أنه تم دون سابق انذار ودون اتخاذ اجراءات احترازية، أو اجراءات تضمن السلامة الجسدية والصحية والحق في الحياة للعالقين؛ مسجلا أن الاجتماع الذي عقدته لجنة الخارجية بمجلس النواب بحضور الوزيرة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج نزهة الوافي لم يخرج بنتائج في ما يتعلق بموضوع العالقين، وهو نفس المصير الذي لاقاه اجتماع نفس اللجنة مع وزير الخارجية ناصر بوريطة، حيث أكد هذا الأخير -يضيف تشيكيطو- اهتمام الحكومة بموضوع العالقين، كما وعد بوضع أجندة زمنية لعودة العالقين، لكن وبعد مرور شهر على هذا الاجتماع لم يتمكن العالقون من العودة، باستثناء بعض التحركات البسيطة لذر الرماد في العيون.
كما اعتبر تشيكيطو تصريح رئيس الحكومة العثماني، الذي أشار فيه أن العالقين سيتمكنون من العودة بعد فتح الحدود مناف لتصريح وزير الخارجية الذي أكد في اجتماع لجنة الخارجية بالبرلمان أن المشكل سيعرف طريقة الى الحل في القريب العاجل. ولاحظ تشيكيطو أن حكومة العثماني تبدو غير منسجمة في عدد من القضايا وعلى رأسها مشكل المغاربة العالقين.. مؤكدا بأن هذا التضارب الحاصل يؤكد أن إشكالية المغاربة العالقين يتجاوز الحكومة. مضيفا بأن المغرب يكاد يكون الدولة الوحيدة التي لم تتمكن من ايجاد حل لمشكل العالقين في عدد من البلدان.
بالمقابل سجل تشيكيطو تعاطي الحكومة بنوع من المرونة مع خروج المغاربة العالقين نحو بلدان الاستقبال، كما أنها سهلت دخول وخروج طائرات عدد من البلدان إلى المجال الجوي للمغرب من أجل نقل العالقين، بما فيها إسرائيل حيث استفاد العالقون الإسرائيليون من طائرة من الطراز الرفيع وغادروا المغرب معززين مكرمين، في حين تتم دعوة المغاربة العالقين الى مزيد من الصبر.
وسجل تشيكيطو بأن الحكومة لم تملك حتى الشجاعة من أجل ضمان عودة جزء على الأقل من المغاربة العالقين عبر الطائرات القادمة من دول أجنبية لنقل مواطنيها العالقين بالمغرب مثل بلجيكا واسبانيا وهولندا.