الثلاثاء 23 إبريل 2024
كتاب الرأي

سالم عبد الفتاح: قيادة البوليساريو تسخر ماخورها الرخيص "صوت العفن" للتهجم على شخصي

سالم عبد الفتاح: قيادة البوليساريو تسخر ماخورها الرخيص "صوت العفن" للتهجم على شخصي سالم عبد الفتاح
ضمن حملة التهجم على شخصي المتواضع والتي لا أزال أتعرض لها من طرف الأبواق التابعة لقيادة البوليساريو، منذ ورود اسمي ضمن الهيئة التأسيسية لحركة "صحراويون من أجل السلام"، ماخور القيادة الرسمي المسمى بـ"صوت الوطن" يخصني بمقال تشهيري، ويضمني إلى "نادي الخونة" الرسميين المعتمد من طرفها، والذي يشمل أهم معارضي ومنتقدي البوليساريو، حيث تخصص القيادة الإجرامية ميزانية معتبرة وفريق عمل مختص يضم مجموعة من أرخص الأبواق وأكثرها انحطاطا وانحلالا أخلاقيا، يمارسون عبره التشهير والقذف والبهتان في حق كل من تسول له نفسه التعبير عن رأيه المعارض أو المخالف لقيادة البوليساريو.
شخصيا لم أتفاجأ من هكذا تهجم على شخصي المتواضع، فما إن ذكرت البوق وعنصر الأمن محمد سالم العبيد في مقالي الأخير حول تصريحات القيادي في الجبهة محمد لمين ولد أحمد بعد أن روج لطروحات إقصائية واستئصالية في حق مخالفيه وفي مقدمتهم "حركة صحراويون من أجل السلام"، حتى سارع المدعو ولد العبيد الى الانتقام بطريقته المعهودة، عن طريق الماخور الرسمي الناطق باسم القيادة، والمسمى عبثا "صوت الوطن"، بنفس السرعة التي سبق أن حذف بها المنشور المسيء الذي تناول فيه حرم أحد ضحايا الاعتقال التعسفي بالمخيمات بعد حادثة محاصرته المعروفة من طرف محتجين بمبنى تلفزيون الجبهة.
على العموم يبدو أن ولد العبيد قد تعب كثيرا في جمع معلوماتي الشخصية، والتي تعمد إخفاء بعض من ما يعلمه منها، وتحريف بعضها الآخر، لكنه فضح وقوفه وراء ماخور القيادة المسمى "صوت الوطن" حين أراد مهاجمتي مباشرة بعد ذكري لاسمه في مقالي الأخير، بتناول تجربتي في إذاعة البوليساريو الرسمية، نافيا كوني صحفيا سابقا فيها لأكثر من سنتين، وإنما مجرد صحفي عمل في إعلام الجبهة المكتوب لأشهر قليلة حسب زعمه، لكنه لم ينتبه إلى أنني لم يسبق أن أعلنت عن تلك التجربة في أي فضاء عام، فشخصيا لا أعتبر أن تلك التجربة تشكل بالنسبة لي أي إضافة حتى أتفاخر بها أو أذكرها، لا في شقها المكتوب ولا المسموع منها، لكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن، هو كيف توصل الماخور المسمى "صوت الوطن" بهذه المعلومة الشخصية التي زعم تكذيبها؟ وهل من الصدفة أن تذهب عديد التسريبات إلى أن زميلي السابق بوزارة إعلام الجبهة محمد سالم العبيد هو من يديره؟
لن أخبر ولد العبيد بتاريخ عملي في راديو الجبهة لأنه يعلم بتلك التفاصيل جيدا، فعدى عن الشهود من الزملاء بوزارة إعلام البوليساريو، ومستمعي الراديو الذين كانوا يعرفون اسمي ويميزون نبرة صوتي، فبحوزتي من الأدلة والوثائق ما يثبت تفاصيل تلك التجربة، وله أن يساءل عرابه وسيده المجرم سيد أحمد البطيل لماذا كلّف "معتوها ومريضا نفسيا" حسب زعمه بتقديم نشرة الأخبار الرئيسية في راديو الجبهة الرسمي، ولكن سأساعده في تصحيح معلومات أخرى يبدو أن شبكة جواسيسه لم تسعفه في ضبطها.
بخصوص الألقاب التي يبدو أن ماخور القيادة الرسمي يحسدني عليها، من قبيل الصحفي أو الناشط الحقوقي، فلم يسبق لي أن ادعيت أيا منها، بل أنني صرت أكرهها خاصة بعد تجربتي المتواضعة في وزارة إعلام البوليساريو، والتي وإن تعرفت من خلالها على زملاء محترمين، لكنني شهدت كيف يتم تجنيد البعض منهم في الأسلاك الأمنية للوشاية بالزملاء وكتابة التقارير عنهم، ولن أذكر المدعو ولد العبيد بفتوحاته في هذا المجال، حتى صرت أكره كل ما له علاقة بالصحافة أو النشاط الحقوقي.
وأما المواقع الالكترونية الوطنية والدولية التي استشهدتم بنشرها لمقالاتي الصحفية للاستدلال على اتهامي بالخيانة والعمالة تارة للمخابرات المغربية وأخرى لتنظيم الإخوان المسلمين، فلا أدري لماذا لم تتطرقوا لجرائد ومواقع دولية ومحلية محترمة أخرى سبق أن نشرت لي مرارا وتكرارا، بما فيها تلك المحسوبة على البوليساريو.
أما فيما يتعلق بـ "بطاقة الإنعاش" التي ادعى البوق الرخيص انني تحصلت عليها، فأبشره أنني على استعداد للتنازل عنها وتسليمها لأي شخص يثبت حصولي عليها، شأنها شأن على أي راتب أو أي استفادة مالية أو عينية من الدولة المغربية أو من غيرها من الجهات الرسمية، ما عدا راتب شهرين تقضيتهما في ما يعرف محليا بـ"التناوب"، عملت خلالهما في تبليط الأزقة.
وبخصوص مساري الدراسي فالأغبياء المشرفين على ماخور القيادة الرسمي زعموا أن دبلوماتي لا تتجاوز مستوى التأهيل، وفي نفس الوقت يدعون أنني لم أستطع معادلها بالرباط بسبب عدم حصولي على شهادة الباكالوريا آنذاك حسب زعمهم.
شخصيا لا أجد أي حرج في الإعلان عن طبيعة دراستي المهنية، وهي لم تشمل لا تخصص الإعلام ولا تخصص الكهرباء كما زعم ماخور القيادة الرخيص، وإنما درست دبلوم تقني سامي في تخصص الشبكات والأنظمة المعلوماتية في المعهد الوطني المتخصص بتلمسان، قبل أن أتسجل في معهد خاص لنيل دبلوم الإجازة المهنية في تخصص الشبكات والأمان المعلوماتي بالمعهد الدولي للمناجمنت بوهران.
يبقى أن أشكر أبواق القيادة الرخيصة على تشخيصها النفسي لشخصي المتواضع، فبعد أن احتكرت صكوك الوطنية، وصنفت الشهداء من غيرهم، لن يكون مستغربا أن توزع الشهادات الطبية النفسية كما يحلوا لها، فينال بذلك شخصي المتواضع صفات أخرى إلى جانب الخيانة، العمالة والاندساس التي سبق أن أضفتها علي، من قبيل "العته والجنون"، ولعلي سأكون ممتنا للبوليساريو التي لا أتذكر لها معروفا رغم سنوات النضال الطويلة التي قضيتها فيها، عدى عن تسخيرها لأذنابها للتهجم علي وكتابة التقارير الأمنية حولي، سأكون ممتنا لها حال تكفلها بعلاج أمراض "الإنطوائية والعدائية والعقد ومركبات النقص" التي أسبغها أبواقها علي.
أخيرا أقر لكم بنجاحكم في تعكير صفوي ليس بسبب تهجمكم على شخصي المتواضع الذي ألف اتهاماتكم بالتخوين والاندساس والعمالة، وإنما بسبب تناولكم لأسماء محترمة لا أكن لها سوى كل التقدير، في سياق التهجم علي، أتأسف لذكرها في ماخوركم، بعضها لم يسبق لي ان التقيت به على الإطلاق وبعضها لم يجمعني به سوى الهم العام في إطار عمل مجتمعي تطوعي أفخر بكوني قد شاركت فيه.
على العموم يجب ان تعلم قيادة البوليساريو أن هجومات أذنابها وأبواقها بهذا الأسلوب المنحط والجبان لن يزيدنا سوى تمسكا بأفكارنا وقناعاتنا التي سنناضل بكل السبل لأجل تحقيقها، فما تسخيرها للامكانيات العمومية لأجل تجنيد الأقلام الرخيصة سوى تأكيد على تشخيصنا الذي سبق أن ذهبنا إليه، من اختلالات سياسية وتدبيرية وحتى انحرافات أخلاقية تفضي إلى حالة الفشل والإفلاس السياسي التي تعيش على وقعه القيادة، ما سيحتم علينا المضي قدما في مشروعنا الرامي إلى إيجاد بديل سياسي كل الصحراويين الذين لا يجدون أنفسهم ممثلين في خطاب البوليساريو وفكرها الجامدين وممارساتها المنحرفة..