الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

الدكتور علي المدرعي: تصريح الوزيرأمزازي أمام لجنة برلمانية غريب ويحتاج إلى توضيح وتدقيق علمي

الدكتور علي المدرعي: تصريح الوزيرأمزازي أمام لجنة برلمانية غريب ويحتاج إلى توضيح وتدقيق علمي الدكتور علي المدرعي، و سعيد أمزازي وزير التعليم (يسارا)
في تحليله مضمون تصريح وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي والناطق الرسمي باسم الحكومة أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال، شدد الدكتور علي المدرعي في اتصال هاتفي مع  "أنفاس بريس" على أن "تصريح الوزير أمزازي غريب جدا في هذا الوقت، و يحتاج إلى توضيح وتدقيق علمي".
واستغرب نفس المتحدث للجريدة كون أن الوزير قال بالحرف أمام ذات اللجنة البرلمانية التي تعتبر مؤسسة دستورية "على المغاربة التعايش مع فيروس كورونا مدة سنة". 
لذلك يتوجه الدكتور علي المدرعي بأسئلة عاجلة للوزير مفادها "على أي معطيات وبائية وعلمية وبحثية استند الوزير؟ هل لديه معطيات وبائية أو علمية في هذا الشأن؟ من هم الخبراء الذين اسنتد على معطياتهم وتقارير أبحاثهم سواء في المغرب أو في العالم؟".
وفي سياق متصل أوضح المدرعي أن "كل المختصين في مجال البحث والدراسة لمسار جائحة فيروس كورونا يتحدثون عن نهاية سنة 2020 على أكثر تقدير لمحاصرة الفيروس وتقليص شراسته"، اللهم يضيف المدرعي إذا كان أمزازي البيولوجي الحاصل على دكتوراه في علم المناعة يتوفر على معلومات خاصة عليه "أن يفيد بها المغاربة"
وأضاف موضحا بأن بعض الخبراء والمختصين في أوروبا مثل فرنسا وإيطاليا يتحدثون اليوم عن "إمكانية ظهور موجة ثانية  للوباء ، ولا يتحدثون عن التعايش مع كورونا مدة سنة، مثل ما صرح به الوزير أمزازي".
وعن سؤال للجريدة قال المدرعي "إذا كان المفهوم من تصريح الوزير أن بداية رفع الحجر التدريجي لن تكون في 20 ماي فهذا الأمر له مبرراته الوبائية على أرض الواقع، ولا يحتاج إلى تلميحات".
 وفسر بأن مثل هذه التصريحات الغريبة عن عالم أهل الإختصاص في ميدان البحث العلمي الدقيق "ستزيد من تخوف وتوجس المغاربة بل أن الأمر سيؤدي إلى نوع من الإحباط واليأس لدى البعض ويقلص من فعالية ونجاعة الحجر الصحي الذي يقارب اليوم شهرين ( ستون يوما)". وأكد علي المدرعي بأن "تصريح من هذا النوع يفضي إلى اليأس والتدمر والإحباط في الأوساط المجتمع المغربي ويشجع على بعض الإنفلاتات".
في نفس السياق اعتبر المدرعي تصريح أمزازي ليس في محله بالقول "الشيء غير المفهوم في هذا الشأن هو حديث الوزير أمزازي عن المناعة الجماعية (مناعة القطيع)، على اعتبار أن هذا الكلام لا يستقيم حتى في الدول التي تجاوزت عشرات الآلاف من الإصابات (في فرنسا/ إسبانيا)...لا يتحدثون عن المناعة الجماعية". وتطرق في هذا المستوى كون أن "فرنسا اليوم تتحدث عن المناعة الجماعية بنسبة 6 في المائة في المجتمع الفرنسي الذي تجاوز 150 ألف إصابة"
من جهة أخرى استحضر المدرعي تصريحات المنظمة العالمية للصحة التي "لم تتحدتث عن مسألة التعايش مع الفيروس مدة سنة كما تكهن الوزير". بل أنها طرحت أسوء سيناريو يتعلق " بأن يصبح الفيروس موسمي كل خريف أو شتاء مثل فيروس الأنفلونزا" 
واعتبر نفس المتحدث للجريدة أن مثل هذه التصريحات التي تخوض في الحديث عن برمجة الحجر الصحي وزمن رفعه أو تمديده يستسحسن أن تبقى من اختصاص وزارة الصحة والمختصين الذين دأبوا على التواصل مع أفراد الشعب المغربي وبنوا جسرا من علاقات الثقة والتواصل الفعال اليومي وتقديم المعلومة عن مسار فيروس كورونا".
وشدد على ضرورة "ترك شأن القررات الصحية لوزارة الصحة (ما شي واحد يشرق واحد يغرب) أو كل واحد يقرر وحده "، وجدد رفضه لتصريح الوزير لأنه يعتبره " تصريحا لا مبرر له ولا علاقة له لا يمعطيات وبائية أو علمية أو حتى واقعية" وأكد على أنه "لم يتحدث أي خبير عن مسألة التعايش مع الفيروس مدة سنة"
وطالب الدكتور علي المدرعي من الوزير أمزازي بأن "يكشف عن مستنداته العلمية والبحثية التي اعتمدها ليخلص إلى مضمون تصريحه الغريب الذي لا محالة سيؤدي إلى نوع من زعزعة الثقة والتضامن الذي أبان عنه المجتمع المغربي والتزامه بتوجيهات الحجر الصحي مدة شهرين".
وقال في ختام تصريحه للجريدة "إذا كان أمزازي يتوفر فعلا على معطيات علمية دقيقة نتج عنها خلاصة التعايش مع الفيروس مدة سنة، يجب عليه أن يكشف عليها، خاصة أمام اللجنة البرلمانية التي ينظمها الدستور المغربي، وتمرير رسائلها للمجتمع المغربي" وبرر مرافعته كون أن التعامل مع جائحة فيروس كورونا " ينبني على الوضوح والشفافية وقول الحقيقة أثناء مخاطبة المواطنين لأنهم هم من أنجحوا قرار الحجر الصحي كل هذه المدة وفهموا خطورة الفيروس وواعون بأهمية توجيهات السلطات الأمنية والصحية".