الأربعاء 24 إبريل 2024
كتاب الرأي

نورالدين الطويليع: إن كنت مهووسا بحقوق الإنسان عليك بمخيمات العار

نورالدين الطويليع: إن كنت مهووسا بحقوق الإنسان عليك بمخيمات العار نورالدين الطويليع

رسالة مستعجلة إلى: الانفضالي الصغير رضى محمد الليلي

 

أحيطك علما، وقد اندسست من نافذة معاناة مدينة اليوسفية، أنك سلكت المسار الخطأ، وأن عزفك على نغمات ناشزة لن يخدعنا دبيبها الممجوج، ولن يثير فينا إلا مشاعر الشفقة والإشفاق عليك أنت الذي لعبت بذيلك كثيرا، وجعلت نفسك في وضع رهن الإشارة لأعداء الوحدة الترابية، ليوجهوا بوصلتك البائسة والبئيسة تجاه وطنك وأبناء وطنك.

 

ليكن في علمك، أننا نصطرخ ونتصارع، ونندد بحيفٍ ما، وندين سلوكات معينة، لكننا نفعل ذلك في إطار ثوابت الوطن الثابتة، ولا نسمح لك، ولأمثالك بالزج بأنفسهم القذرة لنفث سمومهم في وطن نعزه ونجله، ونعتبره قبلتنا ووجهتنا وكياننا المقدس.

 

لتعلم أن مدينتنا الغالية ليست في متناول اليد حتى تتاجر بها لمآربك الانفصالية الاستئصالية، وأن أبناءها، مهما اتسع نطاق معاناتهم، ومهما عانوا، فلهم من الذكاء والفطنة والنباهة ما يجعلهم أكبر من أن يحتويهم خطاب ثعلبي يروم استغباءهم والزج بهم في دوامة العداء للوطن ولثوابته، لا تظنَّنَّ أنك ستظفر منهم بشيء آخر غير صب اللعنات عليك، وغير السخرية من أسلوبك الذي علمك إياه خونة الوطن، وأخذْتَهُ عنهم كتلميذ ممتثل، وكمريد لا يرد دعوة سيده، ويقبل على ترهاته إقبال الذباب على القاذورات.

 

ما هذا التناقض أيها الانفصالي الصغير؟ إن كنت قد قطعت صلتك بالمغرب، وتعتبره بلدا مستعمرا، فكيف انتدبت نفسك مدافعا عن أبنائه في هذه المدينة الحبيبة التي يعيش الآلاف من أهلها في صحرائهم الحبيبة؟ إن كنا مستعمرين في عرفك، وكان كل من يشهد بمغربية الصحراء خائنا، فكيف تكون محاميا لمستعمر خائن؟ ألم تخجل من نفسك وأنت تمارس هذا الدور الخسيس؟ هل تظن أن عقول أبناء المدينة عاجزة عن إدراك ما خلف لغة التعاطف الكاذبة، واكتشاف الحقيقة الخبيثة التي تسكن دواخلك؟

 

إن كنت مهووسا بالإنسان وقضاياه، فأنا أوجهك صوب مخيمات العار، أسيادك هناك يمرغون الإنسان في التراب، ويمارسون في حقه أبشع أنواع الاستغلال، ويتاجرون بمعاناته، ويسرقون المساعدات الموجهة إليه، فأرنا عاطفتك هذه تجاه ضحايا البشاعة الانفصالية، وارفع عقيرتك بالصراخ في وجه البؤس الاستئصالي، وإن لم تفعل، ولن تفعل، فكف عن الولغ في إناء الدناءة والانحطاط الأخلاقي.

 

أذكرك أنك جئت إلى مدينة اليوسفية باكيا في سنة 2014، وأقسمت بأغلظ الأيمان بأنك ابنٌ بار لهذا الوطن، وأنك مؤمن أشد الإيمان بوحدته الترابية، فصدقناك ودعونا إلى إنصافك بعد طردك من القناة الأولى، ها أنت الآن تزورنا بوجهك العاري المكشوف هذه المرة لتمارس اللعبة بطريقة أخرى، لكن هيهات، "لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين"، ولن تظفر هذه المرة إلا بالبصاق على وجهك، أنت الذي تريد أن تؤدي دور الحرباء بإخراج رديء.