الثلاثاء 16 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الرحيم الوزاني: ما بعد صحوة إبراهيم الراشدي

عبد الرحيم الوزاني: ما بعد صحوة إبراهيم الراشدي عبد الرحيم الوزاني

تلك الصحوة التي قلت فيها مؤخرا، إنها صحوة اتحادي للضمير الاتحادي. وإن لحصان الحزب كبوة، لكن لن يسقط .

 

مباشرة بعد خروج إبراهيم الراشدي القيادي الاتحادي البارز، مندداً بما تفتقت به عبقرية وزير العدل، ولذي يتقاسم معه ظلمًا شرف الانتماء للقوات الشعبية، تحركت العديد من المكاتب الجهوية للحزب في نفس الاتجاه، وكلهم أجمعوا منددين بفعلة محمد بنعبد القادر، ومطالبين الكاتب الأول باتخاذ المتعين عاجلاً .

 

اليوم جاء دور حسن نجمي، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي عمم رسالة عن طريق wathsapp على أعضاء المكتب، والعديد  من أعضاء المجلس الوطني، يشرح فيها أصل ومآل مشروع 22/20، ويحمل مسؤوليته للكاتب الأول ادريس لشكر ومحمد بنعبد القادر وزير العدل وعضو المكتب السياسي للحزب؛ مؤكدًا على كون مسؤولية ما وصفه بالانحراف،  يتحملها أساساً كل من بنعبد القادر وإدريس لشگر .

 

كما أفصح عن  فحوى رسالة موقعة من 11 عضوٍ من المكتب السياسي، تحث الكاتب الأول إدريس لشگر، على عقد اجتماع المكتب السياسي عاجلاً، لتدارس الأمر، وإيقاف محمد بنعبد القادر أو حمله على الاستقالة؛ وذلك سعيًا لإنقاذ سمعة الاتحاد، كما جاء في ذات الرسالة. وفي استهتار تام وبدون منطق، جاء رد ادريس لشگر مستفزاً للغاية، وبه جملة واحدة، وكأنه يستصغر الموقعين، وعددهم ثلث المكتب السياسي.. الشيء الذي اعتبروه  شكلاً من أشكال التحقير والاستخفاف بأخلاق المسؤولية .

 

"أرفض نهائيا فكرة الاستقالة المقترحة "

 

كما تميزت رسالة السيد نجمي بقوله:

إن القاعدة الاتحادية داخل المغرب وخارجه، لا تعرف أي شيء عن نقاشات المكتب السياسي المحتدمة. وأود أن أؤكد، أننا لسنا كلنا في القيادة الحزبية على توافق مع الكاتب الأول، و لامع محمد بنعبد القادر. وأن المشروع المذكور لا علاقة له بنا.

 

في هذا السياق التمس السيد نجمي كذلك من السيد عبد الواحد الراضي، عقد اجتماع لجنة التحكيم والأخلاقيات، للنظر في هذا الانحراف، وكذا للفصل في أمر هذا الوضع الشاهد. ذات الوضع الذي وصفه بخيانة الأمانة؛ ولم يستثن من مراسلاته كذلك السيد الحبيب المالكي، رئيس المجلس الوطني، مطالبًا إياه باتخاذ المناسب لإنقاذ الحزب.

 

و تأتي فقرة مميزة في ذات الرسالة للسيد نجمي قال فيها:

إن الحزب ليس مقاولة خاصة، أو ضيعة شخصية، يتصرف فيها الكاتب الأول بمزاجه، ويكفي أنه "بهدل" حزبنا ومرغ سمعته في الأوحال ولا يزال. وسوف لن نقبل بهذا العنف الرمزي من طرف الكاتب الأول، ولن نسكت عن بعض الزبانية الفاسدين، المفسدين الذين أضروا بسمعة الاتحاديات والاتحاديين. أما خروج الكاتب الأول، في حوار مع "أخبار اليوم" فقد كان لا مسؤولاً، وزاد الطين بلة بتبنيه عملياً للمشروع المذكور وتزكيته بوضوح.

 

كما وجه السيد نجمي تهديدا للكاتب الأول، في حالة عدم دعوته لاجتماع المكتب السياسي، كونه سيُخرج النقاش الداخلي إلى الرأي العام، وسيضع القاعدة الاتحادية بكاملها في صورة الاستهتار الإرادي ولا إرادي السائد حاليًا داخل القيادة الاتحادية، حسب قوله .

 

كما شدد السيد نجمي، كون المشروع المذكور لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالاتحاد، ولا بمبادئه وقيمة مرجعيته وتاريخه ومدونة نضاله وكتاب شهدائه المرصع بالأسماء والتضحيات الجسام.

 

في نفس السياق، خرجت السيدة وفاء حجي العضو السابق بالمكتب السياسي ومستشارة بديوان السيد عبد الرحمان اليوسفي، تقول:

ما يحز في نفسي هو أن هذا التطور يساهم في سحب الثقة من الحكومة، بعد أن جعل المواطنين لا يثقون في فعالية المؤسسات البرلمانية والجماعات المحلية. وهذا تطور خطير يضرب في الصميم، المسلسل الديمقراطي الذي اختارته بلادنا وناضل من أجله الشعب المغربي.

 

والكارثة كما قالت :

أن يساهم، لا أن يقود هذا التدمير من يمثلون اليوم حزب وطني ساهم بقسط وفير في التطور الديمقراطي والتقدمي لوطننا العزيز وبتضحيات جسيمة.

 

وختمت قولها بـ:

حان الوقت ليغادروا.