السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد الشمسي : العثماني" إنت مْعلم".. "صوَّرْتِي الاستجواب بلا كمامة" و"بلا تَصُوُّرْ"

محمد الشمسي : العثماني" إنت مْعلم"..  "صوَّرْتِي الاستجواب بلا كمامة" و"بلا تَصُوُّرْ" محمد الشمسي
إذا لم يكن لرئيس الحكومة مستشارون في الإعلام والتواصل فتلك مصيبة، وإذا كان له طاقمه الاستشاري في ذلك فتلك مصيبة أعظم، الرجل في حالة هذيان وشرود عميقين، ولم يجد من يقول له" آش كتخبرق، فيق من الغيبوبة"، فهو يختار الوقت غير المناسب لينقل للناس الكلام غير المناسب، وبالصيغة غير المناسبة، ويضحك بعد ذلك "وعندو هانية".
كل الأسئلة من قبيل: متى سينتهي الحجر الصحي؟، وكيف سيتم الإعلان عن ذلك؟، ما مصير السنة الدراسية؟، وكيف سيعود التلاميذ الى مدارسهم؟، كيف ستعود الحياة لسيرتها الأولى؟، وهي الأسئلة "اللي مبرزطة عباد الله" والتي كانوا ينتظرون من رئيس الحكومة أن يحسم فيها في الاستجواب الذي أعلن عنه فجأة أمس الخميس، أجاب عنها ضاحكا "معندناش تصور بشأنها"، "هيا آش؟" كما قال صديق لي عبر الهاتف، وزاد في القول "وعلاش مصدعنا بهاذ الاستجواب كاع ؟"، ثم "شكون يقدر يكون عارف " إذا كان رئيس الحكومة جاهلا.
الغريب أن رئيس الحكومة يفترض أنه اطلع على أسئلة الصحافية من قبل، إن لم يكن هو و"مستشاروه" من كتبوها، وهذا أمر عادي وطبيعي، ليس لأن القناة عمومية وجزء من الحكومة، بل لأن الغاية هي إخبار الناس وطمأنتهم لزرع السكينة في قلوبهم بعدما طال أمد حجر يكاد يصبح حصارا، والأغرب أنه علِم رفقة "مستشاريه" أن الاستجواب أو الإطلالة  لن تجيب على التساؤلات المحيرة ، ورغم ذلك قرر رئيس الحكومة  الظهور للناس عبر شاشة التلفزة في استجواب أقرب ما يكون إلى "الباروديا"، ليقول لهم "معندناش تصور معين"، كان من حق الصحافية وهي تسمع رئيس الحكومة يجيب عن أسئلتها جميعها ب"معنديش تصور ومنقدرش نكذب على الناس بشي حاجة"، أن تلتفت إلى زميلها "الكاميرا مان"، وتقول له"جمع جمع ديك الكاميرا وياله نمشيو فحالنا، تا يلقا هاد خيينا التصور، عاد نجيو نصورو معاه".
ولأنه بالنار تمتحن المعادن، فإنه في الكوارث والجوائح التي تجتاح الدول يمتحن ذكاء وفطنة رؤساء الحكومات، فحري بنا أن نعلن أنه بعد أشهر من تتبع كلام وتصريحات رئيس حكومتنا يؤسفنا أن نعلن للعلن أنه "سقط في الامتحان"، بل إنه لا يستحق المنصب بالمطلق و إنه  استحق وعن جدارة لقب "أضعف وأضعف وأضعف رئيس حكومة أو وزير أول عرفه مغرب ما بعد الاستقلال"، ونحمد الله أنه ليس القائد الذي يقود الحرب على كورونا، وأنه مجرد مواطن يقعد في بيته ، ولا يضع حتى كمامته ولا يمسك عنه لسانه، فلو كان قائدا ميدانيا "كون سورت علينا في ديورنا بالساروت "وراح هو وبنعبد القادر "ديالو" يصادقان على ما شاءا من القوانين، حتى إذا انتهى الحجر الصحي وجدناهم "قسمو لبلاد بيناتهم" بقانون منح أراضي الدولة، أو وجدناهم "ردو الوطن حبس كبير" بقانون تكميم الأفواه.
عموما "أسي العثماني" ، "صورتي الاستجواب بلا كمامة قلنا مكاين باس، راك طبيب زعما"، ولكن أنك  "تْصوّر الاستجواب بلا ما يكون عندك تَصُوُّر وأجوبة على الأسئلة" اسمح لينا معالي رئيس الحكومة "هاذ الشي عندك راه بزاف"، ولكن كنحييك لأنك إنت مْعلم ، تْصَوّرتي بلا تَصُوُّر ...وكملتيها وبلا كمامة كاع..