الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

محمد الشمسي: "شبعة ضحك" مع العثماني "مول بطاقة كورونا" و"تسعود لكمامات"

محمد الشمسي: "شبعة ضحك" مع العثماني "مول بطاقة كورونا" و"تسعود لكمامات" محمد الشمسي

الحقيقة أنه إذا وهب الله لبعض الدول رؤساء حكومات يخرجونهم من التخلف إلى التطور، فنحن وهبنا الله رئيس حكومة "كيقتل بالضحك"، فقد شكلت إطلالته ليلة الخميس 7 أبريل 2020 أفضل سيتكوم أو سكيتش رمضاني.. "الحاصول" الرجل "فوجها علينا هديك الليلة"؛ فبغض النظر عن أنه ظهر بلا كمامة، لا هو ولا الصحافية، وهذه تشكل حالة تلبس في حقه وفي حق الصحافية معه، لكن من طريقة جلوسه على الكرسي، فهو "كان داير نص بركة"، وكأنه "تابعاه الطريق"،  فهو كان "معمر النص ديال الكرسي" والنصف الآخر "خلاه خاوي".. تخيلته "بحال شي واحد مزاحم لقدام في طاكسي كبير ديال شحال هادي"، وكعادته ظهر مرتبكا، صوته مضغوط وكأن شيئا ما يخنقه، وله مشكلة كبيرة مع أصابع يديه التي لم يعرف ما يفعل بها. تارة يضمها إلى بعضها ويظهرها للكاميرا، وتارة توشك أن تحجب وجهه، وتارة ثالثة يبسطها فوق ساقيه وكأنه يرغب في التخلص منها. وفي الوقت الذي كانت فيه الصحافية هادئة في حديثها ومطمئنة في جلوسها ومتمكنة من أسئلتها، كان العثماني يجيب وكأنه لم يسمع السؤال أو أن أذنيه لا تسمعان ما يقوله لسانه. سألته الصحافية عن مدى التحكم في الوباء، فنزل بالثناء والمديح على الأطقم الطبية والتمريضية والبوليس والجدارمية، إلى أن "فيقاتو الصحافية من غفوته"، وأعادت له السؤال لعله يسترجع "الكونيكسيون" ثم تحدث لها عن صندوق التخفيف من جائحة كورونا، وأكد لها أن عملية دعم المواطنين المحتاجين مستمرة، وزاد بالقول أن كل من يملك "بطاقة كورونا غادي يستافد"، وهو يقصد دون أن يدري "بطاقة الرميد".. ولكن "الواعرة" هي عندما ابتسم العثماني ابتسامته العجيبة وتحدث للصحافية بلغة الواثق وقال "كانت عندنا صفر كمامة ومن بعد شهرين أصبحت عندنا تسعود لكمامات". تدخلت الصحافية لتصحح له أن الأمر يتعلق بـ "تسعود مليون كمامة"، لكن صاحبنا "معقلش عليها" ولم يصحح الرقم، وبقي عنده "بحال تسعود" "بحال تسعود المليون"، لأنه فعلا يتحدث ولا يسمع ما يقول، وهذا هو قمة الضغط النفسي الذي يعيشه رئيس حكومة وطبيب نفساني في نفس الوقت.

 

عندما تحدث عن مصير السنة الدراسية شد إليه أنظار ومسامع أبنائي، فقال كلاما كثيرا بلا نتيجة، وحين انتهى سألني أحد الأبناء عما قاله رئيس الحكومة في الموضوع، فحمدت الله أن العثماني رئيس حكومة وليس أستاذا في القسم، "والله تلميذ لفهم معاه شي زفتة".

 

لا أخفيكم أن رئيس حكومتي، فعلا "ونسني وشبعني ضحك"، خاصة عندما كان لا يبخل على المشاهدين بتلك الابتسامة المميزة رغم أنه يتحدث عن كارثة عالمية وعن جائحة بشهادة منظمة الصحة العالمية، وعن مرضى بالآلاف وعن وفيات.. و"الزوينة عندو" هي مللي تحدث عن المغاربة العالقين في الخارج وقال أن الحكومة تتكفل بمصاريف تطبيبهم هناك في بلاد المهجر، "معرفتش منين كيجيب دوك لفلوس؟، ومني كيدوز ليهم لفلوس"، و"معرفتش واش فرنسا أو بلجيكا أو هولندا غادا تسنى العثماني تا يصيفط ليها فلوس المرضى".

 

كانت لحظة حزينة حين أعلنت الصحافية عن نهاية "السكيتش"، عفوا الاستجواب، ابتسم العثماني واختفى و"بقيت كنضحك كنضحك" لأنني "معرفتش هو علاش دار الاستجواب أصلا"،  مادام أنه "ما قال والو فيه"، "هاد الشي كان يديرو غير في لاباج ديالو بحال ديما" وقضي الأمر، فاللهم لا تحملنا ما لا طاقة لنا به، والطف في ما قدرته علينا من أقدار، وما ابتليتنا به من مصائب واحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، ورحم الله من قال آمين...