الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

محمد حفيظ : قرار التمييز بين الصحافيين اعتداء على حرية الإعلام وحنين إلى الماضي(مع فيديو)

محمد حفيظ : قرار التمييز بين الصحافيين اعتداء على حرية الإعلام وحنين إلى الماضي(مع فيديو) محمد حفيظ
 إن قرار وزارة الداخلية القاضي بالتمييز بين الصحافيين هو اعتداء على حرية الصحافة والإعلام و خرق لما ينص عليه الدستور المغربي. ولست أدري عاة أي أساس تم التمييز بين صحافيي القطاع العام والإذاعات الخاصة وصحافيي الجرائد  الورقية و الإلكترونية.
فهناك جسم صحافي واحد يشتغل على مجالات وأشكال متنوعة.
وفي هذه الظرفية الصعبة ورغم الملاحظات التي يمكن وضعها على الصحافة، فإنها تقوم بأداور متعددة كالتحسيس والتوعية والتثقيف وتغطية الأحداث والوقائع و البحث عن المعلومة و نقلها إلى الجمهور.
وما أعرفه شخصيا أن الصحافيين في مختلف المنابر الورقية والسمعية البصرية يقومون بهذه الأدوار.بل إن الصحافة الإلكترونية ونظرا لطبيعتها التكنولوجية كانت أكثر سرعة في في نقل الأحداث من مختلف مناطق المغرب،وبفضلها عرف عدد كبير من المغاربة ما يجري على أرض الواقع. 
لذا أقول إنه يجب أن يرفع هذا الاعتداء الذي ربما ليس له مثيل في العالم.فحتى في الحروب لا يمنع الصحافيون من ممارسة عملهم في التغطية و نقل الصورة و المعلومة.
إن قرار التمييز بين الصحافيين هو حنين إلى الماضي  واستحضار لتجربة غير مأسوف عليها لما تم إلحاق قطاع الإعلام  بوزارة الداخلية في عهد الراحل ادريس البصري، وفي عهد كانت تحمل وزارة الداخلية اسم أم الوزارات.
فالظرفية التي نعيش اليوم تجعل جميع المغاربة أمام تحديات عليهم مواجهتها بشكل موحد؛كل من موقعه،بداية بالمهنيين الذين يضطرون إلى الخروج كالأطباء والممرضين والسلطات العمومية والأشخاص الذين يؤمنون لنا المعيش اليومي و غيرهم، و حتى المواطنين الملتزمين بالحجر داخل بيوتهم هم أيضا يقومون بدورهم ..فالكل في مواجهة الوباء.ولكن لا يجب استغلال هذا الظرف الصعب للمس بالحقوق والحريات.
والأكيد أننا سننتصر باحترام هذه الحقوق و بتلبية الحاجيات التي لم تكن الحكومة تفكر فيها قبل الجائحة من قبيل الدعم المنتظم للفئات الهشة.
ولما تتخذ الحكومة أي قرار،فقد تصيب و قد تخطىء مثلما وقع في مسألة الكمامات عندما تراجعت عن القول حول دورها في مواجهة الوباء.لذا عليها أيضا تصحيح قرار وزارة الداخلية التمييزي حتى نتمكن جميعا من مواجهة الوباء كجسم مغربي واحد؛مسلح بجميع عتاده بما فيه الإعلام بمختلف وسائلة وأشكاله ليستمر في القيام بأدواره
 
 
 
 
محمد حفيظ، أستاذ باحث  بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء و صحافي سابق