الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

د. عبد الرحمان مهدي: لهذه الأسباب أنا ضد تمديد الحجر الصحي

د. عبد الرحمان مهدي: لهذه الأسباب أنا ضد تمديد الحجر الصحي د. عبد الرحمان مهدي

الملاحظة الأساسية هي أننا بالمغرب لا نعيش فعلا حجرا صحيا حقيقيا من طرف جميع المواطنين للحد من تفشي فيروس كورونا كوفيد 19.

 

فأنا شخصيا أراه في شكله الحالي حجرا جزئيا. فالناس يغادرون بيوتهم من أجل العمل أو للصحة أو لضرورات قصوى. وفي الوقت نفسه هناك أفراد آخرون من أسر هؤلاء يخرجون للشارع لقضاء اغراض وحاجيات ولو باحتياطات من قناع وبعد مسافة.

 

ولكن، عندما يصادف وجودي مثلا بوسط الدار البيضاء من أجل العمل، ألاحظ أن هناك سيارات تملأ الطرقات وأشخاصا بعدد متوسط يتحركون في جميع الاتجاهات. وبالتالي لا يبدو لي أن هناك حجرا صحيا تاما، ولكنه فقط حجر جزئي حسب عدد الناس الموجودين بالشارع وحتى حسب الإجراءات الاحترازية التي لا تحترم 100%.

 

كما أن بعض الأحياء الشعبية مازالت تعج بالأشخاص غير المحترمين للحجر رغم الدوريات التي تقوم بها السلطات.

 

لهذا أنا مع تحرير الناس وإقرار حجر نسبي، تدريجي وواضح وخاضع للمراقبة وليس شاملا لأنه في هذه الحالة سيكون إقبال كبير على المحلات التجارية وغيرها من الفضاءات العمومية.

 

أما تمديد الحجر بنفس الشروط ونفس المشهد العام، فأنا ضد التمديد بالشكل التي نعيشه.

 

ولحد الساعة، فبلادنا تسير في الطريق الصحيح والوضع العام يبقى تحت السيطرة بفضل الإجراءات التي اتخذتها الدولة وقطاع الصحة وجميع السلطات الأمنية والإعلام والمواطنون الملتزمون والمنضبطون لقرار الحجر.. فالجميع يقوم بمجهودات جبارة.. أقول رأيي بإنهاء الحجر، علما أن المغرب يتجه نحو تمديده لأن رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني لمح أمام البرلمان إلى إمكانية تمديد الحجر الصحي، فقد دعا المواطنين إلى الصبر وضرورة الالتزام بتدابير الحجر الصحي لمواجهة وباء كورونا، حيث قال إنه يتمنى من المغاربة الصبر والالتزام بالحجر الصحي، ويمكن زيادة أسبوعين أو ثلاث أو حتى أربعة لمحاربة الوباء وحماية البلاد.

 

والمهم هو الاستمرار في مواجهة هذا الوباء بشكل جماعي وتضامني، وأن يعي جميع المواطنين بخطره على الصحة وأخذ الدرس من المعاناة والكوارث التي تعيشها مع الوباء  دول تفوق قدرة المغرب.

 

- الدكتور عبد الرحمان مهدي، طبيب جراح