الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

كمال السعيدي: الفايد الذي شغل الناس

كمال السعيدي: الفايد الذي شغل الناس كمال السعيدي

خلال اطلاعي على فيديوهات الدكتور الفايد لاحظت أن الرجل صاحب رسالة ولديه قناعات راسخة.. أفكاره لم تتغير منذ ثلاثين سنة تقريبا.. طور بعضا منها لكن دون المساس بمضمونها.. أعداؤه الأبديون هُم ثلاثة: من يسميهم بالعلمانيين مقابل الإسلاميين، الغرب وعلومه الدقيقة مقابل علوم الشرع، الأطباء وشركات الدواء مقابل التداوي بالأعشاب والتغذية..

 

الفايد ليس شخصا جاهلا، لأنه خريج جامعي وأستاذ باحث.. وليس كل ما يطرحه الفايد من أفكار خطأ ومرفوض، ولكنه حين يخطي يرتكب فظاعات معرفية.. وحين يخطئ يرفض الاعتراف والاعتذار.. ذلك لأنه يتصرف كنبي، ولولا أنه رجل مؤمن لكان ارتقى إلى مراتب النبوة أو حمله أتباعه إليها.. أفكاره لم تتغير منذ ثلاثين سنة.. لكن في المقابل لاحظت أنه تطور على ثلاث مستويات أخرى.. الأول ازداد ثقة بنفسه في مخاطبة الجمهور وقد كان مرتبكا وخجولا في البداية.. الثاني على المستوى الشكلي والرمزي، وهذا لاحظناه مع باقي رموز التيار الإسلامي والإخواني على وجه أدق.. فمع مرور الوقت عرفت اللحية نوعا من التهذيب وصل أحيانا حد الحفاظ عليها في أدنى مستويات النمو متخليا عن مفهوم قديم لهذا الرمز الديني..

 

وأخيرا على مستوى الهندام حيث كان يظهر في البداية بالجلابة التقليدية المغربية ثم بعد ذلك بدأ يظهر باللباس الأوروبي بدون ربطة عنق على شاكلة أحمدي نجاد، قبل أن ينتهي به الأمر إلى لباس أنيق وبدلة عصرية مع ربطة عنق وشعر مصطف..

 

صحيح أن هذه مجرد شكليات، ولكنها وحدها ما تغير في الدكتور على امتداد عقود من ظهوره على قنوات التواصل ومنصات العروض التي استطعت الاطلاع عليها.. وهذا يعكس تحولا عميقا على مستوى بعض القيم الاستهلاكية والرمزية نتج عن تطور وصعود في وضعه الاجتماعي، لم يواكبه للأسف تطور مماثل على المستوى الفكري...