السبت 20 إبريل 2024
مجتمع

لعريبي: هذه اقتراحاتي لتجاوز الصعوبات التي تعيق نجاح التعليم عن بعد

لعريبي: هذه اقتراحاتي لتجاوز الصعوبات التي تعيق نجاح التعليم عن بعد مصطفى العريبي مع صورة تلميذ يتلقى الدروس عن بعد (أرشيف)

يرى مصطفى العريبي، الباحث التربوي والناشط الحقوقي، في حوار مع "أنفاس بريس"، أن هناك بعض الصعوبات الكبيرة التي تعيق بلوغ الهدف من عملية التعليم عن بعد التي فرضها الحجر الصحي. مقترحا بعض الحلول من أجل تكافؤ الفرص بين المتمدرسين.

 

+ كباحث وفاعل تربوي ما هو حكمك على مسار التعليم عن بعد؟

- استصدار حكم، من الناحية المنهجية، على واقعة معينة، يقتضي: الإحاطة بظروف وزمن حدوثها وعدم التسرع في تقييمها. فعملية التعليم عن بعد، حدث مباغت لكل مراكز القرار في العالم، وبموجبه تقرر توقيف الدراسة الحضورية احترازا ووقاية للأرواح البشرية واللجوء إلى عملية التعليم عن بعد بجميع الأسلاك والمستويات الدراسية بالوسائل المتاحة؛ وهو قرار مؤقت لاسيما أن العملية التعليمية التعلمية لا تختزل في سرد المعارف والتعلمات، بقدر ما هي تربية وتكوين نفسي واجتماعي.

ولعل الأسر والمجتمع ككل أصبحوا واعين بالدور المحوري لرجال ونساء التعليم عند تأدية رسالتهم النبيلة بالتضحية ونكران الذات.

 

+ هل تعتقد أن جميع التلاميذ يستفيدون من هذه العملية؟

- بالتأكيد أن الهدف المنشود من عملية التعليم عن بعد هو تغطية كل البيوت وتعميم استفادة كل المتمدرسين من تلاميذ وطلبة ومتدربين من هذه العملية، إلا أن هذا الهدف اصطدم بصعوبات كبيرة حالت دون ذلك نسرد منها :

* عدم تمكين غالبية أطر هيئة التدريس من تكوين في استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات،

* نقص كبير في مجال تكوين وإنماء القدرات المهنية للفاعلين التربويين: مفتشين، أساتذة، إداريين،

* صعوبة ولوج غالبية الفئة المستهدفة (تلاميذ العالم القروي بالخصوص) للبوابة الإلكترونية التي أعدتها الوزارة نظرا لضعف الخادم serveur من جهة وانعدام تغطية كاملة لشبكات الاتصال،

* صعوبة استفادة تلاميذ المناطق السكنية التي تعيش الهشاشة والفقر من دروس القناة التعليمية لعدم توفرها على تجهيزات تفي بالغرض،

* صعوبة عملية التعليم عن بعد تزداد تعقيدا بالنسبة للمسالك والتخصصات ذات الطابع التقني والتطبيقي حيث تستحيل عملية التعلم نظريا،

* عدم التفكير في تلاميذ التربية غير النظامية وتلاميذ التعليم الأولي وتلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة...

 

+ ما هي الإجراءات الكفيلة لضمان تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ؟

- الظرفية استثنائية والبلد في حالة طوارئ صحية والتدابير الاحترازية المتخذة مهمة في شكلها، لكنها تعرف إكراهات جوهرية لتحقيق تكافؤ نسبي لفرص الاستفادة من طرف كل المتمدرسين؛ وعليه هناك إجراءات استعجالية تتطلب الانخراط الفعلي لكل الفاعلين من قطاعات حكومية ومقاولات اقتصادية (شركات الاتصالات، شركات انتاج الأجهزة الالكترونية...) وهيئات ومنظمات... أوجزها في:

* تغطية جميع المساكن بشبكة الربط الكهربائي،

* تمكين الأسر المعوزة من أجهزة استقبال تلفاز وهوائيات،

* تمكين جميع تلاميذ السلك الثانوي والجامعي من جهاز هاتف ذكي،

* تقوية صبيب الإنترنيت وجعله مؤقتا في متناول جميع المتمدرسين مجانا،

* ملاءمة إنتاج الموارد الرقمية وفق المواصفات الدولية لتحسين وتجويد عملية التعليم عن بعد...

ولعل عملية تكافؤ الفرص تتعدى الطابع الإحصائي للعدد الكمي الذي أنجزته الوزارة ومصالحها الجهوية والإقليمية من دروس وتسجيلات، ويعتبر اختزالا للصعوبات الحقيقية التي تعيشها منظومة التربية والتكوين التي لم تساير توجهات الملك محمد السادس في رسالته للمشاركين في مناظرة فاس 23 أبريل 2001.