الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
جالية

حسن شاكر: العالقون بسبب الهجرة والعالقون في السياسة في زمن كورونا

حسن شاكر: العالقون بسبب الهجرة والعالقون في السياسة في زمن كورونا صورة لمحنة المهاجرين المغاربة العالقين بالخارج، والوزيرة نزهة الوافي، وحسن شاكر(يسارا)
استمعنا لحديث رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، هو يقرأ متلعثما الفقرة المخصصة للمغاربة العالقين بالخارج وأيضا لمغاربة العالم...
ثم استمعنا لزميلته في الحزب والحكومة وصاحبة حقيبة الجالية تجيب على نفس السؤال في البرلمان ايضا...فخرجنا بنتيجة واحدة وهي أنه يبقى الحال على ماهو عليه وعلى المتضرر اللجوء إلى صاحب الجلالة مباشرة...لأن أجوبة كل من العثماني و نزهة الوافي عبارة عن كلام إنشائي وخطاب سياسي ديماغوجي مبتذل وممل لا يصلح لعصر الرقمنة، كما لا يصدقه مغاربة العالم المتعودين على خطاب سياسي من نوع عالي..
أعتقد أن ثلعتم العثماني في قراءته للرد، يعني في حد ذاته أنه غير مقتنع بما يقول..وأنه يعلم أنه لا يقول شيئا...لأن مغاربة العالم يعيشون في بلدان يعتمد الخطاب السياسي فيها على لغة الأرقام والاحصائيات وليس الخطاب التبريري والإنتظاري...
أما السيدة نزهة فقد أظهرت من جديد من خلال القراءة الإنشائية أنها بعيدة عن ملفات الجالية وأنها تنتظر مع المنتظرين..
إن مغاربة العالم أوالعالقين يعيشون مأساة حقيقية مع كورونا..فهل تملك الوافي أو العثماني الجرأة على استدعاء شركات التأمين وإجبارهم على تنفيذ عقودهم والتكلف بمصاريف التطبيب خاصة في تأشيرات السياحة...عوض التصريح بأن وزارة الخارجية تتكلف المصاريف علاج العالقين...إذ تعد بوليصة التأمين احد اهم وثائق طلبات التأشيرة...؟
وهل يعتقد السيد العثماني أنه يخاطب سكان المريخ عندما يقول انهم وفروا فريق طبي (يا سلام )، في حين نرى أفواج أطباء ترسل إلى ايطاليا مثلا من كوبا والصومال ...؟
وهل يعلم العثماني وزميلته الوافي أن وزارة الخارجية أصدرت بلاغا بالسماح بالرفع من سقف الحصة السنوية من العملة الصعبة التي تمنح للسياح المغاربة....فرغم أني بكل صراحة لم أفهم أسباب نزول البلاغ إلا أنه يعارض من حيث الشكل ما قاله العثماني بأنهم يتكلفون بمصاريف العالقين أو أن الأمر  يخص فئات دون أخرى ويخضع لترتيبات معينة...!
المغاربة العالقين بكل من سبتة ومليلية المحتلتين يعيشون بالمئات في العراء ومعرضين لوباء كورونا اكثر من غيرهم ...و قد تناولت معاناتهم وسائل الاعلام الاسبانية بشكل يسيء لحكومة العثماني..
السيدة الوافي أساءت لنفسها أيضا، عندما قالت أن مصلحة الجوازات بالسفارات والقنصليات تعمل إلى وقت متأخر من الليل..سيدتي هذا يسمى استهزاء بذكاء مغاربة العالم...فاذا كانت الحدود مغلقة؛ فلما تصلح الجوازات إذن...اللهم لاستخلاص طوابع بريدية تثقل جيوب المهاجرين في زمن كورونا...بل كان عليك تبشيرنا بإعفاء العالقين بالخارج، وأيضا، مغاربة العالم أو  بتخفيض من ثمن ثنبر جواز السفر...
مرة اأخرى يظهر عجز نزهة الوافي في تدبير حقيبة الجالية..وننتظر مبادرات ملكية لحل مشكلة العالقين سواء بالمغرب أو بالخارج...كما فعل في سابقة قوية مع الطلبة المغاربة في الصين..
لأنه يظهر انه ليس لدينا  عالقين في الهجرة فقط، بل هناك عالقين في السياسة ايضا، " فغير صبرو  معانا " كان هو الجواب الوافي والكافي من السيدة نزهة الوافي...يجعل المطلوب ليس فقط الجرأة بل الخجل، لأن ما هكذا تورد الإبل يا سعد...