الخميس 25 إبريل 2024
اقتصاد

اليوسفية: بوار حرف الحدادة بجماعة السبيعات وهذا نداء الحرفيين

اليوسفية: بوار حرف الحدادة بجماعة السبيعات وهذا نداء الحرفيين هل يستفيد هؤلاء الصناع من صندوق كورونا

من الفئات الحرفية التي رصدت جريدة "أنفاس بريس" تضررها بشكل كارثي من أزمة جائحة كورونا بإقليم اليوسفية ، وتحديدا بالجماعة الترابية السبيعات، هم فئة صانعي صفائح سنابك الخيل، ووسائل العمل من عينات حديدية مرتبطة بالمجال الفلاحي ، دون الحديث عن جائحة أزمة الجفاف الذي ضرب منطقة أحمر للسنة الثانية على التوالي والتي تنتظر تدخلا من الحكومة لإنصاف الفلاحين المتضررين بشكل عام.

هم فئة أطلق عليها اسم "الحدادة" نسبة لدوار الحدادة بقيادة السبيعات بإقليم اليوسفية. هذا الدوار الذي اشتهر رجاله وشبابه بتطويع الحديد فوق صهد ولظى النار الملتهبة ألسنتها، التي تكتوي بلهيبها قلوبهم اليائسة من إشارات التضامن والتكافل في زمن جائحة كورونا التي ارتفع فيها مؤشر الاستهلاك، مع إغلاق باب الحركة التجارية تحت ضغط حصار حالة الطوارئ الصحية وفق توجيهات السلطات العمومية.

"لا بد من تعبئة موارد مالية من الميزانية التي خصصتها الجماعة الترابية السبيعات بكل شفافية ووضوح، لدعم الفقراء والمعوزين والمنتسبين لقطاعات حرفية عرفت ركوضا في هذه الفترة العصيبة التي تمر منها البلاد والعباد" يقول أحد الحدادين من منطقة الحدادة.

لأن بصراحة، الأصداء التي تصل من هنا وهناك، حسب مصادر جريدة "أنفاس بريس" لا تبشر بتكافؤ الفرص ومنح من يستحق الدعم قبل المقربين والمنعم عليهم برضا نتائج الاستحقاقات السابقة. وهذا واقع الحال في بعض الجماعات الترابية التي بدأت تتهافت على تلميع صورتها المتردية في الأوساط الاجتماعية المهشمة.

لقد اشتهر "الحدادة" وداع صيتهم منذ أن سلط الأضواء ملك البلاد على حرفتهم التقليدية، من خلال زيارة خاصة لمحلاتهم الحرفية التي رأت النور ذات سنة بمنطقة السبيعات بإقليم اليوسفية، حيث عرفت صناعتهم الحديدية رواجا مهما من خلال الحركة التجارية التي واكبتها في علاقة بمنتوج صفائح سنابك الخيل أو إنتاج وسائل عمل فلاحية بمختلفة الأحجام والأشكال والأغراض.. على اعتبار أنهم يتقنون ويتفننون في صناعة كل شيء مرتبط بمادة الحديد التي يتطلب تحويلها إلى منتوجات قابلة للترويج التعامل اليومي مع لهيب النار بطقوس وعادات متجذرة بالمنطقة لا يستهان بها، علما أن وسائل عملهم بدائية وترتكز على قوة العضلات وإيقاع مدروس الميزان .

لكن اليوم في ظل "كورونا" و حالة الحجر الطبي و الطوارئ الصحية، التي فرضت توقف تجارة صفائح سنابك الخيل، و التي كان يتهافت عليها بعض الوسطاء لعرضها للبيع بمدينة مراكش أو أسواق أخرى بمدن مغربية متعددة كانت بدورها تعرف منسوبا مرتفعا على الطلب.. وجد هؤلاء "الحدادة" اليوم أنفسهم ـ سواء الذين يشتغلون في محلات سكنهم بالدوار أو بالمحلات الصناعية الموجودة على الطريق الرابطة بين اليوسفية والشماعية ـ (وجدوا) أنفسهم معرضين للفقر وضيق الحال نتيجة بوار سلعتهم التقليدية وتراجع مدخولها.

"دخلنا اليومي لا يتعدى ثمن كيس من الدقيق من وزن 10 كلغ وعلبة شاي رديء وقالب سكر للتحلية..." يقول بحرج نفس الصانع التقليدي الذي أكد على أن هذه الفئة "لا نجني من صناعة سنابك الخيل اليوم إلا الفتات، مقابل مصاريف باهظة لفواتير الكهرباء... نعيش بسلاح الصبر في هذه الفترة التي نحتاج فيها للدعم من طرف الجماعة الترابية التي خصصت ميزانية استثنائية لتدبير مرحلة الوباء وتطبيق توجيهات حالة الطوارئ الصحية والمكوث في بيوتنا التي دخلها النكد من الباب الواسع وانعكس على أسرنا وعائلاتنا". يؤكد نفس المتحدث للجريدة.

بكل أسف، ونحن نستكشف خرائط حياة البؤس من خلال تجاعيد هؤلاء الحدادين الذين اكتوى جلدهم واحترق بنار تذويب مادة الحديد و إجهاد العمل الشاق.. قرئنا في عيونهم التي تحجرت فيها دموع القهر والتهميش، رسائل ضاجة بالمعاناة مع حرفة لم تعد تجدي نفعا مع واقع حال بئيس ومتردي لا يعير أي اهتمام للناس البسطاء في وطننا العزيز.

نداء إلى جميع الجماعات الترابية بإقليم اليوسفية:

 

أولا نشكركم على الإعتمادات المالية التي تم رصدها لمساعدة المعوزين في هذه الظرفية تحت إشراف عمالة إقليم اليوسفية التي أطرت اللقاء مع رؤساء الجماعات بشكل واضح وشفاف اعتمادا على مذكرة وزارة الداخلية، على اعتبار أنكم تتحملون المسئولية كآمرين بالصرف. لذلك ندعوكم للانخراط في هذه اللحظة بشكل مسئول ونزيه ينم على الحس الوطني وقيم التضامن والتكافل والتآزر... لكن بالمقابل ندعوكم لمحاربة العادات السيئة التي كانت تسير بها مثل هذه المبادرات و الصفقات المشوبة بالزبونية والمحسوبية.. و نناشدكم لاعتماد الشفافية ونزاهة الضمير في تدبير هذه المرحلة باعتماد آليات الحكامة في تدبير الأزمة من خلال إعلان أثمنة السلع والمشتريات حسب دفتر التحملات، وإشهار لوائح المستفيدين من هذه المساعدات، والأكثر أهمية الكشف عن أسماء الموردين والممولين الذين سيستفيدون من صفقات الدعم المخصص للمعوزين والفقراء في زمن كورونا.