الخميس 28 مارس 2024
كورونا

العطاري عبد الإله : الحاجة إلى استخدام التقنيات الرقمية في مكافحة جائحة "كورونا"

العطاري عبد الإله : الحاجة إلى استخدام التقنيات الرقمية في مكافحة جائحة "كورونا" العطاري عبد الإله
دعا العطاري عبد الإله، استشاري، خبير في الأنظمة المعلوماتية، ومدير شركة E-solution، في حوار مع "أنفاس بريس"، إلى ضرورة استخدام التقنيات الرقمية في مكافحة جائحة "كورونا".
وأكد محاورنا على  بذل جهود إضافية لتنسيق التعاون بين شركات التكنولوجيا ومؤسسات البحث في القطاع الطبي المغربي لتسريع تشخيص الفيروس وتطوير الأدوية واللقاحات.

 
كيف يمكن للمقاولات الناشئة وحلول التكنولوجيا بالمغرب أن تساهم في تعزيز جهود مكافحة جائحة "كورونا"؟
استجابة للأزمة المرتبطة بجائحة "كورونا -كوفيد19"، يجب علينا اليوم أن نعطي الفرصة وأن ندعو جميع الشركات المبتكرة والتكنولوجية التي لديها حلول المساهمة في مواجهة المشكلات والتحديات المطروح وفق قائمة من الحلول المبتكرة التي سيتم اقتراحها على الحكومة من خلال الاستفادة الكاملة من تكنولوجيا المعلومات، بما في ذلك البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي (AI) للمساعدة في احتواء وباء فيروس كورونا الجديد، مثل مراقبة الوباء، وتتبع مصادر الفيروس والوقاية والعلاج من الوباء.
بالإضافة إلى ذلك، يجب بذل جهود إضافية لتنسيق التعاون بين شركات التكنولوجيا ومؤسسات البحث في القطاع الطبي المغربي لتسريع تشخيص الفيروس وتطوير الأدوية واللقاحات.
وفي الوقت نفسه، يجب على الأطراف المعنية الالتزام بدعم استئناف الأنشطة التجارية، ولا سيما تلك الموجودة في قطاعات النقل عبر الإنترنت والخدمات اللوجستية والتسليم السريع، من أجل ضمان توريد معدات الإنتاج والمنتجات الأساسية. 
لماذا لم يتم  إطلاق برنامجا مماثلا بالمغرب موجه للمقاولات الناشئة المبتكرة والتي تستثمر في حلول التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي؟ ماذا عن تجارب دولية مماثلة؟
نستحضر في هذا السياق تجارب مماثلة تم تطويرها في دول مثل الصين. يتكون النظام بشكل أساسي من الطائرات بدون طيار وأدوات البث والتحكم الأرضي ومنصة معالجة الصور.
منذ بداية الوباء، استخدمت شركات الإنترنت والخدمات اللوجستية الصينية قدراتها التقنية القوية في إدارة سلسلة التوريد، بالإضافة إلى قاعدة مستخدميها الكبيرة ، لتسهيل محاربة انتشار الفيروس والكشف عن الأشخاص المحتملين المصابين.
بفضل تقنية التصوير الحراري بالأشعة تحت الحمراء، يمكن للطائرة بدون طيار مراقبة تدفق الأشخاص تلقائيًا وتحديد الأشخاص الذين يعانون من الحمى دون اتصال مباشر، بمجرد أن يكتشف النظام شخصًا مشبوهًا ، فإنه يحفظ المعلومات في نظام البيانات الضخم الخاص به
تساعد أدوات البث أيضًا على تثقيف الناس حول تدابير الوقاية وتشجيعهم على إنهاء السلوك غير اللائق.
في حين تثار العديد من الأسئلة حول المخاطر والقيود على الملكية الخاصة التي يثيرها استخدام التكنولوجيا في مكافحة كوفيد-19 ، فإن بعض المبادرات تثبت قيمتها المضافة الحقيقية.
يمكن لهذه التقنيات تتبع الحالات وتحديد موقعها الجغرافي لفهم الوباء وتوقعه، وكذلك التمكن من العودة إلى الدراسة الوبائية وتحديد استراتيجية: "أين نحن في الوقت الفعلي من حيث انتشار الفيروس؟"
في قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية واستخدام البيانات المقدمة من مشغلي الهاتف، تتيح البيانات الرقمية الموجودة على الهواتف تحليل انتشار الفيروس وحتى توقعه. باستخدام البيانات المقدمة من مشغلي الهاتف الصينيين ، سنتمكن من تتبع مسار Covid-19 من وإلى المغرب.
في فرنسا، تمكن مشغل الهاتف Orange من تقدير أن أكثر من مليون من سكان "إيل دو فرانس" غادروا منطقة باريس بين 13 و 20 مارس. وقد أتيحت هذه الأرقام للسلطات الصحية الفرنسية حتى تتمكن من توقع تفشي الفيروس.
في قطاع السياحة، بالولايات المتحدة على سبيل المثال، تقوم مجموعات بتركيب الكاميرات الحرارية والروبوتات في جميع مداخل الفنادق لتقييم درجة حرارة عملائها وموظفيها عند دخولهم المبنى، فأحد الأعراض الرئيسية  لكوفيد19 هو الحمى.
هذه هي المزايا الجديدة للفنادق للحد من انتشار الفيروس الجديد في منشآتها. بالإضافة إلى إغلاق المطاعم والنوادي الليلية والمسارح.
في قطاع الصحة، بإسرائيل على سبيل المثال ، تم تركيب أجهزة استشعار تحت الفراش لقياس التنفس وضغط الدم ، وهذا النظام هو درع حقيقي للأطباء الذين يجب عليهم رعاية المرضى الذين يعانون من فيروس كورونا، و لذلك يمكن حل مشكلة حماية العاملين في المجال الطبي من هذا المرض شديد العدوى أو تقليله.
يمكن القيام بذلك أيضًا من خلال أساور أو أجهزة استشعار متصلة في أذرع المرضى أو متصلة بحزام المستخدم أو حمالة الصدر ، مباشرة على الجلد ، من أجل قياس وتحليل معدل التنفس طوال اليوم للمستخدم، والذي يمكنه بعد ذلك نقل المعلومات من خلال تطبيق مخصص يسمح بالمراقبة عن بعد وبدون اتصال دائم بالمرضى.
لا يحتاج موظفو المستشفى إلى لمس المريض ولا حتى التواجد في نفس الغرفة، وذلك بفضل البيانات التي يرسلها النظام ، إذا ساءت حالة المريض ، يتم تنبيه الأطباء على الفور، إذ يعرفون بالضبط أي مريض قد يكون في خطر.
هل من نموذج لشركة E-solution  قامت بتطويره باستعمال التكنولوجيا الحديثة لمكافحة الأوبئة؟
في عام 2015، قامت شركتنا E-solution، في إطار مشروع يسمى SIG - DSPEM (نظام المعلومات الجغرافية للكشف عن الأوبئة والأمراض ورصدها والتنبؤ بها) أطلقنا مبادرة مماثلة تهدف إلى ربط الجهات المعنية (وزارة الصحة، المستشفيات، الأطباء، والمنظمات الصحية)، "نظام الربط بين أصل الوباء ونمط الحياة وتطوره..."، وبالتالي تقييم تطور الوباء بشكل عام بفضل قاعدة بيانات للمرضى أو المرضى المحتملين، مما يجعل من الممكن إيقاف الأمراض قبل انتشارها بوقت طويل.
في المغرب، لدينا الكثير من الضجيج والإعلانات الكبيرة ولكن دون أي نتائج ملموسة في هذا المجال،ولكن لدينا أفضل المهارات في العالم للقيام بعمل أفضل ومحاولة إبطاء انتشار الوباء.
في هذه المرحلة يجب أن نضع أنفسنا في معركة دائمة وفي حرب دائمة لمحاربة هذا الوباء من خلال تعزيز جهود الباحثين والمهندسين والأطباء.