السبت 27 إبريل 2024
مجتمع

كورونا يعيد مستشفى الأمراض التنفسية المغلق بابن احمد إلى الواجهة

كورونا يعيد مستشفى الأمراض التنفسية المغلق بابن احمد إلى الواجهة مشهد من المستشفى المغلق وفي الإطارين الطاقم الطبي وشبه الطبي والتمريضي والالات التي كانت متوفرة أيام زمان

رفعت فعاليات مدنية وسياسية من ساكنة ابن احمد والشاوية، نداء عبر مختلف وسائل الاعلام وصفحات التواصل الاجتماعي، تطالب من خلاله الحكومة المغربية بإعادة فتح مستشفى الأمراض التنفسية الذي سبق لوزارة الصحة أن أغلقته سنة 2004، بمبررات لم تكن مقنعة حينها، وانتفت حاليا مع انتشار وباء كورونا المستجد، ناهيك عن تزايد الامراض التنفسية، لاسيما الحالات التعفنية والمعدية التي مازالت إحصائيات منظمة الصحة العالمية تؤكد ارتفاع نسب خطورتها وتفشيها.

 

ويأتي هذا النداء الذي تحول إلى "هاشتاغ" إلكتروني يتقاسمه المغاربة فيما بينهم، متزامنا مع جائحة كورونا، مطالبين الوزارة بإعادة إصلاح وفتح المستشفى، على غرار ما يعرفه مثيله مستشفى بنصميم للأمراض التنفسية بإفران الذي شرعت وزارة الصحة في إصلاحه قصد فتحه أمام تزايد الحالات المصابة وعدم قدرة المستشفيات على استيعاب الأعداد المصابة بمرض كورونا التي يعرفها المغرب، وهما مستشفيان متخصصان في الأمراض الصدرية، سبق لوزارة الصحة أن أغلقتهما بقرارات غير مقنعة حينها، من مثيل إمكانية العلاج بالمنزل، وهو ما تنفيه التقارير الدولية وتصريحات المختصين، قرار اتخذ من دون أية رؤية استشرافية توقعية، تستحضر كل الاحتمالات الممكنة والصعبة، ولم تأخذ بعين الحسبان ارتفاع نسب المصابين بالأمراض التنفسية لاسيما الخطيرة منها: التعفنية والسرطانية، التي أرهقت صحة المغاربة  في ظل غياب المتابعة الصحية وارتفاع كلفة العلاج.

 

أصحاب النداء لا يخفون تذمرهم من التهميش الذي طال هذا المستشفى ذي المعمار الهندسي الفني، والتقني، الذي أبدع المهندس الفرنسي في تصميمه بالمواصفات الهندسية والطبية المتكاملة الأركان، متانة وجمالية وتوزيعا، يبرزها تناسق طوابقه الاربعة وقبوه، بأجنحة موزعة على أقسام وغرف للاستشفاء والإنعاش والعزل، بالشروط المطلوبة صحيا والتي تم استحضارها مع وباء كورونا. ويبررون مطالبهم بما يعرفه العالم اليوم من أخطار وبائية أصبحت سلاحا فتاكا تصيب فيروساتها الجهاز التنفسي بالخصوص، ويلحون في ندائهم على ضرورة إعادة فتح المستشفى الرئوي باعتباره معلمة طبية متكاملة الشروط لمواجهة فيروس كورونا وكل الأوبئة المحتملة، وذلك لموقعه الاستراتيجي بحيث يتواجد بمركز الملتقى بين ثلاث جهات الدار البيضاء سطات بـ 70 كلمتر، وبني ملال خريبكة بـ 40 كلمتر، والرباط سلا القنيطرة بـ 90 كلمتر، ولما يمكن أن يلعبه من أدوار لتخفيف الضغط على مستشفيات عواصم الجهات ومستشفياتها الإقليمية التي من المفروض أن تركز جهودها على طالبي العلاج في الأمراض الاخرى لتفادي اختلاطهم بالمصابين بالأمراض المعدية، كما أن إعادة فتحه لن تتطلب كثيرا، وذلك لوجود العقار والبناية التي تحتاج فقط إلى ترميم وإصلاح وتجهيز، وذلك من أجل الحفاظ على مكتسب معماري أصيل تأسس بناء على دراسات خبراء متمرسين في الطب والمختبرات والهندسة بمختلف تخصصاتها، ولطاقته الاستيعابية الكبيرة من الأسرة التي يتوفر عليها المستشفى، لاسيما بغرف العناية المركزة، ليكون رافدا طبيا لمختلف الامراض التنفسية، وكذلك لما يمكن أن يلعبه من أدوار تنموية بالمنطقة والإقليم والجهة.

 

نداء نتمنى أن يجد أذانا صاغية متبصرة، تستحضر المصلحة الفضلى للمواطنين وللوطن تستدرك ما أفسده السلف من مسؤولي الصحة الذي أشروا على إغلاقه من غير أية تدابير بديلة تحمي رصيدا ماليا ضاع بالإهمال والتهميش، وأصبح ملاذا للمتسكعين والمنحرفين، ناهيك عن تربصات بعض من يخططون للانقضاض عليه حالما تتحين لهم الفرص.