مصطفى المنوزي أيها الإسلامويون، إذا كنتم تعتبروننا، أقلية ضمن "أمتكم" العظمى المزعومة، فاحترموا على الأقل حقنا في الوجود، والذي لا يستقيم دون الحق في الحياة، وعلى الدولة حماية حقوقنا كـ "أقلية" وضمان الحق في الاختلاف والاعتقاد وفي التعايش السلمي والعيش الكريم المشترك، في أمن وأمان، ووفق ما يقتضيه القانون.
أما إذا كنتم تعتبروننا أغلبية ضمن الوطن، فإن انخراطكم في البناء الديموقراطي، وبالديمقراطية، هو السبيل لضمان حقوقكم المشروعة في الاعتقاد والضمير والاختلاف. ولأن بناء الديموقراطية مسار طويل وشاق، فلنحتكم الى المشترك الوطني، ألا وهو ضمان الحق في الحياة والمساواة أمام القانون والاحتكام له؛ وواجب الدفاع المشترك عن حوزة الوطن وكرامة المواطنين، مما يستدعي التعبئة الوطنية نحو دعم الإجماع الوطني حول مواجهة العدو الخارجي المشترك، وكذلك كافة الإخطار الأجنبية والمخاطر المحدقة بسلامة الوطن والمواطنين، فليس الاستعمار، وكذا الكوارث القاهرة والأوبئة الفتاكة، إلا وجهان لعملة واحدة.
