الأربعاء 1 مايو 2024
كتاب الرأي

الدكتور الطيب حمضي: إعلان حالة الطوارئ من الضروريات لمواجهة كورونا

الدكتور الطيب حمضي: إعلان حالة الطوارئ من الضروريات لمواجهة كورونا الدكتور الطيب حمضي
اتخذت بلادنا عددا من الإجراءات المهمة والاستباقية والشجاعة لمواجهة جائحة كورونا. طبعا هي إجراءات عندها ثمن وثمن كبير، ولكن تطور الأحداث وتفشي المرض وتجارب الدول التي "سبقتنا" في انتشار المرض بينت بان هذه الإجراءات كان لا بد من اتخاذها قبل استفحال الوضع ومن اجل التحكم ما أمكن فيه. ولو ان بلادنا اتخذت في المرحلة الأولي إجراءات المرحلة الثانية والثالثة.
لماذا؟ في نظري هناك عدة أسباب:
1. خصوصية كوفيد-19 إن المرض ينتشر بسرعة وقبل ظهور الأعراض وبالتالي فان تفشي المرض في بعض ظروف قلة الضوابط الصحية وانعدامها في بعض الأحيان أو بفعل التكدس والمعيشة اللصيقة سيصبح معها من المستحيل وقف تفشي المرض.
2. ولكن الأهم ان خطورة المرض تكمن في عدم وجود: لا علاج خاص لحد الساعة ولا لتلقيح في الأفق القريب (يمكن أن لا يكون هناك تلقيح قبل سنة ونصف إلى ثلاث سنوات).
3. والاهم هو أن الحالات الحرجة تتطلب الإنعاش بأجهزة التنفس التي لا يمكن في أي بلد أن تكون كافية للاستجابة للعدد الهائل من الإصابات. فالدول المتقدمة وذات الأنظمة الصحية المتطورة عاجزة عن هذا الأمر.
4. لحد الساعة أبان الكثير من المغاربة عن تفهم للمرض وطرق الوقاية منه، لكن هناك الكثير مما يجب العمل في هدا المضمار، فالسلوك المواطن والمسؤول لا ينتشر بنفس سرعة انتشار المرض. هنا يجب التنويه بان الأفكار والمعتقدات والتصورات الخاطئة لا تهم فئة دون أخرى، فالكثير من الناس ذات المستويات المعرفية العالية تتعامل بطريقة خاطئة مع المرض بسبب عوامل عدة (اطر أكاديمية عليا تحضر من دول انتشر فيها المرض وتنكر ذلك أمام الطبيب المعالج حتى لا يخضع للفحص ضد كورونا).
5. هذه أسباب تجعل من المفهوم عدم التدرج الآلي والإتباع الحرفي في الإجراءات التي توصي بها المنظمة العالمية للصحة، فخصوصية المرض وطرق مواجهته وخصوصيات الأنظمة الصحية والظروف والثقافات المحلية تختلف وبالتالي تختلف معها وثيرة وقوة الإجراءات.
6. في وقت اشتداد التفشي لا قدر الله، هناك فئات اجتماعية أو مهنية أو عمرية قد، أقول قد، تحاول تجاوز التعليمات والمحاذير الطبية لعدة أسباب .... وبالتالي لابد من وجود إجراءات توعوية وتواصلية كبرى ولكن كذلك وجود إجراءات تمكن من احترام ما تم اتخاذه من إجراءات بقوة القانون.
لا يمكن لبلدنا أن تتخذ إجراءات قوية، سنؤدي ثمنها غاليا من الناحية الاقتصادية، حفاظا على أرواح مواطنيه وفي المقابل نسمح أو نتساهل مع عدم احترام المحاذير الصحية: الإجراءات القوية لا قيمة لها بدون إتباع واحترام النصائح الطبية والنصائح والإجراءات المرافقة.
لكل ذلك أعتقد انه من الأفيد اليوم، أن تتخذ بلادنا خطوة الإعلان عن حالة الطوارئ لتسهيل تطبيق واحترام باقي الإجراءات المتخذة حفاظا على أرواح المواطنين.
هذا رأي شخصي لا يعفيني ولا يعفي غيري من الاحترام التام والتنفيذ الحرفي لما تقرره السلطات السياسية والصحية ببلادي.