الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

الكوا: من ذاق بحبوحة "الكراسي الناعمة" يبقى مستعدا للتحالف حتى مع الشيطان 

الكوا: من ذاق بحبوحة "الكراسي الناعمة" يبقى مستعدا للتحالف حتى مع الشيطان  محمد عبد الله الكوا
 ليس من العسير على بعض أحزاب اليمين التحالف في آخر  سنة قبل تنظيم الإنتخابات بالمغرب، وكل من ذاق منها كراسي المشاركة يجد نفسه مستعدا للتحالف بلا شروط حتى مع شيطان السياسة، ومن كان عدوا وخصما بالأمس القريب قد يتحول إلى مناصر فريد، هذا الأمر يزيده طبيعة نظام الإنتخابات الذي لا يزيد الشتات المتاصل إلا بلقنة للمشهد في مخرجاته بعد التعدد الهش في مدخلاته، لكن الأمر يزداد استفحالا كلما كان عامة الناس بلا تقدير سياسي لحجم التناقض بين الأسس المتعددة، حسب القوانين المؤسسة لكل حزب حتى ليكاد يكون الحزب الاسلامي المرجعية مختلفا تماما عن قومي المرجعية مثلا، بمعنى آخر لايجد عامة الناس ضيرا في زواج العدالة والتنمية مثلا بحزب الإستقلال، كما كان نفس التقارب في النقاش السياسي بين امكانية التحالف بين الحزب الإسلامي مع الحزب الليبرالي الاصالة والمعاصرة الذي رفضه بنكيران، وغازله الحزب نفسه مع العثماني .
لا حدود لإمكانيات التحالف اليميني يميني، ولا حدود لاطماع الالتقاء المصلحي حتى مع يسار المشاركة الحكومية ، حزب العدالة والتنمية يتصيد كل الفرص بتنظيم محكم لاجندته ليكيفها مع الحاجة الى البقاء على كراسي التسيير، جاء الدور على تاصيل كل يمين ليمينيته الحقة بالتقرب والتودد الى اخوان بنكيران أو العثماني كصيغة  معدلة، والرابح طبعا حزب العدالة والتنمية وان كان بضمان تحالفات هشة في الشكل مقوية لتوسعه في المضمون، ومما يزيد من هذا الإعتقاد ، خلو الساحة من تحالفات على قاعدة التقارب السياسي في المرجعيات والاهداف، وهو ما يصدق حتى على احزاب اليسار الممانع، لأن اليسار ، لاتمثل له الإنتخابات في تاريخ المغرب الا لوعة الشتات المتجدد، بحكم التدافع الفكري الذي لا ينشط الا مع كل انتخابات حيث تشحد همم المتمرسين على المحاسبة من اجل المحاسبة احيانا، مما يفوت تمجيد وترصيد النضال المشترك لفائدة الابتعاد وتوسيع الخلاف وخلق التيارات التي لازال اليسار لا يحسن تمثل ابعادها النبيلة، كل ذلك، يجعل مايقبل عليه حزب العدالة والتنمية اليوم من تحالف وتقارب كما مع حزب الاستقلال، كفيلا بان يوسع من تحكم اليمين الإسلامي في الساحة، على حساب خريطة أحزاب تتدافع فيها الجزيرات والانتماءات بالتقارب أو التباعد عن بعضها البعض حتى في صفوف يسار اليوم الذي مازال يبحث عن نفسه واسترجاع هويته المفقودة.