الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

المنوزي:في انتظار الإفراج عن آلية وطنية للحقيقة 

المنوزي:في انتظار الإفراج عن آلية وطنية للحقيقة  مصطفى المنوزي
( فقرة من مقاربتنا الخاصة لكيفية طي صفحة الماضي ) 
لقد صار مفروضا علينا الوقوف وقفة تأمل ونقد تجاه مطلب طي صفحة الماضي وتجاه محاولات مصالحة الدولة مع المجتمع، وتعثر أوراش ومشاريع الإصلاحات المؤسساتية والتشريعية والسياسية، في أفق القطع مع كافة عوامل الاضطرابات والاحتقانات الاجتماعية.
لكن من خلال التطبيق العملي لتوصيات هيأة الإنصاف والمصالحة كخريطة طريق لدمقرطة العلاقات ومأسستها على أساس التدبير السلمي لكافة الصراعات الاجتماعية والسياسية، لاحظ المراقبون بأن الحاجة كانت ولازالت  ملحة جدا لإعادة صياغة تقرير هيأة الإنصاف والمصالحة النهائي  في انسجام  مع تقرير الخمسينية حول التنمية صياغة تركيبية في سياق ربط النتائج بالأسباب، بما لهذا التركيب من أهمية قصوى في تسطير ضمانات قانونية ومؤسساتية تحول دون تكرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.
فإذا كانت الدولة تحرص على استتباب وسائل الأمن والاستقرار وفق المفهوم التقليدي، فإن مفهوم الأمن لم يعد مقتصرا على حماية النظام السياسي والحدود والوحدة الترابية وسيادة الدولة ومصالحها الوطنية والحيوية بل تجاوزه إلى ضرورة تكريس حماية حقوق الإنسان والشعوب وحرياتهم وتكوينهم ، بشكل يضمن حقهم في الوجود والكرامة، في إطار تكامل امن الوطن مع أمن المواطنين، واللذان لن يتحققا سوى بدمقرطة استعمال القوة العمومية، كمدخل رئيسي لدمقرطة كل المقاربات ...