السبت 20 إبريل 2024
رياضة

غزالة سوس بين الواقع المر وأزمة الأفق

غزالة سوس بين الواقع المر وأزمة الأفق رئيس فريق حسنية اكادير، وغزال سوس
يعتبر نادي حسنية أكادير لكرة القدم المؤسس منذ فترة الحماية وبالضبط سنة 1946 من طرف مقاومين مغاربة معارضين للوجود الفرنسي المستحوذ والمستفرد بإنشاء وتأسيس وتكوين الأندية الرياضية بالمغرب عامة وبجهة الجنوب خاصة.
وظل الفريق السوسي يثابر فعليا حتى حصول المغرب على استقلاله، ليتم إعادة تأسيس النادي وفق الإجراءات والضوابط والقوانين المؤطرة لاتحاد الكرة بالجامعة المغربية لكرة القدم.
وقد تعاقب على حسنية أكادير رجال بصموا فترات تسيير النادي بالصبر والعطاء والتضحية والطموح ومقاومة الأزمات، منهم من لازالت الذاكرة تحفظ له الجميل، سواء الذين وافته المنية أمثال: "أخنوش، مازوز، اشنكلي، الراضي، مسية.." أو القيدومين الأحياء من الرؤساء الذين لازالت تتذكرهم أذهان الجماهير السوسية من قبيل: "ابو القاسم، بلقشور، بومكوك.." إلى أن وصل الدور على الرئيس الحالي الحبيب سيدينو المكلف بقيادة الفريق كربان جديد خلفا لبيجديكن.
ويعتبر الرئيس الحالي لفريق الحسنية ابن الدار والخبير بشؤونها سواء بالانتماء الجغرافي أو حب الفريق واللعب فيه ولو للفئات الصغرى، والذي خبر الشأن الرياضي من خلال الصحافة والتسيير التدريجي منذ فترة الرئيس عبد السلام بالقشور.
ولأن الأصل والمبدأ في أي رياضة كيفما كانت هو تحقيق الفرجة والمتعة والمنافسة والألقاب، فإن غزالة سوس وعبر مسارها الرياضي لعقود عرفت فترات النجاح والفرح، وفترات الإخفاق والفشل، وما بينهما تخللتها فترة الجيل الذهبي 2001-2003 التي استطاع معها النادي تحقيق نتائج مبهرة وبطولات مدوية محليا وإقليميا توالت فيها الانتصارات وارتفعت فيها النقاط وانعدمت فيها الهزائم المتكررة، وهي المناسبة والفرصة التي تولد عنها جمهور استثنائي يشجع بحب، ويناصر فريقه بعشق، ويطالب بالمزيد من الفرجة والمتعة والتألق ولا يقبل إلا أن يكون فريقه ضمن مجموعة الصفوة في البطولة.
وأمام التحديات التي اعترضت غزالة سوس في مسارها الرياضي سواء من خلال المنظومة الكروية الجديدة بالدوري الاحترافي، أو من حيث التكاليف المالية الباهظة المفروضة للتسيير، وكذا من حيث تطور عقلية الجمهور وظهور عوالم التواصل الافتراضي، زيادة على شدة وقوة المنافسات والمسابقات الوطنية (البطولة – كأس العرش) أوالافريقية والعربية دون إغفال وجوب تحيين الإطار الرياضي قانونيا سواء من حيث التسيير أو التدبير ماليا وبشريا، وهي عقدة ومربط الفرس الذي نتج عنه التشنج والتذمر والانتقاد، وفي غالبية الأحيان التهرب من تحمل المسؤولية والمساهمة الجادة في إنقاذ الفريق وفق ما هو واجب، وليس وفق ما هو مطلوب جبرا من الجمهور ومفروضا قهرا من الواقع.
فهل تخلى أهل سوس ورجالاتها وأبنائها وشبابها ومؤسساتها العمومية والخاصة عن غزالة الجنوب وأمل المنطقة السوسية ومفخرتها؟
وهل يستقيم أن نظل نتابع وفاة فريقنا التدريجي، وخفت حب جماهيره الممنهج عفويا وفي حالات معينة يظهر بأنه مستهدف قصدا؟
ألا يستحسن أن نشد على الأيادي الصادقة والنوايا الصافية ونساهم ولو بفكرة أو رأي محايد، أو حتى تشجيع جارح انطلاقا من المحبة للمكتب المسير والمنخرطين الحائرين في دوامة الواقع المؤلم والمعقد من حيث التوفيق في المعادلة المتباعدة البيانات انطلاقا من: الأزمة المالية، تراكم الديون، قلة المداخيل، كثرة المصاريف، ارتفاع الحاجيات المالية، قلة الحيلة، قوانين الفيفا والجامعة، البرمجة الظالمة، الجمهور العاشق للفريق بلا حدود،،ضعف التواصل، إشكاليات التسيير،،تهرب الجميع من المسؤولية، ضغط الاعلام وإصراره على الحق في الخبر والمعلومة الفورية والآنية، شدة المنافسة، ظلم الجغرافيا، تهرب المستشهرين من الدعم الكافي.. وغيرها من العوائق والمطبات التي حاصرت الفريق والمسير الأول له ونتج عنها قرارات منها ما يمكن فهمه أو تفهمه، ومنها ما يصعب تقبله أو هضمه ولو على مضض أمام غياب الشرح والتوضيح والتبرير للواقعة أو الوقائع المتكررة من هذا الصنف وهو ما يصطلح عليه ضعف بل انعدام التواصل؟
فما هو الحل؟ وما هو المطلوب؟ وكيف ندفع النادي ليقفز من مطب الأزمات؟ وما هو الواجب على كل عاشق ومحب وغيور على الفريق السوسي الأول؟ ولماذا صمت الفاعلون؟ وما سر لامبالاة القادرين على صد اللكمات التي تتوالى على النادي والفريق والطاقم البشري المكون له بدون استثناء؟ وهل يستقيم أن نحاسب ونحاصر العاجز عن التوازن الموضوعي في التسيير بسبب تراكم الخسائر وقلة بل انعدام الموارد وضعف اليد ووحدة الصف؟
اليوم بل اللحظة فارقة في مفهوم محبة الفريق السوسي انطلاقا من مبدأ وقناعة الصبر على الضعيف أرحم و أعظم من الانتصار على القوي، وفريق جهة سوس في وضعية صعبة يحتاج مخطط إنقاد مستعجل التأطير والتطبيق ولا يتساوى فيه إلا المحب الصادق والغيور الواقف سدا منيعا للإعصار الهدام الذي يوشك أن يسوي الأمجاد بالأحقاد.