الثلاثاء 23 إبريل 2024
سياسة

عبد الدايم: أمينتو حيدار لا تختلف عن باقي لصوص المال بغطاء حقوقي

عبد الدايم: أمينتو حيدار لا تختلف عن باقي لصوص المال بغطاء حقوقي مصطفى عبد الدايم
يستمد هذا الحوار أهميته من خلال المحاوَر الذي خَبِر خبايا جبهة البوليساريو، إذ كان من نشطائها في إقليم أسا الزاك.. مصطفى عبد الدايم، معتقل سياسي سابق، قبل أن يقوم بمراجعة نقدية لتوجهه الفكري، وهو ما يجعل وجهة نظره مبنية على أسس واقعية وشرعية.
البوليساريو ما بعد المؤتمر الخامس عشر؟
رفضُ «المؤتمرين» لتحديد عهدة «رئيس الجمهورية» وإصرارهم على حصانة أعضاء ما يسمى «الأمانة الوطنية» هما حَبْلَا المشنقة التي أَعَدَّتْهُ حركة البوليساريو لنفسها.. انتحار البوليساريو في هذا المؤتمر الخامس عشر كان نتيجة لاحتدام الصراع بين ثلاثي تجارة المخدرات كركاو وولد البوهالي وولد لعكيك، وهذا الصراع الثلاثي أخذ أبعادا قبلية برزت في سيطرة قبيلة بعينها على حصة الأسد بالأمانة الوطنية، أضف إلى ذلك نبش أتباع ولد لعكيك في قبور الموتى في عملية إيقاظ ضحايا سجن الرشيد لعلهم يشهدون من خلالهم (أي الضحايا) بداية جديدة لمحاصصة تتجاوز تلك المتفق عليها بعد أحداث 1988.
 ما نفهم من انتحار البوليساريو أنها انتهت، ولكن في الواقع مازالت الجبهة حية على الأقل من خلال هذا الوجود البشري بمخيمات الحمادة؟
 الوجود البشري بالحمادة في نظري الشخصي مرتبط:
- أولا بمعالجة المغرب الفاشلة لما أطلق عليهم «العائدون»، ذلك أن إطلاق الملك الراحل الحسن الثاني لخطته «إن الوطن غفور رحيم» لم يوازه وضع بنية استقبال لتبني العائدبن مراجعة فكرية ونقدية..
- ثانيا، فتح البوليساريو أبواب الهجرة على مصراعيها أمام الشباب وإتاحة كل الفرص أمامهم لاكتساب جنسية بلدان الاستقبال.
- ثالثا، تشجيعها للتنافس على الإثراء غير المشروع عبر تجارة المخدرات وكل الممنوعات، مما أسهم في ترقي اجتماعي لعديد من العائلات التي انتقلت للعيش فعليا خارج المخيمات، وإن ظلت محتفظة بوجود معين مرتبط بأنشطتها في التهريب وغيره، لذلك فالوجود البشري بمخيمات تندوف محصور في المقاتلين لفترات متفاوتة والموظفين لحين التمكن من فرصة اللجوء والذين لا حول لهم ولا قوة.
- رابعا، التساهل الذي أبدته دول الاستقبال في منح اللجوء السياسي حتى أضحى اللجوء السياسي من صميم “النضال” كما أصبح في نفس الوقت تجارة جد مربحة لممثلي البوليساريو بالخارج.
وأما الانتحار فهو حاصل، فالبوليساريو الآن نموذج متقدم لحركة رجعية لم تستطع حتى التقاط رسائل الربيع العربي والتحولات التي يعرفها العالم.
ماذا عن بوليساريو الداخل؟
بوليساريو الداخل هم انعكاس لما يقع في مخيمات تندوف، ولعل الصراع القبلي الذي اشتد في مدينتي العيون والداخلة مؤخرا خير دليل، سواء تعلق الأمر بعصابات تجارة المخدرات الذين روعوا تلك المدن الصحراوية، أو تعلق الأمر بصراع «التنظيمات الحقوقية» وأعضائها الذي طفا على السطح والعلن عن المال.. هذا ما هز الجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة المعروفة اختصارا بـASVDH وكذلك الكوديسا..
على ذكر «الكوديسا»، كيف تفسر برودة العلاقات بين امينتو حيدار وهذا التنظيم الحقوقي المناصر للجبهة؟
ما وقع أن أمينتو حيدار بعد ثبوت حصولها هي الأخرى على أموال طائلة باسم «الكوديسا» أصبحت خارج «الكوديسا» واغتنت من رفاقها في التنظيمات الصحراوية الأخرى الذين أصبحوا لصوص المال..
والدليل الساطع أنه رغم فوزها بجائزة نوبل البديلة، لم تصدر “الكوديسا” أي بيان، ومؤخرا استضافها بعضهم ممن تجمعها بهم قرابة عائلية او قبلية بينما التزمت “الكوديسا” صمتا مطبقا وهذا فيه إشارات واضحة لجهود العلاقة بين الطرفين..
 هل نحن إزاء تفكك حركة البوليساريو؟
شخصيا أؤكد أن البوليساريو تفككت عموديا وأفقيا، ولكن -كما الحيوان الجريح- ليس أمامها في المرحلة الراهنة سوى الهجوم والتهديد بالحرب، وحتى افتعالها أو افتعال أسباب اشتعالها.. إن البوليساريو كما قلت وأؤكد، هي الآن كما الحيوان الجريح ستكون أخطر ما لم تتلقّ رصاصة الرحمة من الجماهير الصحراوية خصوصا..