الخميس 25 إبريل 2024
سياسة

حميد النهري: على "البام" القطع مع أسلوب "إن الأوامر تأتي من جهة معينة"

حميد النهري: على "البام" القطع مع أسلوب "إن الأوامر تأتي من جهة معينة" حميد النهري

يعيش حزب الأصالة والمعاصرة حالة من الهدوء الذي يسبق العاصفة، في ترقب حذر لنتائج مبادرة اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع من جهة، ومآل الجهود المبذولة من أجل المصالحة بين مكونات الحزب من جهة أخرى. في هذا الإطار أجرت "أنفاس بريس" مع حميد النهري، عضو اللجنة التحضيرية وعضو المجلس الوطني لحزب "البام" الحوار التالي:

 

+ ما هو رأيك في الواقع الجديد الذي يعيشه حزب الأصالة والمعاصرة ما بين اجتماع اللجنة التحضيرية وبين مبادرة مصالحة؟

- يتميز الوضع الراهن لحزب الأصالة والمعاصرة بوجود مبادرتين: الأولى مؤسساتية، وهي التحضير للمؤتمر الرابع للحزب تحت إشراف اللجنة التحضيرية التي أكد شرعيتها الحكم القضائي الاستئنافي؛ والثانية مبادرة شخصية قام بها البعض، لا يهم تحت أي تبرير، لكن مدخلات ومخرجات هذه المبادرة تبقى شخصية، ولن يكون لها أي أثر سوى أنها خلقت حالة من الشك والفوضى لن يستفيد منها سوى بنشماس وأقليته الريعية.

 

+ هناك من يقول إن هذه المبادرة أنهت مسلسل الصراع  وأدخلت بوادر المصالحة مرحلة التفعيل؟

- بداية دعني أوضح أن الصراع الذي يعرفه حزب الأصالة والمعاصرة منذ 18 ماي 2019، أي تاريخ الاجتماع الأول للجنة التحضيرية؛ وهذا الصراع له بعدين :

أولا، الصراع بين هيئة منتخبة من خلال اجتماع برلمان الحزب، أي المجلس الوطني، وهي اللجنة التحضيرية التي ارتأت سلك منهجية جديدة منهجية أكثر تشاركية وديمقراطية تسمح بمساهمة أكبر لعضوات وأعضاء الحزب، وبذلك تقطع مع ممارسات المؤتمرات السابقة. وبين الأمانة العامة للحزب التي اختارت أسلوبها الاعتيادي القائم على الولاءات وضرورة تبعية اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرابع للأمين العام المرفوض واقليته الريعية.

ثانيا، الصراع بين مناضلات ومناضلي اختاروا التغيير والقطع مع الظواهر السلبية الكثيرة التي تميز الممارسة السياسية لحزب الأصالة والمعاصرة، وبين أقلية ريعية برزت مع الأمين العام السابق وكرسها بنشماس بطريقة بشعة.

لذلك تمخضت عن هذه الوضعية مجموعة من القرارات والممارسات العبثية باسم الأمانة العامة للحزب لا تستند إلى أي سند قانوني، كما صدرت بلاغات وتصريحات غير مسؤولة من طرف بنشماس وأقليته الريعية، والتي أقل ما يقال عنها أنها غير أخلاقية.. أكثر من ذلك إن القاسم المشترك لهذه التصرفات هو الحفاظ على مصالح بنشماس الضيقة ومصالح أقليته.

أما بالنسبة لهذه المبادرة التي سميت بالمصالحة، فهي بكل صراحة شخصية ضيقة لا تعبر عن آراء المناضلات والمناضلين الذين يطمحون للتغيير، بل جمعت بين أشخاص يطمحون للاستفادة الشخصية لا غير؛ واستغل بنشماس هذه الفرصة ليتخذها طوق نجاة مؤقت يحاول من خلالها الهروب من المسؤولية عن ما وصل إليه الحزب وتفادي محاسبته، خصوصا السؤال الأساسي والمحوري: من أين لك هذا؟

 

+ من يقف في نظرك وراء الدعوة من أجل لم الشمل وطي صفحة الصراع؟

- في الحقيقة لقد حان الوقت للقطع مع هذا الأسلوب المتجاوز، أي  إن الأوامر تأتي من جهة معينة؛ وهذه الجهات هي التي تختار مسار الحزب، لذلك فالمطلب الرئيسي اليوم والذي يناضل من أجله مناضلات ومناضلو التغيير هو الانتقال بالحزب إلى مستوى حزب حقيقي عصري يعتمد في قراراته على مؤسساته وهياكله.

كما أنني لا أظن أن من يحترم هذا الوطن ويحترم الظرفية السياسية التي يعيشها المغرب، لا يزال يختار المراهنة على بنشماس ومحركه وأقليته الريعية.

إذن دعونا من هذا الكلام، لنقول بكل وضوح، هناك حضور مصالح شخصية ضيقة للأطراف المجتمعة، سواء على مائدة الغذاء أو مائدة العشاءّ، في بيت هذا أو ذاك؛ هدفها الأول هو توزيع الغنيمة والركوب على طموحات مناضلات ومناضلي التغيير ليس إلا، ولا علاقة لهذا بالممارسة السياسية الاخلاقية.

فالمصالح الشخصية، للأسف، هي التي أنتجت هذه المبادرات الدنيئة من أجل الحفاظ على الامتيازات الريعية لأصحابها والوصاية على المناضلات والمناضلين أصحاب مبادرة التغيير؛ وبالتالي تكريس رداءة المشهد السياسي ببلادنا.

 

+ ما هو المطلوب اليوم من  حزب الأصالة والمعاصرة، ونحن على مشارف استحقاقات 2021؟

بكل بساطة ووضوح، ولأجل ضمان تموقع أفضل في انتخابات 2021، المطلوب هو الانخراط في بناء حزب حقيقي عصري، حزب المؤسسات والهياكل لا حزب الأشخاص؛ والمؤتمر الرابع المقبل هو الذي سيحسم في ذلك.

صحيح أن مطلب الوحدة والتجميع يفرض نفسه لكن ليس بالطريقة التي يتم ترويجها.. وإنما بالانخراط في المشروع الجديد للحزب، لأن المرحلة تقتضي فتح المجال أمام أغلبية المناضلات والمناضلين للمشاركة في العمل الحزبي بممارسات تحترم الشفافية الديمقراطية العدالة وتكافؤ الفرص؛ من اجل التخلص من هذه الرداءة السياسية التي زرعها بنشماس وأقليته، وتم تكريسها حتى أصبحت ملازمة لتدبير حزب الأصالة والمعاصرة.

هذه الرداءة جعلت وضعية الحزب تصل إلى مستوى من الانحطاط لم يعد مقبولا؛ وأصبحت تهدد مشروعه وتهدد حتى المصالح العليا للبلاد .

لذلك فضرورة تجاوز التعامل مع المناضلات والمناضلين بمنطق الوصاية والتقرير في مصير الحزب داخل الغرف المغلقة انطلاقا من المصالح الشخصية والضيقة التي تتماشى وطموحات البعض أصبح مطلبا عاجلا؛ من أجل جعل حزب الأصالة والمعاصرة يعود إلى السكة ويساهم في تأسيس مشهد سياسي عصري. وإن ذلك لن يتأتى إلا بوجود مشروع مجتمعي جديد يتعاقد به الحزب مع المغاربة في 2021. تعاقد يقوم على منطق إشراكهم بطريقة ديمقراطية تأخذ بعين الاعتبار طموحاتهم وآمالهم، وتأخذ بعين الاعتبار أيضا مستوى النضج السياسي الذي وصلوا إليه .

هذا هو طموح مناضلات ومناضلي التغيير في المؤتمر الرابع للحزب، وهذا هو الرهان الذي يرعب بنشماس وأقليته الريعية.