الجمعة 19 إبريل 2024
كتاب الرأي

عبد الحق غريب: مرة أخرى.. النقابة الوطنية للتعليم العالي إلى أين؟

عبد الحق غريب: مرة أخرى.. النقابة الوطنية للتعليم العالي إلى أين؟ عبد الحق غريب

لا يختلف اثنان على أن تنقّل أي مسؤول (إداري أو نقابي أو..) على حساب المال العام في مهمة ليس من الضروري ان يقوم بها، يعتبر هدراً للمال العام، ووسيلة لتبرير الحصول على تعويضات السفر..

 

في نفس السياق، يمكن القول إن تنقّل الكاتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي ونائبه إلى عدة مدن مغربية، دون الحاجة إلى ذلك السفر يعتبر هدراً للمال العام، ويطرح أكثر من علامة استفهام.. كيف ذلك؟

 

للجواب عن هذا السؤال، نكتفي بتنقّل الكاتب الوطني ونائبه إلى مدينتين جامعيتين فقط: أگادير والجديدة.

 

1- بالنسبة لأگادير وخلال أقل من سنة فقط، انتقل الكاتب الوطني ونائبه إلى مدينة أگادير، ثم إلى گلميم والعيون عدة مرات بحجة الإشراف على خلق مكاتب جهوية (گلميم والعيون)، ومكاتب محلية.

 

ما يثير الاستغراب في إصرار الكاتب الوطني ونائبه على السفر إلى أكادير والعيون رغم بعد المسافة، وعدد أعضاء المكتب الوطني ال21، ورغم وجود عضوين من المكتب الوطني بعين المكان، أي بجامعة ابن زهر بأكادير، هو:

 

- أولاً، عدم التقيّد بمقتضيات النظام الداخلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي، سيما المادة 9 والمادة 24 منه، واللتان تنصان على أن المكتب الوطني ينتدب ممثلاً (واحداً وليس أكثر)، للإشراف على تأسيس مكتب جهوي أو محلي.. أي أن المكتب الوطني بإمكانه انتداب أحد عضوي المكتب الوطني المتواجدين بعين المكان، أي بجامعة ابن زهر بأكادير، عِوَض تنقّل الكاتب الوطني من الرباط.

 

- ثانياً، عدم احترامهما لقرار اللجنة الإدارية (31 مارس 2019) والقاضي بعدم خلق أكثر من مكتب جهوي باية جامعة، قبل الحسم في مفهوم المدينة الجامعية.

 

وإن دلّ هذا على شيء فإنما يدلّ على أن الكاتب الوطني ونائبه لا يحترمان مضامين النظام الداخلي للنقابة ولا قرارات اللجنة الإدارية، وأن هدفهما هو تهميش واستصغار باقي أعضاء المكتب الوطني، على حساب  أهداف سياسوية ضيقة.

 

2- أما بالنسبة للجديدة، فإن الكاتب الوطني يُصرّ دائما على تأطير الجموع العامة الجهوية بهذه المدينة، رغم  أن بها خمسة أعضاء من المكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم العالي، ليُطرح أكثر من سؤال:

 

هل هذا يعني أن ضمن الخمسة أعضاء بالجديدة، لا يوجد عضو واحد مؤهل لتأطير جمع عام جهوي عادي؟

 

ما هي الرسالة التي يريد أن يوجه الكاتب الوطني من خلال عرض خارج سياق انتظارات وتساؤلات الأساتذة الباحثين، وفي هذه الوقت بالذات؟

 

هل الكاتب الوطني يريد أن يقول لمن يهمه الأمر "أنا النقابة والنقابة أنا"؟

 

دعونا من كل هذه الأسئلة وتعالوا نرى ماذا وقع في الجمع العام الجهوي بالجديدة الذي أطره الكاتب الوطني ونائبه يوم الخميس 19 دجنبر 2019، والذي تميّز بحضور مكثف ومتنوع للأساتذة الباحثين الذين  فوجئوا جميعاً وذُهلوا وخاب ظنهم وهم يتابعون الصباني/ الأستاذ يلقي درسا بيداغوجيا بالألوان عن طريق Datashow (توحيد التعليم العالي وتاريخ الإصلاحات والبلاغات المشتركة...)، عِوَض أن يُجيب عن الأسئلة التي تشغل الأساتذة الجامعيين هذه الأيام. فلا جديد من القائد الجديد للنقابة العتيدة حول ملفهم المطلبي، والموقف من الباشلور، والزيادة في الأجور، ومستقبل الجامعة العمومية، والرد على إهانة الوزير للأساتذة الجامعيين داخل البرلمان، والخطة النضالية التي يجب تسطيرها لتحقيق مطالبهم وما إلى ذلك.

 

جدير بالإشارة إلى أن الكاتب الوطني في ردّه على أسئلة الجمع العام الجهوي بالجديدة، رفض الإجابة عن سؤالين، وفضل مغادرة المدرج أمام ذهول واستياء الحاضرين، وهو ما يعتبر أسلوباً لا يليق بأي كاتب وطني لمنظمتنا العتيدة...

 

السؤال الأول: لماذا لم يتم الى حدود اليوم تعيين ممثل النقابة في مجلس الجامعة؟

السؤال الثاني: بالجديدة يوجد خمسة أعضاء في المكتب الوطني.. أليس بإمكان أحدهم أن يؤطر هذا الجمع العام ويقدم العرض الذي قدمه  الكاتب الوطني خاصة أنه لا يحمل أي جديد، لأن ذلك يعتبر هدراً لوقت الكاتب الوطني واستنزافاً لمالية النقابة؟

 

في الأخير.. السؤال الذي يجب الإجابة عنه هو:

 

كم تبلغ تكلفة التعويضات عن تنقّل أعضاء المكتب الوطني؟

وما هي الأهداف الحقيقية من هاته الجولات، بعد الرسائل الموجهة إلى الوزارة حول الانخراط في عملية الإصلاح؟