الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

عبد الإله متقي : التحكيم… ورطة البطولة

عبد الإله متقي : التحكيم… ورطة البطولة عبد الإله متقي
عادت مشاكل التحكيم لتطفو بقوة على سطح البطولة الوطنية لكرة القدم، بعد اتخاذ الحكام قرارات خاطئة ومؤثرة في عدد من المباريات، ما أثار موجة احتجاجات حادة. وانطلق مسلسل أخطاء الحكام مع بداية الموسم، وصارت أغلب الفرق تعبر عن تظلمها منه عبر بلاغات متوالية.
وتقف عدة أسباب وراء ضعف التحكيم، أبرزها عدم استقلالية الجهازين المشرفين عليه داخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، وفوضى التعيينات، والمراقبة، وغياب الخلف.
ويشرف على التحكيم في كرة القدم الوطنية جهازان غير مستقلين، يتعلق الأمر بالمديرية الوطنية للتحكيم، التي يرأسها يحيى حدقة، واللجنة المركزية للتحكيم، ويرأسها جمال الكعواشي.
وتتبع مديرية التحكيم للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بشكل مباشر، بما أنها هي التي عينت أعضاءها، وتؤدي لهم أجورهم الشهرية، التي تصل إلى تسعة ملايين سنتيم، لدى البعض، علما أن الجامعة تتشكل في الغالب من رؤساء الأندية.
أما اللجنة المركزية للتحكيم، فيرأسها عضو جامعي، هو جمال الكعواشي، الذي يرأس أيضا عصبة الشرق، ويشغل منصب نائب رئيس الاتحاد الإسلامي الوجدي.
وارتفعت أصوات عديدة من أجل اعتماد الانتخابات في تشكيل جهازي التحكيم، لكن دون جدوى.
كما تثير تعيينات الحكام الكثير من علامات الاستفهام، وتعتبر من بين النقاط السوداء في التحكيم.
وحسب معطيات حصلت عليه، يستفيد من التعيينات أيضا حكام عصبة الشرق التي يرأسها جمال الكعواشي، رئيس لجنة التحكيم، على حساب حكام أثبتوا علو كعبهم وحصلوا على تنقيط حسن جدا في أغلب المباريات التي قادوها، وهذا يحدث منذ الموسم الكروي الماضي.
ثم من يراقب الحكام؟ حيث يتولى حكام سابقون مهام المراقبة الميدانية للحكام في المباريات، لكن المثير للجدل هو أن هؤلاء المراقبين هم من يعين الحكام ويشرفون على جهاز التحكيم، بما أنهم أعضاء إما في المديرية، أو اللجنة المركزية.
وينطبق هذا الوضع على الحكام سعيد الطاهري وسليمان البرهمي وعبد الرحيم المتمني ومحمد الكزاز وخديجة الرزاك ومصطفى ليدر وعبد الله العاشري.
ويحصل هؤلاء المراقبون على تعويضات تصل إلى 3 آلاف درهم عن كل مباراة، ويتم تعيينهم في مدن قريبة من مقر سكناهم.
كما يعاني التحكيم المغربي أزمة كبيرة في إعداد الخلف، ذلك أن أغلب الحكام الموجودين في الساحة ورثتهم المديرية الحالية من عهد المدير السابق عبد الرحيم العرجون.
وحصل أغلب الحكام الحاليين على فرصة إظهار مؤهلاتهم في قيادة مباريات دوري الأمل الذي أنشأته الجامعة السابقة، وذلك في إطار برنامج حكام الأمل، الذي أطلقه أحمد غايبي الرئيس السابق للجنة المنافسات والتحكيم والبرمجة بالجامعة.
ويعاني الحكام الشباب مشاكل كبيرة في الحصول على فرصهم كاملة، من أجل الارتقاء لقيادة مباريات النخبة، بل إن عددا من الحكام يقضون مسارهم بأكمله في أقسام الهواة، حتى يصلوا سن التقاعد، وذلك في ظل احتكار أسماء معينة لتحكيم المباريات.
وختاما، أين تقنية الفار التي التزم السيد رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في يونيو 2019 بتفعيلها؟
 

عبد الإله متقي، صحافي بيومية المساء