الثلاثاء 7 مايو 2024
كتاب الرأي

المحمودي : الأساتذة الباحثون يستنكرون مغالطات أمزازي المضللة للرأي العام

المحمودي : الأساتذة الباحثون يستنكرون مغالطات أمزازي المضللة للرأي العام فريدة المحمودي
أي حسرة، وأي استنكار وأي استهجان وأي خيبة أمل طال الجسم الأستاذي الجامعي المغربي؟
فلتهميشه، وعبره البحث العلمي، تكالبت في انسجام وتنسيق مكونات في المجتمع ذات سلطة ونفوذ.
الحكومة لمرجعيتها ووعودها تنكرت..إذ الأديان بمختلف أطيافها للعلم وأهله دوما تبجل..ووعود مصلحة الوطن في الحملات الانتخابية بدرها تبخرت..علما أن لمصالح الوطن سمو على كل المصالح، غير أن اعتلاء لكراسي أنسى الوعد وكان البحث العلمي في قائمة النسيان.
رئيس حكومة ووزيريه في المالية والتعليم وأغلبيته في البرلمان ما توانوا، حيث أشهروا ورقة فصل 77 في وجه البحث العلمي و الباحث.
تبا كيف غاب عنهم أن الوطن يستجدي ازدهارا لبحث وإبداع علمي، وهل كان للصين ولغيرهم من متقدم الأوطان مبلغ لعلا لولا العلم و لولولا العلماء، وللتذكير فتلك إذا أولويات مصلحة الوطن وما كانت لتخفى لولا ضيق الأفق و ضعف النظر..
ولإمعان في إستهتار ورغبة في إدلال الأستاذ الباحث، وهو المؤتمن على البحث العلمي وعلى الأجيال، ومثله لا يذل ولا فيه إهانة تستقيم، تفضل وزير المالية في معرض رده بمجلس النواب على سؤال من نائب محترم من حزب الاستقلال، و قد استوضح واستنكر واقع التهميش المادي الذي طال الأستاذ الباحث منذ حقبتين وما يزيد من الزمان، وكيف أضحى دخل الأستاذ الباحث لا يلبي أساسيات الحاجات، وكيف و من دونه شهادة، أجره عن أجره يزيد وأحيانا يضاعف، و كيف وكيف ولمزيد من الاطلاع و لتدقيق يمكن العودة للملف الذي أعدته تنسيقية الكرامة للأساتذة.
وكان الجواب من وزير تعليمنا بذكاء بل ودهاء مراوغ و بوابل من المغالطات، وكأننا به للجسم الأستاذي حاقد والحال أن للأخير عليه فضل و منه كان بدءه وكان الانطلاق، ففي معرض رده آثر إعلان الراتب الشهري الخام لإبداء ضخامة الأجر، والحال أن الأجر الخام يناله من اقتطاعات في المنبع ما يسهم في هزالة الراتب الصافي الذي يصرف لمؤونة الحياة ولايكفي ولايسد...
وزير تعليمنا في ورطة ضمير ولعقله اللاواعي يراوغ...فلا ريب أن ضميره يوحي له أن الراتب الخام هو ما هو مستحق وما ينبغي أن يدخل حساب الأستاذ صافيا دون اقتطاع، ولذلك تأبى لسانه إفصاحا عن الراتب الصافي وفي لعبة التخفي اكتفى بالخام...
أما عن الاستفادة من أقدمية الثلاث سنوات المتفضل بها في الرد وباقي التدابير المعلن عنها ففي الواقع هي حقيقة، لكن المستفيد منها لا تعدوا فئة ولا تغطي باق الجسم الأستاذي.
ما بالكم معالي الوزير وفي فلككم نقابتينا، لوطنية والمغربية، تجانبون الصواب في التصدى لمطلب بحياء وباستعلاء عنه ترفع الجسم الأستاذي الجامعي لعقدين من الزمن وعن مطلب مشروع نأى، حتى وصل السيل الزبا وحتى خاب الأمل و حتى ساء الظن، ولذلك فالراهنية أمام تحدى إكراه النضال.
معالي أعضاء الحكومة ومن في فلكها يدور كونوا في المستوى فلضمير الوطن والوطنية دبدبات وإن لم يكن لها صوت، فحتما صداها يقض المضجع، فليس المرجو حدود المطلب بل ما حوله يحوم من سوء انعكاس على واقع البحث العلمي وعلى الساحة وعلى الآفاق.
 
فريدة المحمودي، عضو المكتب الوطني لتنسيقية الكرامة للأساتذة الباحثين