نقلت جريدة "القدس العربي" من تونس الخضراء الأجواء الرائعة التي ميزت الدورة 21 لأيام قرطاج المسرحية التي اختتمت مساء يوم الأحد 15 دجنبر 2019، والتي شارك فيها 14 عملا مسرحيا من دول عربية وإفريقية من بينها عملان من تونس.
العرس الثقافي لأيام قرطاج المسرحية عرف حفلا تكريميا لأيقونة المسرح المغربي الفنانة المقتدرة ثريا جبران ليلة تتويج المسرح المغربي، حيث تم استحضار مسارها الفني والإبداعي كممثلة للمرأة المغربية "بانتصاراتها وانكساراتها".
وقد فاز المخرج المغربي محمد الحر بجائزة أفضل إخراج عن مسرحية "سماء أخرى" في المسابقة الرسمية للدورة 21 لأيام قرطاج المسرحية. وهي من انتاج "مسرح أكون"، نص وإخراج محمد الحر الذي اقتبسها عن مسرحية "يرما" لفري ريكو غارسيا لوركا، سينوغرافيا مصطفى العلوي وتشخيص جليلة التلمسي وهاجر الحامدي وسعيد الهراسي وهشام بسطاوي. حيث تتناول المسرحية "وجع امرأة تعاني عربة روحية ترفض فكرة العقم الدي يجعل الإنسان رهينا لمجتمع يعتبره منبوذا" حسب القدس العربي.
وتضيف الجريدة أن المخرج حرص على "تجاوز الطابع الفلكلوري و الإسباني لتناول واقع مغربي آخر يتجاوز الأفكار الكبيرة من أجل الحديث عن الناس وما هو إنساني فيهم.."
وأكدت "القدس العربي" أنه من خلال ردود فعل الجمهور التونسي والعربي الذي تابع المسرحية يتضح أن "المسرح المغربي يمضي قدما نحو وضع بصمته ويحتل مكانة بين الأمم الأخرى"، وأضافت "أن المسرح المغربي يعتبر الآن على الصعيد العربي مسرحا متطورا بالمقارنة مع مسارح أخرى..".
وفي هذا السياق قال المخرج محمد الحر "إن الفنان المسرحي المغربي الشاب اليوم يطمح إلى العالمية ولديه جميع الإمكانيات عالميا". مؤكدا على أن الرؤية الإخراجية التي اعتمدها في مسرحية "سماء أخرى" حاولت "الابتعاد عن ما يسمى مسرح الكلام والسرد"، معتبرا أن "العالم الداخلي الذي يكون أكثر غنى وأكثر شاعرية يمنحنا مساحات جمالية أكثر".
وحظيت رائدة المسرح المغربي ووزيرة الثقافة السابقة ثريا جبران بتكريم خاص ضمن فعاليات الدور 21 لإيام قرطاج بحضور سفير المغرب حسن طارق، حيث تفاعلت فنانة الشعب المغربي بحب مع لحظة التكريم التي "انحنت فيها أمام تصفيقات الجمهور التونسي والعربي الذي غصت به قاعة دار الأوبرا بتونس، تقديرا لمكانتها الفنية كممثلة كبيرة راكمت العديد من التجارب في مجالات التشخيص المسرحي والسينمائي والتلفزيوني.. والصدى الطيب الذي خلفه مرورها على رأس وزارة الثقافة كأول وزيرة فنانة في تاريخ المغرب السياسي".
وظلت ثريا جبران على مدى أكثر "من 50 سنة تمشي على خشبة المسرح المغربي في كبرياء يوم لم يكن المسرح مفروشا بالأزهار".
مسار أيقونة المسرح المغربي الأستاذة ثريا ارتقى بها كنجمة على الخشبة سنة 1964 وتألقت خلال مشوارها الفني الحافل مع فرق عديدة نذكر منهم فرقة "الأخوة العربية ـ مسرح اليوم ـ الشهاب ـ المعمورة ـ القناع الصغير.."، حيث عملت ثريا جبران مع الفنان القدير الطيب الصديقي قبل تألقها في السينما المغربية.
تكريم ثريا جبران في الدورة 21 لأيام قرطاج المسرحية هو "تكريم لمسار فنانة اختار اسمها تاريخ المسرح المغربي على مدى أكثر من نصف قرن تجسد صورة المرأة المغربية ذات الحضور القوي والعاصف بكل افتتان وعنفوان".
من أعمال (ثريا في المسرح المغربي) الخالدة نذكر "حكايات بلا حدود، نركبوا لهبال، بوغابة، النمرود في هوليود، إيمتا نبداو إيمتا؟، الشمس تحتضر"...