السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

خالد مراح: على هامش حملة "مبغيناش نموتو بالسرطان"

خالد مراح: على هامش حملة "مبغيناش نموتو بالسرطان" خالد مراح
إذا قدر لك أن تبتلى بمرض كالسرطان، وهذا وارد، فاحمد الله إن كنت تتوفر على تغطية صحية جيدة.. ستكون في مواجهة المرض وحده. بآلامه و مضاعفاته الجميع  سيحسن استقبالك.ستبتسم لك الممرضة و ترعاك.
لن تتعب نفسك بالبحث عن الدواء؛ غلا ثمنه أو رخص.لك أن تختار أية مصحة أفضل و أي طبيب أكفأ للإشراف على علاجك.
أنا خالد مراح الفاعل الجمعوي وخاصة في مجال السرطان بخبرة تصل إلى سبع سنوات، عشت تجربة مع مرض السرطان من خلال والدتي رحمة الله عليها..وأدركت معنى السرطان الحقيقي.
عرفت عن قرب من خلال تجارب الآخرين أن المرض "الفتاك" هو الفقر والعوز هو أن يمدوك في المستشفى العمومي وهم محرجون بموعد يفوق الستة أشهر.
تأكدت أن السرطان الحقيقي هو أن يعجز المريض عن أداء ثمن فحص سيني "سكانير"...هو أن يؤجل المريض العلاج بسبب عجزه عن جمع مبلغ يشتري به دواء بآلاف الدراهم.
السرطان الحقيقي هو الذي يصيب مواطنين في المناطق المعزولة  التي لم يصلها بعد الماء الشروب،فبالأحرى أن يصلها الطبيب.
كيف لمواطن قطع مئات الكيلومترات للخضوع للعلاج الكيميائي المعروف بالشيميو،والذي يدوم لساعات و يسبب انهيارا تاما للجسم،كيف له أن يعود إلى بيته البعيد عبر وسيلة نقل تفتقر هي الآخر لأبسط شروط الراحة؟  
السرطان الحقيقي هو الذي يصيب امرأة تخاف أن يعلم زوجها بالخبر و بإمكانية بثر إحدى ثدييها فيرميها إلى الشارع مثل ورق كلينيكس.في تجربتي، التقيت عددا من النساء اللواتي تم التخلي عنهن من طرف الأزواج بل حتى من طرف العائلات.
استنتجت أنك عندما تواجه السرطان و أنت مستفيد من تأمين صحي جيد و محاط بعائلة متضامنة ومسنود بشبكة من الصداقات المخلصة..حينها يصبح هذا الداء مثل نزلة برد عابرة.. 
بالمغرب،وحسب الإحصائيات الرسمية، هناك مابين 30 ألف إلى 50 ألف إصابة  جديدة بداء السرطان.فكم من هذه الحالات تتوفر على تغطية صحية حقيقية؟ ماهو توزيعها على التراب الوطني؟ وهذا ما يدفعنا إلى المطالبة بخريطة لتحديد عدد الإصابات بهذا المرض حسب الجهات وحسب أنواعه التي تتعدى المائة أشهرها سرطان الثدي وعنق الرحم لدى النساء وسرطان الرئة والمتانة لدى الرجال.
صحيح، وبدون مجاملة أن مؤسسة للا سلمى للوقاية و علاج السرطان لعبت منذ تأسيسها عام 2005 أكثر من دور على صعيد التحسيس و الاستقبال و العلاج والبحث.ولكن الطاقة الاستيعابية لمراكز العلاج السبعة  لا تستجيب للضغط  المتزايد بسبب الزيادة في عدد الإصابات بالداء. 
وأيضا بسبب استفادة البعض من بطاقة راميد دون موجب حق.ألم يصرح وزير الصحة الحسين الأسبق،الحسين  الوردي عام 2013 بأن أزيد من مليوني شخص يستفيدون من الخدمات الصحية بواسطة هذه البطاقة دون أن يستحقوا ذلك؟
أمام هذا الواقع المخيف، يبقى التركيز على جانب الوقاية انطلاقا من التغدية التي تعتبر هي الطب الأول ثم الحفاظ على البيئة بشتى تفاصيلها و التشجيع على ممارسة الرياضة وتطبيق قانون لا يتطلب اية ميزانية وأعني القانون 15.91 الذي يمنع بموجبه التدخين بالأماكن العمومية.
وكل التضامن مع حملة "مبغيناش نموتو بالسرطان..بغينا العلاج المجاني".
 
فاعل جمعوي