الأحد 19 مايو 2024
كتاب الرأي

يوسف غريب: ندعك لخالقك يا بنكيران جراء هذا التصريح المنبوذ شرعيا وأخلاقيا!!

 
 
يوسف غريب: ندعك لخالقك يا بنكيران جراء هذا التصريح المنبوذ شرعيا وأخلاقيا!! يوسف غريب
من أنت في مُلك الله حتى تسمح لنفسك التشكيك في نوايا الناس ودرجة تديّنهم وايمانهم ومعتقداتهم.. 
من أنت!!؟
وحتى إذا افترضنا أنك واعظ ومرشد ديني كما سوّقت نفسك ذات ضجيج، فقد تجاوزت وبكل نزق التحذير الإسلامي الذي يدعو إلى الاحتراز من سوء الظن بالمسلم ؛لأن ذلك  من الخصال الذميمة والأخلاق الرديئة، وخاصة في ما يتعلق بعقيدة المسلم ودينه.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
 (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء به أحدهما، فإن كان كما قال، وإلا رجعت عليه).
 [أخرجه البخاري في صحيحه 10 / 514 الفتح ومسلم في صحيحه 1 / 79] 
وإذ ندعك لخالقك جراء هذا التصريح المنبوذ شرعيا وأخلاقيا.. فإن الشرط المجتمعي يجعلنا نستغرب لهذه الأنانية العمياء التى فقدتك الصواب والرزانة وانت تعلق  على تشكيلة لجنة إعداد النموذج التنموي الجديد التي نصبها الملك محمد السادس… بالقول بأنهم “متخصصون في التشكيك في الدين”… أم هو التشكيك أصلا في قرار التعيين الملكي… وهل مردّ عدم إعجابك رّدّ فعل غير ناضج لعدم استشارتك وتهميشك.. وهو أمر طبيعيّ جدّاً لأنك لم تعد تمثْل إلاّ نفسك كأي مواطن… وحتى رئيس حكومة سابق… سبقك إليها آخرون يذكرون بهذا الصمت الجميل…
وفي العمق.. لندع كل الفعفعة الصوتية جانبا ونخبرك بما يعجبنا في هذا اللجنة أساساً وأخيراً هو أن تجد مشروعا تنمويا يحد من أزمة البطالة وإيجاد منافذ الشغل لشبابنا.. إيجاد فرص التطبيب والعلاج لمرضانا.. مقعدا وتعليماً لأطفالنا…وضامنا لحقوقنا وواجباتنا المدنية تحت سقف وطن الجميع وللجميع.. أفرادا ومؤسسات.. 
مشروعا يقطع مع كل مظاهر اقتصاد الريع والتملص من الضرائب.. والحد من الفوارق.. والتوزيع العادل للثروة.. والعدالة المجالية.. 
هذا هو العقد المجتمعي الذي نتصارع حوله.. ونطالب به كلّ المؤسسات الدستورية…
نريده مشروعا تنمويا يخرجنا من هذه المديونية التى أغرقتنا بها إبان فترة رئاستكم للحكومة…وأن يتراجع عن المغالطات التى اعتمدتها في ما سميّ بإصلاح نظام التقاعد.. 
نريده مشروعا تنمويا يضع حدّاً لكل من يتمتّع  بأجرة أوتقاعد سمين بدون وجه حق…وهنا لا بأس أن نعود إلى موقف الإسلام في مثل هذه الحالة.. 
غير ذلك.. 
لا دخل للدين والتديّن.. وليس مطروحا للنقاش أصلاً.. على اعتبار أننا في دولة إمارة المؤمنين لها من المؤسسات ذات الاختصاص  والمكلفة بكل شخص سوّلت له نفسه الإساءة الى عقيدتتا الدينية السمحة.. بما فيها أولئك الذين اغتنوا من خلال التجارة بهذه العقيدة
لقد أغلق هذا القوس.. وأصبح الوضع مكشوفا.. والمعادلة أيضا واضحة وهي:
الدّين لله…. والتنمية للجميع..
نعم.. لجميع المغاربة.