الجمعة 19 إبريل 2024
فن وثقافة

اليونسكو العالمية تعترف ب"فن كناوة" 

اليونسكو العالمية تعترف ب"فن كناوة"  فن كناوة..فلكلور أفريقي و استشفاء نفسي
أجمعت اللجنة الحكومية الدولية لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، عن إدراج "الفن الكناوي" ضمن قائمة اليونسكو العالمية انطلاقا من إبراز تراثها على المستويين المحلي و الثقافي و تم الإعلان عن ذلك بالعاصمة الكولومبية بوغوتا، خلال شهر دجنبر الحالي.
وذكر بيان لوزارة الثقافة والشباب والرياضة على موقعها الرسمي، أن اللجنة الحكومية الدولية لصون تراث الثقافي اللامادي ، اقتنعت بجدية وجودة الملف المغربي الذي أعده خبراء قطاع الثقافة والذي أبرز الخصائص التاريخية والفنية والاجتماعية المميزة لهذا الفن، كما أبرز الجهود المبذولة للتعريف به والمحافظة عليه وتمثيله وضمان نقله للأجيال الصاعدة، وذلك انسجاما مع التزامات المغرب في إطار هذه الإتفاقية التي صادق عليها منذ عام 2006.
    -تاريخ موسيقى فن كناوة ( موسيقى العببد):
كيف جاء هذا اللون الموسيقي إلى المغرب ؟ يعود تاريخ فن كناوي إلى القرن ال16، حسث جيئ بالعبيد وأسرى الحرب إلى المغرب لينتشروا و يتزوجوا بباقي المغاربة ليسايروا نمط الحياة الجديدة، إلا أن بعضا منهم عبروا عن حنينهم إلى أرض الأجداد بولادة موسيقى "كناوى"، التي هي عبارة عن خليط أفريقي يجمع بين السودان والسنغال و أرض مالي تحديدا العاصمة تمبكتو، التي أكد معظم "الكناويين" أنها أصل بداية هذا اللون الموسيقي المميز، بالإضافة إلى تميزها بآلات الموسيقية التقليدية المتمثلة في "القراقب النحاسية" "البانجو" الوتري بالإضافة إلى خطوات رقص أفريقية سريعة بأزياء مزركشة.
ورغم احتضان تونس والجزائر هذا اللون الموسيقي الروحي، إلا أن المغرب في السنوات الأخيرة تمكن بعد كفاح طويل من أجل الإعتراف بهذا الفن المتميز أن يسجله ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي مستغلا "مهرجان كناوى وموسيقى العالم" الذي ينظم في مدينة الصويرة منذ سنة 1998، ليتمكن من ملامسة قلوب الزوار من جميع أنحاء العالم خاصة بعدما امتزج "فن كناوى" بأنواع موسيقية أخرى أكثر عصرية مثل "الجاز".
    - الوجه الآخر لموسيقى الأرواح:
انقسم الفن الكناوي بين المغاربيين عموما إلى قسمين بخصوص هذا الفن بين الاستمتاع الفولكلوري الإفريقي، وبين الشعوذة والأرواح، حيث تشهد مدينة الصويرة خلال المهرجان الموسيقي الكناوي تنظيم بما يسمى ب"الليلة" أو "الحضرة" التي تقام في زاوية من زوايا بيوت المدينة، لفرض شفاء عشاقها من الأمراض النفسية و"المس من الجن" وكل ما عجز الطبيب عن علاجه.
وتعود هذه "الليلة" أو "الحضرة" إلى الأساطير الكناوية والأمور الغامضة غير المعروفة لهذا اللون الموسيقي، حيث ارتبط مفهوم "كناوى" بطقوس موغلة في القدم.