الجمعة 19 إبريل 2024
اقتصاد

محمد الكتاني: التجربة الهندية فـي التنمية واحدة من أكثر التجارب التي تستدعي التأمل والاهتمام

محمد الكتاني: التجربة الهندية فـي التنمية واحدة من أكثر التجارب التي تستدعي التأمل والاهتمام محمد الكتاني، أمين السر المساعد وعضو أكاديمية المملكة المغربية
بعد ندوة علمية أولى حول الصين، تواصل أكاديمية المملكة المغربية بالرباط  أشغال الدورة 46، حول موضوع "آسيا أفقا للتفكير"، المنعقدة من 9 إلى 17 دجنبر 2019.
وتناولت الندوة الموالية  نموذج "الهند: تجارب فـي التحديث والتنمية"،  بمشاركة نخبة لامعة من الأكاديميين والباحثين من مختلف المعاهد والجامعات.
في هذا السياق، أبرز محمد الكتاني، أمين السر المساعد وعضو أكاديمية المملكة المغربية، أن الدراسات 
المستقبلية أجمعت على  أن الهند ستصبح إحدى الدول الخمس الأقوى  اقتصاديًا بحلول عام 2050، وتعتبر التجربة الهندية فـي التنمية، واحدة من أكثر التجارب التي تستدعي  التأمل  والاهتمام، بالرغم مما يعرفه المجتمع من  تنوع ثقافـي  يصل حدّ الاختلاف أحيانا من حيث عدد الأديان، والمعتقدات، أو عدد اللغات واللهجات، التي تصل  إلى 33 لغة".
بهذه الاعتبارات، يضيف الكتاني في كلمته، أبهرت الهند العالم فـي العشرية الأخيرة بمعدلات نمو عالية، وسياسة اقتصادية ناجعة ومتواصلة؛ ذلك أن مسار التنمية الاقتصادية فـي الهند استند بالأساس إلى   الاقتصاد الموجه نحو الاكتفاء الذاتي فـي  الفلاحة، والاعتناء بالصناعة والبحث العلمي ومصادر الطاقة، والتعدين، وصقل الألماس، والمنسوجات، والحرف اليدوية، وصناعة الأفلام التي مكنت الهند من صنع علامة تجارية فـي صناعة السينما "بوليوود"،  فضلا عما تحقق بالهند فـي الآونة الأخيرة، من اهتمام نوعي  ونجاح لافت للنظر بالقطاعات الرقمية وتكنولوجيا المعلومات وإدارة العمليات التجارية فـي قطاعات صاعدة  تهم مثلا الخدمات المالية والرعاية الصحية".
أخذا بالاعتبار ما سلف، تخصّ أكاديمية المملكة المغربية فـي دورتها السادسة والأربعين الهند بندوة علمية  وبجلسات عمل تعيد من خلالها التعرف على الحضارة والثقافة الهندية، كما نتعرف على الآفاق الممكنة لتحديث المجتمع الهندي المتميز بتنوع عرقي وديني  وثقافـي قلَّ نظيره.
 وأوضح الكتاني أن التجربة الهندية فـي التنمية أصبحت  نموذجا ناجـحا  فـي  بناء اقتصاد قوي قائم على   القدرات الذاتية والرأسمال البشري المؤهل، وهذا ما جعل من الهند إحدى   القوى الإقليمية الكبرى  فـي آسيا. 
وهذا ما عبر عنه الملكـ محمد السادس، فـي الخطاب الذي ألقاه فـي القمة الثالثة لمنتدى الهند - إفريقيا 2015 المنعقدة بنيودلهي، حين قال: "نعبر عن إعجابنا بتجربة الهند فـي تطوير نموذج تنموي رائد، مكنها من الارتقاء إلى مصاف القوى الصاعدة. وهو ما يعزز طموحها المشروع للقيام بدور أساسي فـي أجهزة الأمم المتحدة المكلفة بحفظ الأمن والسلم الدوليين. إن ما يؤهل الهند لهذه المكانة هو ما تتميز به سياستها الخارجية من اتزان ومسؤولية، فـي احترام الشرعية الدولية، والوحدة الترابية للدول، والدفاع عن مصالح الدول النامية وقضاياها العادلة".