الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

المؤرخ المصطفى بوعزيز : التوتر المغربي- الجزائري فرصة ضائعة لبناء المغرب الكبير 

المؤرخ المصطفى بوعزيز : التوتر المغربي- الجزائري فرصة ضائعة لبناء المغرب الكبير  المصطفى بوعزيز
قال المصطفى بوعزيز، مؤرخ وأستاذ بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، والمدير العلمي لمركز الدراسات محمد بنسعيد أيت ايدر في حديث لبرنامج " كل الناس " على قناة العيون الجهوية، إن العلاقات التاريخية بين الشعبين الجزائري والمغربي هي علاقات عريقة، تتميز بكونها علاقات عضوية، فهي ليست علاقة جوار بل أيضا علاقة زواج، وتفاعل، منذ القدم وقبل دخول الإسلام للمنطقة.
وفي ما يتعلق بالأزمة القائمة بين المغرب والجزائر، قال بوعزيز إن هناك ترسبات في العلاقات بين البلدين الشقيقين، والتي لايمكن تجاوزها في حالة عدم الوصول إلى عمقها، مضيفا بأن الوحدة يطرح مشكل في المخيال العام المغاربي، وربما حتى العربي، فمفهوم الوحدة الإندماجية السائد مرتبط بالتدين المغربي، علما أن الوحدة المالكية هي وحدة اندماجية، وهذا المفهوم مازال موجودا ويتحرك في كل البلدان، مشيرا بأنه لايؤمن بالإختلاف والتعدد، لذلك يحدث بين الدول، وداخل الهيآت كالأحزاب السياسية، والنقابات والجمعيات، لذلك فالتوجه السائد في المغرب الكبير هو الإنشطارات، فكلما وقع خلاف تنشطر بلدان المنطقة، علما أن هناك إمكانية – يضيف – لمناقشة معادلة الوحدة والإختلاف، والتي بالإمكان أن تكون منتجة.
كما تطرق بوعزيز إلى موقف المثقفين الجزائريين ومؤاخذاتهم عن المغرب، ابتداءا من 1840 وطرحهم لتساؤلات من قبيل : هل ساند المغرب بالشكل الكافي الأمير عبد القادر الجزائري بالشكل الكافي في الثلاثينيات من القرن الماضي ؟ بينما التحاليل التاريخية تشير إلى العكس، محيلا على دراسة للأستاذ ابراهيم ياسين في هذا الإطار.
وعرج بوعزيز على حرب الرمال التي وقعت على مناطق لم تحسم فيها اتفاقية "للا مغنية "، والتي كانت تابعة بحكم ولاءاتها للسلطة المغربية، وضمنها تندوف والصحراء الشرقية، في حين أن الحدود الإستعمارية تضعها في جانب الجزائر، واصفا الأمر ب " الإشكال الحقوقي ذو الطابع الدولي " علما أنه كان بالإمكان مناقشته بشكل أخوي وإيجاد حلول لهذا المشكل.
ثمن تفاقمت المشاكل بعد ذلك، إلى أن تم التوقيع على اتفاقية إفران الأولى عام 1972، حيث قرر المغرب التنازل عن الصحراء الشرقية لفائدة الجزائر على أساس عدم منازعة المغرب في الصحراء الغربية، وكان الإتفاق ثلاثي بحضور موريتانيا، وهو الإتفاق الذي لم يوقع  عليه البرلمان المغربي لأنه لم يكن هناك وجود للبرلمان بسبب حالة الإستثناء، وهو الأمر الذي دفع الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين إلى اعتبار الأمر مجرد مناورة، مما أدى إلى تفاقم التوتر.
وقال بوعزيز إنه إلى حدود عام 1974 وأحداث انفجارات فندق أطس أسني بمراكش، يمكن قراءة التوتر المغربي - الجزائري بأنه فرصة ضائعة للتفاهم، مؤكدا أن مصلحة الشعوب ومصير المغرب الكبير فوق كل اعتبار.