الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

العلمي الحروني: حديث عن المجلس الوطني للاشتراكي الموحد والقضايا المطروحة

العلمي الحروني: حديث عن المجلس الوطني للاشتراكي الموحد والقضايا المطروحة العلمي الحروني
ينعقد المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد يومي 30 نونبر و فاتح دجنبر 2019 بمركز الشباب والطفولة ببوزنيقة في ظل استمرار الاستبداد المخزني في الهجوم على الحريات وعلى مكتسبات الشعب المغربي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية والثقافية، وفي ظل تنامي الحراكات الشعبية السلمية الوطنية والمغاربية والإقليمية ( حراك الريف بالمغرب وحراك السودان والجزائر والعراق ولبنان وإيران وحراك البدل الصفراء بفرنسا وغيرها) وهي الحراكات التي تجسد بالملموس منطق اشتراكية القرن 21 وتعتبر جوابا سلميا للشعوب على الاستبداد والقمع والتسلط ونهب خيرات الشعوب من طرف الأنظمة الرجعية وقوى الامبريالية العالمية ورفع مطالب بتعاقد اجتماعي منصف.
أعتقد جازما أن السبيل للتغيير الديمقراطي بالمغرب هو وحدة نضالات اليسار الديمقراطي حول برنامج حد أدنى سياسي واجتماعي محوره وبوصلته دعم الحراك الشعبي الاجتماعي السلمي المجسد الملموس لمطالب الشعب المغربي العادلة، و تحالف فيدرالية اليسار الديمقراطي لبنة أساسية لوحدة نضالات اليسار حول هذا البرنامج.
إن الخطوات النضالية للمكتب السياسي المتعلقة بدعم الحراك الشعبي للريف واساسا خطوة عقد اجتماعه العادي يوم 16 نونبر 2019 بعاصمة الريف الأبي وإصدار بيان الحسيمة وإطلاق مبادرة للمطالبة بالإفراج الفوري عن قيادة ونشطاء الحراك الشعبي للريف دون قيد أو شرط والمطالبة بفتح حوار مسؤول مع قيادة الحراك حول ملفهم المطلبي العادل والمشروع خاصة وبحوار وطني حول مستقبل المغرب وأجياله القادمة، إن مثل هذه الخطوات هي التي من شأنها المساهمة في خلق التوسع التنظيمي والإشعاع السياسي للحزب. للمجلس الوطني عليه أن يقف على هذه الخطوة النضالية لإغنائها والدفع لأجرأتها على ارض الواقع
وبالمناسبة أحيي انخراط فروع الحزب ومناضلاته ومناضليه في دعم الحراك الشعبي، هذا الانخراط يعبر عن الالتزام بالخط الذي سطره المؤتمر الرابع للحزب المتمثل في دعم النضالات الشعبية من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والمجالية.
من جهة أخرى، فإن تقوية وتحصين الأداة التنظيمية وتعزيز وحدتها على أساس المواطنة الحزبية ورابطة القانون باعتبار الحزب الاشتراكي الموحد، الذي راكم تجربة سياسية وتنظيمية غنية، وهو المؤهل ليصبح قاطرة لتوحيد اليسار بناء على أسس عقلانية. ولتطوير وإغناء التجربة علينا الاشتغال على تقييم عقلاني جماعي للتجربة الاندماجية للحزب وتحالفاته.
إن شعار بناء الحزب الاشتراكي الكبير فكرة جيدة لكنها طوباوية لكون الأحزاب لا تصبح كبيرة بجمع الشتات من حيث العدد دون مراعاة للالتقائية حول الفكر والممارسة ومنهجية الاشتغال الجماعي بما يمكن من تحقيق حد أدنى من الانسجام لتوفير شروط الاندماج في ذات تنظيمية واحدة موحدة تكون قوية بانخراطها وامتدادها في العمل الجماهيري الذي يكسبها مشروعية كقوة مضادة للإستبداد.
وبناء على تحليل ملموس للواقع وعلى التجربة، نرفض التفريط في الزخم النضالي والتنظيمي للحزب الاشتراكي الموحد بناء على رغبات هذا المناضل أو المكون أو ذاك بالدخول في اندماج غير ناضج الشروط، لكننا في المقابل ندعو إلى تعزيز الوحدة النضالية، السياسية والاجتماعية والميدانية، لهيئات وتيارات وفعاليات اليسار الديمقراطي.
العلمي الحروني، قيادي في الحزب الاشتراكي الموحد