الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

الحسن زهور : آليات الهدم تهدد كنيسة أثرية بالقنيطرة تمثل رمزا للتميز والتعدد الثقافي

الحسن زهور : آليات الهدم تهدد كنيسة أثرية بالقنيطرة تمثل رمزا للتميز والتعدد الثقافي الحسن زهور
بلغ جشع أحد المستثمرين في القنيطرة( لقنضرتن علي أوعدي وهو اسمها الأمازيغي ) درجة لا يفرق فيها بين المصلحة الوطنية ومصلحته الشخصية. فباسم الجشع و الربح بأي ثمن ولو على حساب المصلحة الوطنية يعتزم هذا المستثمر تهديم كنيسة أثرية تسمى " دار الرهبان" بالمدينة ليقيم مكانها عمارة سكنية ( و في غفلة أو.. من سلطاتها ومجالسها) وهولا يدري بأن لهذه المعلمة قيما تاريخية وثقافية ودينية...
- القيمة التاريخية للمبنى هي كونها حدثا تاريخيا يجب تسجيله في لائحة اليونسكو للمآثر التاريخية، و في نفس الوقت استغلاله سياحيا لجلب الكثير من السياح الفرنسيين وغيرهم لإنعاش اقتصاد المدينة ..
- القيمة الثقافية التي تعطي صورة عن المغرب في تنوعه وتميزه الثقافي..
- القيمة الدينية بتسويق صورة المغرب كبلد التسامح الديني و تعايش الديانات السماوية اليهودية و المسيحية و الإسلام، و في نفس الوقت دعامة لانفتاحنا و تميزنا مما يصب في مصلحة قضيتنا الوطنية...
فالأسئلة المطروحة أمام عزم المستثمر هدم هذه المعلمة التاريخية هي:
- كيف امتلك هذا المستثمر هذه البناية التاريخية الدينية ؟ و ما حكم القانون المغربي في هدم الآثار وتحويلها إلى عمارات مما يشوه صورة وهوية هذا الوطن؟
- من منح ترخيص الهدم لتحويل هذا الأثر المغربي إلى عمارة من ثلاثة طوابق؟ مع أن القانون يمنع ذلك.
- ما موقف وزارة الأوقاف من هذا العمل المشين؟ والوزارة بحكم وظيفتها الدينية عليها التدخل لمنع هذه الجريمة التي تدخل في نطاق وظيفتها الدينية.
- ما موقف وزارة الثقافة باعتبارها وصية وحافظة لتراثنا المغربي المادي وغير المادي؟
- ما موقف باقي مكونات المجتمع المدني في القنيطرة وفي باقي المدن المغربية؟ وهل هدم اثر تاريخي مسيحي بالمدينة أمر يسكت عنه؟
- هل سيسكت المغاربة عند تحويل مستثمر ما مسجدا ما إلى عمارة؟؟
- بدلا من الهدم يمكن تحويل الكنيسة إلى كنيسة أثرية تدر الربح على المدينة سياحيا، و في نفس الوقت ستبقى أثرا ثقافيا و دينيا على مدى التسامح الديني بالمغرب..
وفي الأخير : تحية شكر و تضامن مع جمعية " تيمياتريون" بجماعة مهدية التي وقفت ضد هذا الهدم، ودقت ناقوس الخطر أمام ما يتعرض له تراثنا الثقافي والديني من تهميش وضياع ونهب...
فهل ستقف السلطات لمنع هذه الجريمة الثقافية؟؟
ذ. الحسن زهور، كاتب ومحال سياسي