الثلاثاء 19 مارس 2024
مجتمع

الوزير اعمارة في قلب عاصفة هجوم بالسلاح الأبيض على مسؤول نقابي كونفدرالي

الوزير اعمارة في قلب عاصفة هجوم بالسلاح الأبيض على مسؤول نقابي كونفدرالي الكونفدرالي منير بنعزوز (يمينا) والوزير اعمارة

هي أشبه بلقطة فيلمية لمشهد سينمائي غير محكم كتابة سيناريوهه، تلك التي كان مسرحا لأحداثها، في سابقة يمكن وصفها هنا بـ "الخطيرة"، فضاء عمومي مخصص للاجتماعات والندوات الوطنية والدولية.. ويتعلق الأمر هنا تحديدا بـ: مركز الاستقبال والندوات حي الرياض بالرباط، حيث اهتزت، بعد زوال الأربعاء 19 نونبر 2019، جنبات القاعة الكبرى التي كانت تحتضن اجتماعا لنقابات ومهنيي النقل، دعا له عبد القادر اعمارة، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، على وقع هجوم بالسلاح الأبيض، لبعض المحسوبين على "الجمعيات"، على منير بنعزوز، الكاتب العام للنقابة الوطنية لمهنيي النقل، المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، كاد أن يودي بحياة بنعزوز، وأمام أنظار مسؤولي الوزارة، لولا تدخل عدد من الفاعلين، والذي تعرض جراء الهجوم الدموي العنيف، لذبحتين على مستوى العنق.

 

في التفاصيل، إلى حدود الساعة الرابعة وثلاثين دقيقة من بعد زوال يوم الأربعاء 19 نونبر 2019، كانت كل الانطباعات تسير في اتجاه أن الاجتماع الذي دعت له وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، الفاعلين الاجتماعيين لقطاع النقل، ممثلين في الهيئات النقابية المركزية، وعدد من الجمعيات، وحضره عن الوزارة المعنية، مدير الوكالة الوطنية ناصر بو العجول، ومدير مديرية النقل، نور الدين الديب، حول موضوع إحداث الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية في شقه المتعلق بتعيين أعضاء مجلس إدارة الوكالة، (تسير) في اتجاه أن الاجتماع سيرقى إلى مستوى انتظارات اللحظة، إلا أن الرياح سارت عكس ما تشتيه بعض الإرادات والتوجهات، التي ضاقت درعا من تدخل المسؤول النقابي الكونفدرالي، بعد أن وقف في تدخله مباشرة بعد كلمة افتتاح أشغال الجلسة من قبل مدير الوكالة الوطنية، عند القضايا مثار توتر اجتماعي بين المركزيات النقابية الثلاث، الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الاتحاد العام للشغالين، والاتحاد الوطني للشغل؛ حيث ركز بنعزوز، في كلمته أمام ممثلي الوزارة، أزيد من ثلاثين مسؤولا نقابيا و"جمعويا"، مسألة الحمولة الزائدة، وعدم تطبيقها من المنبع (المقالع، المصانع)؛ مبرزا في هذا الجانب، أن القانون لا يتم تطبيقه في هذا الخصوص، إلا على المقاولات الصغرى والمتوسطة، متوقفا في سياق حديثه، عند تجاوزات بعض المراقبين الطرقيين في بعض الجهات.

 

إلا أنه، وبمجرد إنهاء الكاتب العام للنقابة الوطنية لمهنيي النقل، كلمته، فوجئ الحاضرون، بصوت نشاز يرتفع داخل القاعة، لم يكن صاحبه، حسب شهود عيان، وكما هو مقيد في محضر الضابطة القضائية، سوى رئيس الجمعية المغربية للنقل الدولي، محمد جعبق، حيث صرخ من على كرسيه، "لا مكان للتمثيليات النقابية في الحوارات التشاورية مع الوزارة"؛ وأضاف -وفق المصادر ذاتها- "أن هدف حضوره في هذا الاجتماع هو التمثيلية في الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية"، ليخرج أمام صدمة الجميع، مسؤولين في الوزارة، وفاعلين اجتماعيين، وكاميرات مراقبة وتسجيل، سلاحه الأبيض، ويتوجه بسلوك بلطجي، نحو بنعزوز، حيث أصابه إصابات بليغة على مستوى العنق، إلا أن اعتراض وتدخل عدد من الفاعلين الاجتماعيين، أنجت وحدها المسؤول النقابي الكونفدرالي، من موت محقق أو إصابته بإعاقة جسدية مستدامة.

 

حينها يقول شهود عيان، لم يجد الجاني، من سبيل له بعد حالة الفوضى والشجب والاستنكار وسط الحضور، ورفع الجلسة، غير الهروب، غير أن إقفال الأبواب الخارجية في وجهه، دفعه، وهو في حالة ارباك من أمره، إلى القفز من سور مركز الاستقبال، ليفر هاربا نحو مكان ما ...

 

المثير في القضية، التي هي الآن بيد الأمن الوطني، أن الإسعاف لم يحضر إلا بعد مرور ساعة من حدوث الجريمة، التي كان مسرح أحداثها مركز اجتماع عمومي، طرفاه، وزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، والهيئات النقابية والجمعيات المهنية للنقل. ولعل هذه الواقعة بتفاصيل وقائعها الغريبة لتطرح اليوم سؤالا مركزيا، لاسيما، والأمر يتعلق هنا باجتماعات ذات طابع رسمي، ماذا كان المترتب عن الهجوم لو أصيب الرجل بنزيف دموي حاد؟

 

لن نأخذ في التفاصيل، نترك للجهاز الأمني والقضائي وحدهما أمر الكشف عن ملابسات ودواعي وأسباب وخلفيات الاعتداء بواسطة السلاح الأبيض، على مسؤول نقابي كونفدرالي، أمام أعين مسؤولي وزارة اعمارة، وثلاثين مسؤولا نقابيا وممثلا لجمعيات مهنيي النقل.

 

ملحوظة: تم تدوين محضر من قبل الضابطة القضائية والاستماع لشهود، بمسرح الجريمة، مركز الاستقبال والندوات حي الرياض بالرباط.