الخميس 25 إبريل 2024
كتاب الرأي

محمد شروق: هل تحول لاعبو كرة القدم إلى سلعة؟

محمد شروق: هل تحول لاعبو كرة القدم إلى سلعة؟ محمد شروق

كرة القدم هي أكثر الرياضات القادرة على «غسل دماغ» الرأي العام الذي ينجر خلف كل شيء يشاهده داخل المستطيل الاخضر وحوله. لذا لم يوفر المعلنون شيكاتهم الكبيرة ليكونوا جزءا من اللعبة بالنظر الى أن حضورهم فيها سيترك لا محالة أثره على المتابعين الذين سينجذبون حتما إلى «البضاعة» المعروضة، مايرفع بالتالي من قيمة الأرباح.

 

اختراق عقول الناس عبر كرة القدم يأخذ أبعادا واسعة جدا، وهؤلاء يقتنعون بطريقة سريعة بكل شيء يمت الى اللعبة بصلة، فيذهبون الى تقليد نجومها عبر شراء جميع التجهيزات التي يستخدمها هؤلاء في حياتهم اليومية الكروية. والأكيد أن قمصان اللاعبين التي تحمل أرقامهم وأسماءهم هي السلعة الأكثر طلبا في عالم الكرة، ومن خلالها تنعش الأندية خزائنها المالية وترفع من ميزانياتها السنوية وتعزز حضورها في سوق الانتقالات.. والأهم أنها تحافظ على استمراريتها التي لا تكون إلا من خلال الإبقاء على الوضع المالي مستقراً.

 

انطلاقاً من هذه النقطة، لا تمانع الأندية في استقدام لاعب ما لغايات تجارية، إذ سلكت معظمها الدرب التجاري في صفقات عدة بغية الاستفادة من الأسواق المفتوحة أمامها؛ وربما أكبر نموذج عاشه العالم كان تحت عنوان «ديفيد بيكام»، الشاب الوسيم والأنيق وصاحب الصرعات في قصات الشعر والملابس، وعارض الأزياء.. فهذا اللاعب الذي لم يقف يوماً بين أفضل ثلاثة لاعبين في العالم، كان أكثر الناجحين في مجال التسويق وزيادة ثروته من خلال مردود المبيعات أو نشاطاته الترويجية والإعلانية، وليس عبر لعب الكرة فقط.

 

قصة استغلال بيكام كسلعة تجارية برزت بوضوح عبر تهافت أندية عدة في أوروبا على الحصول على خدماته، رغم أن مستواه أصبح مع مرور الوقت عادياً جداً.

 

ولا تقتصر هذه الأمور عند بيكام، إذ أن فريقه السابق ريال مدريد الإسباني لطالما اعتمد على تمويل نفسه من خلال سياسة جلب النجوم الجاذبين للأموال من خلال بيع القمصان، وقد ذهب فلورنتينو بيريز في موسم 2009 إلى القول إنه سيحصل 300 مليون يورو من جراء المتاجرة بقمصان البرتغالي كريستيانو رونالدو والبرازيلي كاكا بعدما صرف 136 مليون يورو لاستقدامهما إلى «سانتياغو برنابيو». وهو ما حصل في بداية هذا الموسم لما انتقل الدون إلى يوفنتوس.

 

وإذا سألت رئيس البارسا أو رئيس باريس سان جرمان، عن الأرباح التي جناها من بيع أقمصة ميسي ونايمار فلا تندهش لحجم الأرقام الخيالية.

 

أما آخر الأفكار التجارية للأندية الأوروبية الطامعة في جلب الأموال الوفيرة، فهي التعاقد مع لاعبين من شرق القارة الاسيوية، حيث الأسواق دسمة، ويذهب المشجعون إلى حد الهوس في شراء قمصان نجوم الكرة؛ وأكثر من ذلك عندما يختص الأمر بمواطن لهم، فأصبح لاعبو كوريا الجنوبية واليابان والصين يوازون بقيمتهم أولئك البرازيليين والأرجنتينيين أو اللاعبين القادمين من خارج أوروبا.

 

بالمغرب، مازلنا في بداية الطريق ومازالت الأندية تؤدي فاتورة ضعف القدرة الشرائية لجماهير الكرة، وأيضا لانعدام المراقبة في مجال تزوير واستغلال العلامة التجارية للفرق؛ دون الحديث عن انفصام الشخصية لدى الكثير من متابعي الكرة عندنا: أحب فريقي ولا أشتري بطاقة الاشتراك ولا القميص.