السبت 27 إبريل 2024
اقتصاد

تعرف على حقيقة ودلالات الرموز المثبتة على ملصقات الفواكه والخضروات

تعرف على حقيقة ودلالات الرموز المثبتة على ملصقات الفواكه والخضروات صورتان توضحان عملية الفرق بين الإتيكيتات الملصقة على الفواكه والخضروات

غالبا ما نتساءل حول حقيقة ودلالات الرموز المثبتة على "الملصقات" المختلفة، في اللون والمحتوى، على السطح الخارجي للفواكه والخضروات، وخاصة المستوردة منها، المعروضة أساسا في الأسواق التجارية الكبرى. فما الذي يجب أن نعرفه فعلاً عن هذه الرموز والأرقام التي تكون مكتوبة على ملصقات  المنتجات المستوردة المعروضة بالأسواق؟

 

إن الملصقات، بطبيعة الحال، تحمل رموزا وبيانات تُعبر عن نوع ومصدر ومحتوى هذه المنتجات من الفواكه والخضروات؛ ولكن الطريقة التي تكتب بها هذه الرموز تبدو مبهمة وتجعل المستهلك يواجه صعوبة في فك شفرتها لتحديد طبيعة هذا المنتج؛ خاصة وأن هذه الرموز وضعت لهاته الغاية، ومن أجل التمييز بين ثلاثة أنواع من الخضروات والفواكه:

 

- أولا: المنتجات العضوية المسماة "البيو "bio، وهي الثمار التي تمت زراعتها ورعايتها من دون أي مبيدات أو أسمدة كيماوية، أو حتى تعديل وراثي أو إشعاعي، ومحمية من التلوث بمياه الصرف الصحي.

 

- ثانيا: المنتجات من فواكه وخضر المعدلة وراثيا، وهي منتجات يتمّ تغيير خصائصها الوراثية، عبر استخدام تقنيات الهندسة الوراثية، التي تقوم بنقل الجينات من صنف إلى آخر لا تجمعه به أي صلة قرابة، وذلك بهدف تعديل أو إضافة صفة وراثية جديدة. ومازالت مصدرًا لإثارة الكثير من الجدل حولها حتى اليوم، وتُبيّن البحوث أنّ البطيخ والموز هي من أكثر الفواكه التي يتم تعديلها وراثيًا وهي تتسرب إلى الأسواق رغم أن المغرب يمنع من دخولها أو استيرادها.

 

- ثالثا: المنتجات الطبيعية من فواكه وخضروات، والتي تنتج بصفة تقليدية.

 

وفي نفس السياق تجب الإشارة إلى أن تعيين أرقام الفواكه والخضروات يتم من قِبل IFPS الاتحاد الدولي لمعايير الإنتاج.

 

ومن أجل فك رموز هذه الأرقام، فإن أصناف المنتجات المثبتة في قاعدة بيانات الرموز للاتحاد الدولي لمعايير الإنتاج تتكون من أربعة أرقام، إلا أن الاستثناء الوحيد يكون عندما يتم إضافة رقم جديد على الرقم الرباعي؛ مثلاً من المعروف بأن رمز ثمار الموز 4011 ولكننا قد نلاحظ  أن رقما خامسا تمت إضافته يسارا إلى هذا الرقم مثل 84011 أو 94011، وهذا معناه بأن الرقم الرباعي الأول هو للموز؛ ولكن الرقم الإضافي الخامس مثل 8 أو 9 يخبرنا عن المزيد من المعلومات عن  الموز. وعليه ففك التشفير هو كالآتي: إذا كان الكود مسبوقا برقم 9، فهذا يعني أن الغذاء أو الموز، كما في مثالنا، عضوي أي بيو؛ أما إذا كان  مسبوقا برقم 8، فهذا يعني أن الغذاء معدل وراثياً؛ أما في الحالة الثالثة، وإذا لم يكن الكود مسبوقا  برقم 9 أو 8، وكان يبدأ برقم 3 أو 4 فإن الغذاء تمت زراعته بطريقة تقليدية!!

 

لكن تبقى مع ذلك بعض الملاحظات التي من أهمها أن نظام الترميز غير معمول به بتاتا في المغرب، حسب مصادر، وأنه بالنسبة للمنتجات من الفواكه والخضروات المصدرة إلى أوروبا خاصة، فهي تحصل من  global gab على شواهد احترام هذه المنتجات للمعايير الأوروبية وخلوها وسلامتها من أثر المبيدات؛ ثم إنه من عيوب نظام الترميز هذا، حسب خبراء التغذية، أنه يعترضه عائقان عند التطبيق:

- الأول، هو أن هذا الترميز لا يُنظم في الغالب من قِبل  مؤسسة حكومية على وجه التحديد، كما هو الحال في المغرب، فيمكن إذن لأصحاب المخازن بالأسواق التجارية الكبرى وضع الملصقات كما يريدون، وذلك بأن تتم كتابة أن هذا التفاح مثلاً مصدره من المكسيك أو غيرها، نظرا لجودة هذا النوع من التفاح بهذا البلد!

- الثاني، فقد تم تسجيل على أنه من النادر أن تجد الرقم 8 (الذي يعني معدل وراثياً) على هذه الملصقات. فنظرا إلى أن نظام كتابة الرقم هو غير إلزامي، فإن المنتجين للمنتجات المعدلة وراثياً، يوهمون أصحاب الأسواق أن منتجاتهم لا تختلف كثيراً عن المنتجات  التقليدية؛ فيعمد أصحاب الأسواق التجارية بدورهم إلى حذف الرقم 8 من الملصق، خوفا من فقدان الزبائن وضياع الأرباح!!

 

وهكذا يوصي خبراء التغذية المستهلك، وحتى لا يعرض نفسه للضرر، أن يتجنب الأطعمة المعدلة وراثياً لما  تحمله من  خطر على صحة الإنسان، واختيار بدلها المنتجات البيو التي تبدأ برقم 9.

 

لكن هذا الاختيار يبقى صعب المنال، فضلا عن أنه ليس في متناول الجميع، بالنظر إلى الاسعار المرتفعة للمنتجات البيو، مقارنة مع  أسعار المنتجات الأخرى العادية، وهو ما  أدى إلى بروز ظاهرة جديدة في الاستهلاك النخبوي أو ما يسمى "القفة  البيو" التي توزع تحت الطلب من طرف ضيعات نموذجية تنتشر في ضواحي المدن الكبرى خارج نظام الترميز، كالدار البيضاء، وباتت رمزا آخر للتفاخر والمباهاة.